الدوحة -نشأت أمين:
كثّفتْ وزارات الداخليّة، والبلدية، والبيئة، وهيئة الأشغال العامّة «أشغال»، وغيرها من الجهات المعنيّة استعداداتِها لموسم الأمطار؛ تنفيذًا لتوجيهات مجلس الوزراء في اجتماعه الأخيرِ. ومع بدء بشائر أمطار الخيرِ دعت وزارةُ الداخليَّة في منشورٍ عبر حسابها الرسمي على منصة «X» إلى الالتزام بإرشادات القيادة أثناء الأمطار، مؤكدةً أن ذلك يعزّز السلامة المرورية، ويقي من مخاطر الحوادثِ.
ونوَّهت بعددٍ من إرشادات السلامة أثناء القيادة في الأمطار، وهي: عدم التجاوُز، ترك مسافة كافية، التقليل من السرعة، استخدام مكابح السيارة تدريجيًا لإبطاء السرعة، عدم الخوض في تجمّعات المياه لخطورتها، وكذلك عدم استخدام الأنوار الرباعيَّة.
وأكدتْ وزارةُ البلدية أنَّ جميعَ البلديات تتابعُ سيرَ العمل في غرفة عمليات مركز الاتّصال الموحد للتأكُّد من الجاهزية التامة والاستجابة الفورية لبلاغات الجمهور أولًا بأوّل، وعلى مدار الساعة، وذلك حرصًا على عدم تأثّر المُواطنين والمقيمين بالأمطار، أو تجمع المياه بمُختلف مناطق الدولة.
وتباشرُ غرفةُ عمليات مركز الاتصال الموحد بوزارة البلدية عملَها في استقبال البلاغات الخاصة، بتجمُّعات مياه الأمطار التي هطلت عبرَ الرقْم 184.
وحثَّت الوزارةُ على اتباع عددٍ من الإرشادات؛ للحماية عند هطول الأمطار، منها: البقاءُ في المنزل، والابتعاد عن مصادر الكهرباء في الشوارع والحدائق، وإفساح الطريق لفرق الطوارئ، والحذر من الإمساك بالأجسام المُوصّلة للكهرباء، والحذر من الاقتراب من تجمُّعات المياه.
سرعة الاستجابة
ونوَّهت هيئةُ الأشغال العامة «أشغال»، في منشورٍ عبر حسابِها الرسميّ على منصة «X»، إلى أنَّ مركز خدمة عملاء «أشغال» يستقبلُ الملاحظات والاستفسارات على الرقْم (188)، داعيةً العملاء إلى استيفاء جميع البيانات المطلوبة لاستكمال طلباتهم، وضمان سرعة الاستجابة، وهي: رقْم الجوال، ورقْم البطاقة الشخصيّة، وبيانات لوحة عنواني «اللوحة الزرقاء»، والتواصل معها عبر بوابة الخدمات الإلكترونيَّة، ومركز الاتصال 188، وتطبيق «أشغال» على الجوال.
كان مجلسُ الوزراءِ، قد اطّلع خلال اجتماعه الأربعاء الماضي برئاسة معالي الشَّيخ محمّد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة،
على المُقترحات بالرغبة التي أبداها مجلسُ الشورى حول ظاهرة تجمُّع مياه الأمطار، ووجَّه بإحاطة مجلس الشورى بمذكِّرة إيضاحيَّة لبيان ما تقوم به الجهاتُ الحكومية المختصة في هذا الشأن. كما أصدرَ مجلسُ الوزراء توجيهاته إلى وزارة البلديَّة، وهيئة الأشغال العامة، والجهات المعنيَّة الأخرى، باتخاذ الإجراءات اللازمة للاستعداد لموسم الأمطار.
تواصلُ أمطار الخير
وأكَّدَ السيّدُ محمد علي الكبيسي، رئيس قسم التنبُّؤات والتحاليل بإدارة الأرصاد الجوية لـ الراية وجود فرص لتساقُط أمطار متفرقة على البلاد اليوم بكَميات أقلّ من تلك التي هطلت على البلاد أمسِ.
وأوضح أنَّ البلاد تعرَّضت أمسِ لهطول أمطار رعدية، تركّزت في المناطق الشمالية، لا سيما في الظعاين، وسمسمة، كما امتدت إلى مدينة الدوحة، رافقتها رياحٌ هابطةٌ في بعض المناطق، لافتًا إلى أنَّ كَميات الأمطار التي هطلت على الظعاين كانت هي الكبرى على مُستوى الدولة، حيث بلغت كَمية الأمطار التي هطلت بها 37 ملم، تليها سمسمة.
ونوَّه بأن مدينة الدوحة وضواحيها كان لها نصيب من أمطار الخير، لا سيما في مناطق السد التي بلغت كَمية الأمطار التي هطلت عليها 27 ملم، والغويرية 15 ملم وكذلك مدينة خليفة 14 ملم، لافتًا إلى أنَّ إدارة الأرصاد الجوية، كانت قد نبَّهت على حساباتها المختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بوجود فرص لسقوط الأمطار خلال اليومَين الماضيَين، كما قامت بإبلاغ العديد من الجهات المعنية في الدولة من بينها هيئة الأشغال العامة «أشغال» بالحالة المُمطرة التي سوف تشهدُها البلاد.
وقالَ: نحن على مشارف فترة الوسمي التي يطلق عليها «قلايد الوسمي»، ووجود تساقط للأمطار خلال تلك الفترة يبشّر بتساقُط جيد لكَميات الأمطار خلال فترة الوسمي.
وأشارَ الكبيسي إلى أنَّ فترة «الوسمي» تبدأ في مُنتصف شهر أكتوبر، وتحديدًا في 16 أكتوبر، وتستمرّ حتى 10 ديسمبر، وهذه الفترةُ تتميّز بتكوّنات الحقبان، وتساقُط الأمطار التي قد تكون رعديةً في بعض الأحيان، وقد تصاحبُ تساقطَ هذه الأمطار رياحٌ هابطة تؤدي إلى سرعة مفاجأة في الرياح، وانخفاض في مُستوى الرؤية الأفقيّة، داعيًا الجمهور إلى أخذ الحيطة والحذر خلال هذه الفترة.
ونوَّه بأن فترةَ «الوسمي» تتميّزُ بتكوّنات السحب الركاميَّة وتساقط الأمطار، التي يمكن أن تكونَ رعديةً في بعض الأحيان.
ودعا جميعَ أفراد المُجتمع إلى مُتابعة الحسابات المُختلفة الخاصة بإدارة الأرصاد الجوية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ للتعرُّف على أحوال الطقس بشكلٍ دقيقٍ.
مشاريع «أشغال»
يشارُ إلى أنَّ هيئة الأشغال العامة، كانت قد أعلنتْ في شهر مايو الماضي عن قيامها بالبدْء بتنفيذ أعمال إنشاء نفق لتصريف مياه الأمطار؛ بهدفِ حمايةِ الأصول الحيويَّة كجزءٍ من أعمال مشروع بَرنامج تصريف مياه الأمطار – المرحلة الثالثة (مناطق جنوب الدّوحة)،
حيث يأتي المشروعُ ضمن جهود الهيئة لحماية الأشخاص والأصول من الآثار السلبية لتجمّعات مياه الأمطار في عددٍ من المناطق الحيوية جنوب الدوحة، ومن أهمها تقاطع شارع محمد بن ثاني، وشارع أحمد بن علي، ونفق مُستشفى حمد، والمناطق المجاورة، بالإضافة إلى عددٍ من المنشآت والمؤسسات الحكومية بالمنطقة، بما في ذلك وزارة الداخلية، ومجلس الشورى، ومتحف مطافئ، وغيرها.
وسيوفّر المشروعُ حلًّا طويلَ الأمد لتقليل تجمُّعات مياه الأمطار في المناطق المذكورة، بدلًا من الاعتماد على استخدام مضخّات مؤقّتة أثناء موسم الأمطار.
وتتضمنُ أعمالُ المشروع إنشاءَ نفق لتصريف مياه الأمطار بطول حوالي 1.7 كم وبقُطر يبلغ 1400 مم، وسيتم تنفيذ أعمال الحفر على أعماق تتراوح بين 7 و10 أمتار تحت سطح الأرض باستخدام آلة الحفر النفقي بهدف الحد من أثر الأعمال على حركة المرور وتقليل الإزعاج لأهالي المناطق والمؤسسات والمباني المُحيطة.