الدوحة – قنا:
خلال السنوات القليلة الماضية، شهدت شراكة دولة قطر مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية الويبو تطورا كبيرا في مجالات التعليم والاقتصاد والثقافة والجوانب القضائية والسبل البديلة لتسوية المنازعات في مجال الملكية الفكرية، بالإضافة إلى التعاون في قطاع الرياضة من أجل ربط الرياضة بالملكية الفكرية، والاستفادة من إرث كأس العالم FIFA قطر 2022.
كما شملت الشراكة مع الويبو، المساهمة في إعداد مشروع الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية والتي تسعى لتنسيق سياسات الدولة الخاصة بالملكية الفكرية، وفقا لرؤية قطر الوطنية وتقييم الإطار المؤسسي للملكية الفكرية في قطر.
ويؤدي تسريع انضمام دولة قطر إلى معاهدات الويبو التالية إلى تحديث الإطار القانوني المتعلق بالملكية الفكرية من أجل توفير بيئة ملائمة لجذب الاستثمار في القطاعات المرتبطة باقتصاد المعرفة وتعزيز الثقة واليقين القانوني في المنظومة القطرية للملكية الفكرية، وأهم مذكرات التفاهم الموقعة بين دولة قطر والويبو هي: (مذكرة تفاهم بين دولة قطر والويبو بشأن الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطر بغرض تمكينها من تحسين استخدام الملكية الفكرية في استراتيجيات الأعمال الخاصة بها، ومذكرة تفاهم بين وزارة التجارة والصناعة وجامعة حمد بن خليفة والويبو والتي تهدف إلى المساهمة في تنمية الموارد البشرية في مجال الملكية الفكرية من خلال التدريس وتنمية المهارات العملية بمشاركة خبراء الويبو، ومذكرة تفاهم بين وزارة التجارة والصناعة في قطر والويبو بشأن السبل البديلة لتسوية المنازعات في مجال الملكية الفكرية).
وفي المجال الرياضي، الذي يعتبر ركيزة أساسية لرؤية قطر الوطنية 2030، تسعى دولة قطر لتعزيز التعاون مع الويبو بشأن الملكية الفكرية والرياضة، إذ تقع الإدارة الاستراتيجية لحقوق الملكية الفكرية في قلب جميع الأحداث الرياضية الكبرى، مثلما كان عليه الحال في كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث سيتم العمل على الاستفادة من إرث كأس العالم وتوطيد علاقة الملكية الفكرية بكرة القدم والرياضة بشكل عام.
وتم تنظيم المؤتمر الدولي للوساطة والتحكيم هذ العام للمرة الأولى في دولة قطر، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة ومنظمة الويبو، ويعد هذا المؤتمر الأول من نوعه بالشراكة مع الويبو في المنطقة، ويهدف المؤتمر لتوفير منصة لتبادل الخبرات والمعرفة والتعاون فيما بين المختصين المعنيين بحقوق الملكية الفكرية والوساطة والتحكيم والاستثمار الأجنبي المباشر في منطقة الشرق الأوسط.
وسوف يتم العمل على تنظيم نسخة ثانية في العام المقبل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، يتناسب مع الحاجات والتحديات المستجدة في المنطقة، ويواكب التطورات العالمية في مجال الوساطة والتحكيم للملكية الفكرية.
على صعيد الأنشطة والمفاوضات داخل لجان /الويبو/، شاركت دولة قطر في المؤتمر الدبلوماسي المعني بالملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية المرتبطة بالموارد الوراثية، وذلك في مقر المنظمة خلال الفترة من 13 إلى 24 مايو 2024، وشكل المؤتمر المرحلة الأخيرة من المفاوضات التاريخية التي دامت عقودا حول معاهدة مقترحة عن الملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية المرتبطة بها.
وتتعلق هذه المعاهدة بنوع الاختراع المطلوب حمايته في طلب البراءة، فإذا كان الاختراع مستندا إلى الموارد الوراثية، فسيطلب كل طرف متعاقد من المودعين الكشف عن بلد منشأ الموارد الوراثية أو مصدرها، وإن كان الاختراع المطلوب حمايته في طلب البراءة يستند إلى معارف تقليدية مرتبطة بالموارد الوراثية، فسيطلب كل طرف متعاقد من المودعين الكشف عن الشعوب الأصلية أو المجتمعات المحلية، حسب الاقتضاء، التي قدمت المعارف التقليدية.

كما دعم وفد دولة قطر التوصل لمشروع صك قانوني دولي بشأن الملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية المرتبطة بالموارد الوراثية، معتبرا أنه يشكل أساسا فعالا ومتوازنا للتفاوض، لأنه يضع بعين الاعتبار المصالح المختلفة للمتفاوضين ويتيح مزيدا من التقارب في وجهات النظر بهدف تضييق الفجوات وإنجاح المؤتمر الدبلوماسي.
فضلا عن ذلك، ستشارك دولة قطر في المؤتمر الدبلوماسي بشأن اعتماد معاهدة قانون التصاميم في نوفمبر، ودعمت عرض المملكة العربية السعودية لاستضافة المؤتمر الدبلوماسي بمدينة الرياض، وتهدف المعاهدة إلى تبسيط النظام العالمي لحماية التصاميم الصناعية، مما يسهل على المصممين حماية أعمالهم في الأسواق المحلية والخارج، ويجعل تلك الحماية أسرع وأقل تكلفة بالنسبة للمصممين. ويمثل هذا المؤتمر المرحلة النهائية للمفاوضات الخاصة بهذه المعاهدة، التي يليها اعتمادها اعتمادا نهائيا.
وتواصل دولة قطر العمل مع أعضاء /الويبو/ للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن القضايا الأساسية المتعلقة بإبرام اتفاق متعدد الأطراف يضمن الحماية القانونية الدولية لحقوق هيئات البث، كما جددت دولة قطر استعدادها لاستضافة المؤتمر الدبلوماسي المقبل للتوقيع على هذا الاتفاق، حيث تأمل دولة قطر أن تواصل الدول الأعضاء إبداء المرونة بشأن هذه المسألة.
وفي هذا السياق، تدعم دولة قطر استخدام اللغة العربية في جميع أنشطة الويبو ومنشوراتها، وكذلك في أنظمتها الدولية للملكية الفكرية.
وقد تكلل دور قطر المتميز، بفوزها برئاسة مجموعة من اللجان داخل /الويبو/ خلال السنوات الأخيرة، مثل انتخاب دولة قطر بالإجماع لرئاسة اللجنة التنفيذية لجمعية الاتحاد الدولي لحماية المصنفات الأدبية والفنية (اتحاد برن).
وقد استضافت دولة قطر، أنشطة مختلفة لمنظمة /الويبو/ واستقبلت زيارات واجتماعات بين المسؤولين من الجانبين، ومنها زيارة العمل التي قام بها سعادة السيد ماركو الامان، مساعد المدير العام للويبو، إلى الدوحة على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي للوساطة والتحكيم خلال الفترة من 3 – 4 يونيو 2024، والمقابلات التي أجراها مع عدد من الوزراء والمسؤولين بالدولة.
وفي 5 مارس 2023 عقد لقاء بين سعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة، وسعادة السيد دارين تانغ المدير العام للويبو، على هامش مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بأقل البلدان نموا في الدوحة. وتطرق الاجتماع إلى مسائل التعاون والمشروعات المشتركة بين دولة قطر والويبو.
وفي الفترة 27 – 29 يوليو 2022، زار الدوحة سعادة السفير حسن كليب نائب المدير العام للويبو لقطاع التنمية الإقليمية والوطنية.
وعلى مستوى مؤشر الابتكار العالمي للويبو، دخلت دولة قطر نادي ال50 دولة الأكثر ابتكارا في العالم خلال العام الماضي، وتقدمت قطر إلى المركز 49 هذا العام، وفي نسخة 2022، قفز ترتيب قطر 16 مركزا دفعة واحدة وبلغ المرتبة 52 عالميا بالمقارنة مع المرتبة ال68 عالميا في تصنيف 2021، كما احتلت قطر المرتبة الثالثة عالميا والأولى عربيا في نسخة 2022، ضمن قائمة الأسرع نموا في مجال الابتكار.
وعلى مدى الأعوام الخمسة الماضية (2020 – 2024)، ساهمت استراتيجية قطر للبحوث والتطوير والابتكار 2030، التي يعمل على تنفيذها مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، في تحقيق عدة نجاحات ملموسة ساهمت في أن تتقدم دولة قطر أكثر من 20 مركزا في تصنيف مؤشر الابتكار العالمي خلال أربعة أعوام فقط.