الدوحة – الراية :

اختتمت مجموعة شاطئ البحر فعالياتِها التفاعلية التي أُقيمت ضمن أسبوع قطر للاستدامة 2024، الذي شهد مشاركةً مميزةً في عدة مواقع، منها جَناح المجموعة في جاليريا مشيرب، وبرامجها في الجزيرة الخضراء، بالإضافة إلى جَناحٍ خاصٍ في جامعة جورج تاون بالمدينة التعليمية. وقد استمرت الفعاليات من 29 سبتمبر إلى 5 أكتوبر 2024، وسط تفاعلٍ كبيرٍ من مختلِف فئات المجتمع القطري، بمن في ذلك العائلات، الأطفال، الطلاب، والمهتمون بشؤون البيئة والاستدامة. وقد جاءت تلك الأنشطة لتعززَ الوعي البيئي، وتدعم مفاهيم الاستدامة بشكلٍ ممتعٍ وتفاعلي، ما ساهم في جذب اهتمام جميع المشاركين.

الجزيرة الخضراء

 

ومن أبرز المحطات في أسبوع الاستدامة لهذا العام، مجموعة من الفعاليات المتنوعة التي نظمتها مجموعةُ شاطئ البحر في الجزيرة الخضراء، حيث بدأت الفعاليات يوم 29 سبتمبر بورشة عمل تحت عنوان «ثروة من النُفايات»، حيث تمَّ تعليمُ المشاركين كيفية تحويل المخلفات إلى موارد مفيدة وقابلة لإعادة الاستخدام. واستضافت الورشةُ طالبات مدرسة بروق الابتدائية للبنات، حيث تعلمن من خلالها أهميةَ الاقتصاد الدائري وكيف يمكن للنُفايات أن تتحولَ إلى فرصٍ مستدامةٍ.
واستمرت الفعالياتُ في اليوم التالي، 30 سبتمبر، بورشة «الرسم المستدام» بالتعاون مع مدرسة رقية الإعدادية للبنات، وتمَّ فيها تشجيع الطالبات على استخدام المواد المعاد تدويرها في تصميم أعمال فنية مبتكرة، حيث تمَّ تسليط الضوء على أهمية استخدام الموارد المستدامة في الفنون.
وفي 1 أكتوبر، نظمت مجموعة شاطئ البحر ورشة «التغليف بالتدوير»، بالتعاون مع مدرسة عبد الله بن تركي الابتدائية للبنين، التي علمت الطلاب كيفية استخدام المواد المعاد تدويرها لصنع حلول تغليف إبداعية وصديقة للبيئة. وجاءت آخر ورش العمل في الجزيرة الخضراء بعنوان «فن الورق المستدام» يوم 2 أكتوبر، بمشاركة طالبات مدرسة قطر التقنية الثانوية للبنات ومدرسة قطر للعلوم المصرفية وإدارة الأعمال، تم خلالها إرشادهن حول كيفية إنتاج قطع فنية متميزة باستخدام الورق المعاد تدويره، ما ساهم في تعزيز فَهمهن لقيمة إعادة التدوير في الصناعات الإبداعية.

توعية الشباب

 

وكجزء من جهودها لنشر ثقافة الاستدامة بين الأجيال الشابة، شاركت مجموعةُ شاطئ البحر بجَناحٍ خاصٍ في جامعة جورج تاون، وذلك خلال فترة أسبوع قطر للاستدامة. كان الهدف من هذه المشاركة هو تسليط الضوء على أهمية إعادة تدوير البلاستيك، والمعادن، والبطاريات، وكيف يمكن استخدام هذه المواد لإنتاج منتجاتٍ جديدةٍ تلبي احتياجات السوق دون الإضرار بالبيئة. وتميز الجَناحُ بتوضيح الطرق المختلِفة التي يمكن من خلالها المساهمة في تقليل النُفايات وتحقيق الاستدامة. ولاقت هذه المبادرةُ تفاعلًا من الطلاب، الذين أعربوا عن اهتمامهم بزيادة وعيهم حول هذه القضايا الحيوية.

تجارِب تعليمية

 

وفي جَناحها بجاليريا مشيرب، نظمت مجموعةُ شاطئ البحر سلسلةً من الفعاليات الممتعة التي استمرت من 30 سبتمبر إلى 5 أكتوبر 2024، وجاءت بهدف تعزيز الوعي البيئي بين الأطفال والعائلات. كانت الفعاليات تبدأ يوميًا من الساعة 4:00 مساءً حتى 8:00 مساءً، وقد تضمنت العديدَ من الأنشطة التفاعلية التي مزجت بين التعليم والترفيه.
ومن أبرز الأنشطة، ورشة «إعادة تدوير النُفايات الإلكترونية» التي قدمتها ميرا وسارة، حيث تعلم الأطفال كيفية إعادة استخدام الأجهزة الإلكترونية التالفة وتحويلها إلى أدوات قابلة للاستخدام مجددًا. وقد شهدت هذه الورشةُ تفاعلًا كبيرًا من الأطفال، الذين تعلموا كيفية توظيف المكونات المعاد تدويرها لإنشاء دوائر كهربائية جديدة، ما ساهم في توعيتهم حول أهمية إعادة تدوير النُفايات الإلكترونية.
وجذبت فعالية «اللعب والتعلم مع مريم القحطاني» اهتمام الأطفال، حيث تمَّ تصميم مجموعة من الألعاب التعليمية لتعريفهم بمفاهيم الاستدامة بطريقةٍ ترفيهيةٍ، تمكن الأطفال من فَهم أهمية تقليل المخلفات وإعادة التدوير، وكيف تؤثر هذه الممارسات إيجابًا على البيئة. ومن خلال التفاعل مع الألعاب، استوعب الأطفالُ الأفكارَ المعقدة حول الاستدامة بطريقة ممتعة وسلسة.

قصص ملهمة

 

وكانت جلسات «وقت القصة» جزءًا لا يُنسى من فعاليات أسبوع الاستدامة، حيث جذبت جلسات السرد القصصي انتباه الأطفال، وعززت فَهمهم للمفاهيم البيئية. وقدمت الراوية فاطمة بكرو جلستين سرديتين يومي 3 و5 أكتوبر، وقد تناولت قصصها مواضيع مهمة تتعلق بالاستدامة والحفاظ على البيئة. أما الروائية رحاب صالحة، فقدمت للأطفال قصة «السلحفاة والتلوث البحري»، التي تحدثت عن تأثير التلوث على الحياة البحرية، ما ساهم في تعزيز فَهم الأطفال لأهمية الحفاظ على المحيطات.
وكان تشجيع القراءة والتعلم هدفًا مهمًا من جلسات القصة، حيث تمَّ توزيع قصص مجانية على الأطفال المشاركين لتحفيزهم على مواصلة القراءة والتعلم حول القضايا البيئية، وتعزيز وعيهم بمفهوم الاستدامة.

الفنون والاستدامة

 

إلى جانب الورش التعليمية، شهد أسبوع قطر للاستدامة تقديم مجموعةٍ من الأنشطة الفنية التي ركزت على استخدام المواد الصديقة للبيئة والمعاد تدويرها. في ورش «الرسم المستدام» التي أقيمت في جاليريا مشيرب، وتمَّ تعليم الأطفال كيفية استخدام المواد المعاد تدويرها لإنتاج أعمالٍ فنيةٍ جميلةٍ، ما ساعدهم على التفكير بشكل إبداعي في كيفية استخدام الموارد المتاحة بطرقٍ مستدامةٍ.
ومع ختام فعاليات أسبوع قطر للاستدامة، عبّرت مجموعةُ شاطئ البحر عن شكرها وتقديرها لكل من ساهم في إنجاح هذه الفعاليات، سواء من المتطوعين أو المشاركين. وأكدت المجموعةُ على التزامها بمواصلة تنظيم مثل هذه الأنشطة التي تساهم في نشر الوعي البيئي، وتعزز ثقافة الاستدامة في المجتمع القطري. كما دعت المجموعةُ إلى الاستمرار في تطبيق المبادئ المستدامة في الحياة اليومية، لافتة إلى أن الاستدامة ليست مسؤوليةً فرديةً فحسب، بل مسؤولية جماعية تتطلب التعاون بين مختلِف الجهات والأفراد لتحقيق تأثير إيجابي على البيئة والمُجتمع.