الدوحة – أشرف مصطفى:

أكد مسؤولون بمركز النور حرص المركز على بناء مُجتمع أكثر دعمًا ووعيًا بقضايا المكفوفين والأشخاص ذوي ضعف البصر، وقالوا في تصريحات لـ الراية إن المركز يشارك العالم سنويًا في الخميس الثاني من شهر أكتوبر باليوم العالمي للإبصار، وهو يوم مُخصَّص لرفع الوعي بأهميَّة العناية بصحَّة العيون، لا سيَّما عند الأطفال، حيث يُعاني حواليْ 450 مليون طفل حول العالم من مُشكلات بصريَّة تستلزم العلاج.

وشدَّدت السيدة ثاجبة المقبالي رئيسة قسم الخدمات الطبيَّة في مركز النُّور -الذي يضمُّ العيادةَ البصريَّة المسؤولة عن التقييم البصري- على ضرورة الفحص المُبكِّر لنظر الأطفال، وملاحظة أي علامات قد تُشير إلى وجود مشكلات بصريَّة.

وأكَّدت «المقبالي» أن العيادة البصريَّة في المركز تُقدِّم خدمات تقييم الوظائف البصريَّة، ووصف النظارات والمُعِينات البصريَّة وَفقًا للمعايير العالميَّة، وتخدم العيادة جميع أفراد المجتمع، من الأطفال حديثي الولادة إلى كبار السِّن، مع تقديم استشاراتٍ بصريَّة مستمِرَّة طوال العام.

وأوضحت «المقبالي» أن قسم الخدمات الطبيَّة في المركز يُقدِّم العديد من المبادرات التوعويَّة المُتاحة للجمهور، والتي تشمل وِرشًا توعويَّة تُنظَّم في الفعاليَّات المحليَّة والمنتديات العامَّة والخاصَّة، ويشارك القسم سنويًّا في فعاليَّات اليوم العالمي للإبصار التي تُقام في أماكن عامَّة، وتستهدف الجمهور العريض، بالإضافة إلى ذلك.. يُنظِّم المركز حملة توعويَّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويستضيف زيارات مدرسيَّة لطلبة المدارس لتعريفهم بأهميَّة الإبصار والحفاظ على صحَّة العيون.

وأشارت «المقبالي» إلى دور إدارة الخدمات الطبيَّة في تعزيز الوعي بأهميَّة الكشف المُبكِّر عن مشكلات النظر، من خلال المشاركة في حَمَلات التوعيَة، التي تشمل تثقيف مُعلِّمي ومُعلِّمات المدارس حول كيفيَّة التعرُّف على المشكلات البصريَّة في الصفوف الدراسيَّة والتعامُل معها، وتنظيم وِرَش توعويَّة بالتنسيق مع مركز التدريب التابع لوزارة التربية والتعليم على مدار العام.

ومع ذلك، تواجه خدمات العيادة البصريَّة بعضَ التحديات، حيث أوضحت «المقبالي» أن تأخُّر المواعيد في المستشفيات العامَّة والمراكز الصحيَّة يؤثِّر على تقديم الخدمات الطبيَّة للأشخاص ذوي الإعاقة البصريَّة.

 تقنيَّات حديثة لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة البصريَّة

استعرضت «شهلاء مسعود» أخصائيَّة البصريات في مركز «شهلاء مسعود» الدور الكبير الذي يقوم به أخصائيُّو البصريات في تحسين جودة حياة الأفراد من ذوي الإعاقة البصريَّة، موضِّحةً أن هذا الدور يتجاوز تقديم الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة، ليشمل الحفاظَ على صحَّة العينين من خلال خِدمات شاملة، مثل: التقييم البصري الوظيفي، ووصف النظارات والمُعِينات البصريَّة، وتقديم التوصيَّات الخاصَّة بالتأهيل البصري، بالإضافة إلى المُتابعات الطبيَّة المستمِرَّة. وأكدت أن الفحوصات والتقييمات التي يُجريها أخصائيو البصريَّات تُسهم في تحديد احتياجات المرضَى بدقَّة وتحسين القدرات الوظيفيَّة البصريَّة للأفراد.

وفيما يخصُّ التقنيَّات الحديثة في مجال البصريات، أشارت إلى أن العيادة البصريَّة في مركز النُّور مجهَّزة بأحدث الأجهزة الطبيَّة المتطوِّرة، التي تُتيح فحص العينين بدقَّة وتقديم تقارير بصريَّة مفصَّلة، كما توفِّر العيادة المُعِينات البصريَّة المختلفة، بما في ذلك أجهزة التكبير الإلكترونيَّة، والتي تُمكِّن المرضَى من التنقُّل وإدارة حياتهم اليوميَّة بشكل أفضل.

وتطرَّقت «مسعود» لدور برامج التوعيَة والتثقيف في رفع مستوى الوعي بأهميَّة العناية بالبصر، مشيرةً إلى أن هذه البرامج تُسهم في توعيَة المجتمع بأهميَّة الفحص المُبكِّر والالتزام بالنظارات الطبيَّة، كما تساعد في التعريف بخدمات العيادة البصريَّة بالمركز وتسهيل تحويل المُحتاجين إليها.

رفع الوعي بالفحص الدوري للعيون

أشار السيد عبدالعزيز البنعلي مدير إدارة التوعية المجتمعيَّة بالإنابة إلى أن هناك حملةً إعلاميَّة توعويَّة شاملة تتعلَّق باليوم العالمي للإبصار، إضافةً إلى تخصيص «جناح» داخل المركز وخارجَه للتوعوية بخدمات المركز وتقديم الاستشارات المتعلِّقة بصحَّة البصر للزوار.

وتهدف التوعيَة بهذا اليوم في مركز النُّور للمكفوفين إلى تسليط الضوء على أهميَّة الوقاية من فِقدان البصر وتعزيز الصحَّة البصريَّة، وأوضح «البنعلي» أن الأنشطة التي يُنظِّمها المركز تهدف إلى رفع الوعي بأهميَّة الفحص الدوري للعيون للكشف المُبكِّر عن مشاكل الرؤية، مع التوعية بأسباب العمَى أو ضعف البصر التي يُمكن تجنُّبها أو علاجها، مثل: الجلوكوما، واعتلال الشبكيَّة السكري وغيرها. كما أكَّد أهميَّة تقديم الدعم للأشخاص المكفوفين، وتعريف المجتمع بالتحديات التي يواجهونها، مما يسهم في تعزيز التفاهم والمساندة الاجتماعيَّة.

وأشار «البنعلي» إلى أن الفعاليَّات تشمل تعزيز مبادئ الإدماج الاجتماعي عبر تنظيم أنشطة تشاركيَّة تهدف إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة البصريَّة مع المجتمع، بالإضافة إلى تشجيع البحث العلمي والتطوير في مجال علاج أمراض العيون والوقاية منها.

نصائح للحفاظ على صحة العيون

وفي سياق النصائح التي تُقدِّمها للحفاظ على صحَّة العيون، قالت «مسعود»: إنه يجب على الأهل الانتباهُ إلى علامات ضعف الإبصار لدى أطفالهم، مثل: تقريب الكتاب، أو عدم الرؤية بوضوح من بَعيدٍ، أو ملاحظة أي مَظهَر غير طبيعي في العين، مُشدِّدةً على ضرورة إجراء الفحوصات الدوريَّة للعينين، خاصَّة لأولئك الذين يعتمدون بشكل كبير على العمل المكتبي أو الحاسوبي.

وكما نصحت بأخذ فترات راحة قصيرة كلَّ عشرين دقيقةً عند العمل على الحاسوب، عبر النظر إلى جسم بعيد لمدة عشرين ثانية.

قصص نجاح مُلهِمة في العيادة البصريَّة بمركز النُّور

 من ناحية أخرى، أشارت «مسعود» إلى وجود العديد من قصص النجاح التي شهدتها العيادة البصريَّة بمركز النُّور، حيث جرَى تحويل الأطفال الذين فقدوا الأمل في العلاج بعد تجارب طبيَّة تقليديَّة، ولكن بفضل التقييمات الدقيقة، والتأهيل البصري، ووصف النظارات المناسبة، أبدَى هؤلاء الأطفال تحسُّنًا كبيرًا في قدراتهم البصريَّة.

وتؤكِّد أن هذه القصص تُلهِم الآخرين وتُشجِّعهم على الاستفادة من خدمات العيادة، خاصَّة أولئك الذين يُعانون من مشكلات بصريَّة مُشابِهة، حيث يكتشفون إمكانيات جديدة لاستعادة قدراتهم البصريَّة وتحسين حياتهم اليوميَّة.

فيما يعكس اليوم العالمي للإبصار أهميَّة العناية بصحَّة العيون والتوعية بمخاطر فِقدان البصر، مع التأكيد على الدور الفعَّال الذي يلعبه مركز النُّور للمكفوفين في نشر الوعي وتقديم الخدمات البصريَّة الشاملة؛ من خلال الجهود المستمرة للمركز، بما في ذلك الفحوصات الدوريَّة، والتقييماتُ البصريَّة، والأنشطة التوعويَّة، ليتم تعزيز فهم المجتمع لأهميَّة الوقاية والكشف المُبكِّر عن مشكلات الإبصار.

إن النجاح الذي تُحقِّقه العيادة البصريَّة في تحويل قصص الأمل إلى واقع يُعزِّز الثقة بقُدرات المركز على تحسين حياة الأفراد ذوي الإعاقة البصريَّة، ويُشجِّع الجميع على التفاعُل والدعم لتحقيق صحَّة بصريَّة أفضل للجميع.