متابعة- صابر الغراوي:
الفوزُ الكبيرُ الذي حقّقه منتخبُنا الوطنيُّ الأول لكرة القدم مساء أمس الأول على حساب منتخب قرغيزستان بثلاثة أهداف مقابل هدفٍ واحدٍ ضمن منافسات الجولة الثالثة من مُباريات المجموعة الأولى بالتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، لا تقتصرُ أهميتُه على حصد النقاط الثلاث من هذه المواجهة، ولكنها تمتدُّ لتشمل العديد من المكاسب الأخرى التي حققها العنابي من هذه المواجهة.
وتشكلُ عودةُ الثقة واحدةً من أهم المكاسب التي خرج بها منتخبنا الوطني من أرضية ملعب المباراة، خاصة أنَّ الفريق عانى كثيرًا من مشكلة انعدام الثقة عقب اللقاءَين الافتتاحيين أمام الإمارات وكوريا الشمالية، الأمر الذي أجبره على الاكتفاء بنقطة وحيدة من أصل ستّ نقاط كاملة.
أفضل ميعاد
والفوز الأول في المجموعة أيضًا يحظى بأهمّية كبيرة وانتظاره أكثر من ذلك كان يعني تراجع حظوظ العنابي بشكل كبير، والجميع يعلم أنه كلما تأخر الفوز الأول، تراجعت احتمالات التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وبالتالي فإن تلك العودة كانت في أفضل ميعاد قبل أن يتأزم الموقف في جدول الترتيب.
وفي هذه المباراة تحديدًا لم يكن مقبولًا على الإطلاق أن يخرج العنابي بأي نتيجة بخلاف الفوز، ولا أكون مبالغًا حينما أقول إنّ الجماهير كانت تتعاملُ مع هذه المباراة على أن الخَسارة فيها كانت تعني ضياع حُلم التأهل المباشر بشكل شبه نهائي.
تحسّن الأداء
والحقيقة أن أجمل ما في هذا الفوز بخلاف المكاسب التي ذكرناها هو أن هذا الفوز صاحبه تحسن واضح في أداء منتخبنا الوطني في كافة الخطوط سواء في الدفاع أو في الوسط أو في الهجوم.
وهناك أدلة دامغة على التحسن في الخطوط الثلاثة، بداية من خط الدفاع؛ لأن الفرص التهديفية التي صنعها المنافس على مرمانا كانت أقل بكثير من الفرص التي سنحت للمنافسين في اللقاءين السابقين.
أما بالنسبة لخط الوسط، فكان واضحًا أن أوقات الاستحواذ على الكرة كانت كبيرة وواضحة وعدد المرات التي استعدنا فيها الكرة كانت كبيرة فضلًا عن الانتشار الجيد داخل أرض الملعب والضغط المتقدم على المنافس والذي مارسه لاعبو خط الوسط بشكل جيد.
فرص مضاعفة
وتحسّن أداء الخط الهجومي بشكل واضح للدرجة التي تجعلنا نقول إن الفرص التهديفية التي سنحت للعنابي خلال مواجهة قرغيزستان فقط هي أضعاف الفرص التي سنحت خلال اللقاءَين الماضيين أمام الإمارات وكوريا الشمالية، والأهم من كل ذلك هو كيفية استغلال هذه الفرص مع إنهائها بالصورة المثلى أمام المرمى.
ولكن يبقى السؤال الأهم في هذا الأمر: هل هذا التحسن يكفي لاستكمال المشوار بالصورة التي نتمناها؟.. الإجابة بالطبع، هي لا، وذلك للعديد من الأسباب، يأتي في مقدمتها أن المنافس القرغيزي يختلف جملة وتفصيلًا عن المنافسين الآخرين في المجموعة الأولى، وخاصة بالنسبة للمنتخبين الإيراني والأوزبكي، وهما المنتخبان المنافسان الأبرزان لمنتخبنا الوطني على بطاقتَي التأهل المباشر لنهائيات كأس العالم.
وثاني تلك الأسباب هو أن لقاء أمس الأول أُقيم على ملعبنا ووسط جماهيرنا، وبالتالي فإن وضعية العنابي ووضعية المنافس لا بدَّ أن تختلفا بعض الشيء في المُباريات التي تُقام على أرضية المنافس وبين جماهيره.
صفوف مكتملة لمواجهة إيران
يغادرُ العنابي إلى الإمارات بصفوف مكتملة في ظل تواجد جميع اللاعبين الذين اختارهم ماركيز لوبيز للمعسكر الأخير، وهم: سعد الشيب، وصلاح زكريا، ومشعل برشم، ومروان شريف في حراسة المرمى. إسماعيل محمد، بسام الراوي، طارق سلمان، بوعلام خوخي، سلطان البريك، محمد عياش، عبدالله اليزيدي، لوكاس مينديز، عبدالكريم حسن والمهدي علي، للدفاع. وفي الوسط تواجدَ اللاعبون: أحمد فتحي، إبراهيم الحسن، جاسم جابر، محمد وعد، عبدالعزيز حاتم، نايف الحضرمي، أما الهجوم، فضم كلًا من اللاعبين: أكرم عفيف، معز علي، أحمد علاء، أدميلسون جونيور، عبدالرحمن مصطفى، يوسف عبدالرزاق، أحمد الجانحي.
علاج الأخطاء
رغمَ الفوزِ الذي حقَّقه منتخبُنا الوطني على حساب منتخب قرغيزستان بثلاثة أهداف مقابل هدف، إلا أنَّ المباراة شهدت العديد من الأخطاء. ومن جانبه، حرصَ الإسبانيُّ ماركيز لوبيز مدرب الفريق على الاجتماع باللاعبين أمسِ، والحديث عن تلك الأخطاء لتجنُّب تَكرارها في مُقبل المباريات.
كما أشادَ في نفس الوقت بالمستوى الذي قدّمه اللاعبون في المباراة، وطالبهم بزيادة التركيز واللعب بجد واجتهاد في مباراة إيران من أجل تحقيق فوز جديد واستمرار حصد النقاط في مشوار المنافسة الصعب على التأهل للمونديال.
العنابي الفائز الأكبر في الجولة الثالثة
عندما نتحدّثُ عن المكاسب التي حقَّقها منتخبُنا الوطني من الفوز على مُنتخب قرغيزستان في الجولة الثالثة، فإننا لا يمكن أن نتحدث عنها بمعزل عن نتائج المباريات الأخرى التي أُقيمت في نفس المجموعة.
وأجمل ما في بقية النتائج أنَّ رياحها أتت بما تشتهي سفنُ العنابي؛ لأننا نتحدث عن لقاءين انتهيا بالتعادل، وبالتالي لم يتمكن أي فريق من الفرق الأربعة التي خاضت المباراتين من الحصول على أكثر من نقطة وحيدة.
وانتهت قمةُ أوزبكستان مع إيران بالتعادل السلبي بين المنتخبين، وبالتالي رفع كل منهما رصيده إلى سبع نقاط وتقلص الفارق بينهما وبين العنابي من خمس نقاط قبل هذه الجولة إلى ثلاث نقاط فقط بعدها.
وفرضَ التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق نفسه على موقعة الإمارات وكوريا الشمالية وبالتالي تساوى العنابي مع الإماراتي في الرصيد، وتفوّق على الكوري الشمالي.
وأكدت هذه النتاج أن العنابي كان هو الفائز الأكبر من تلك الجولة مقابل أن المنتخب القرغيزي كان هو الخاسر الأكبر.
تحية وتقدير للجماهير
وجَّهَ اتحادُ كرة القدم التحيّةَ والتقدير للجماهير التي حرصت على التواجد باستاد الثّمامة لتقديم الدعم والمساندة في مباراة منتخبِنا الوطني ونظيره القرغيزي في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، وذلك عبر منصّات التواصل الاجتماعي الرسميّة للاتحاد، من خلال نشر صور الجماهير التي حضرت المباراةَ وتوجيه الشكر لهم على الحضور والمُساندة، فهم مصدر قوّة منتخبنا، وبهم تتحقّق الانتصارات.
مباريات قوية بالجولة الرابعة
تقامُ الجولةُ الرابعةُ من مُنافسات المجموعة الأولى التي تضم منتخبنا والإمارات وإيران وأوزبكستان وكوريا الشمالية وقرغيزستان، يوم الثلاثاء المقبل، حيث يلتقي منتخب أوزبكستان مع الإمارات في طشقند، وقرغيزستان مع كوريا الشمالية في العاصمة القرغيزية بيشكيك، وإيران مع العنابي في الإمارات. وينصُّ نظام التصفيات المونديالية على أن يتأهل المنتخبان الأول والثاني في كل مجموعة من المجموعات الثلاث في التصفيات الآسيوية مباشرة إلى مونديال 2026، لتحجز ستة من المقاعد الثمانية المباشرة المتاحة للاتحاد الآسيوي، في حين ينتقل المنتخبان الحاصلان على المركزين الثالث والرابع (ستة منتخبات) لخوض الملحق الآسيوي، والذي تقام مبارياته بنظام الدوري من دور واحد، حيث يتأهل صاحب المركز الأول في كل مجموعة إلى كأس العالم. في المقابل، ينتقل المنتخبان الحاصلان على المركز الثاني في الملحق الآسيوي لخوض مواجهة في مباراتَي ذهاب وإياب لتحديد المنتخب المتأهل إلى الملحق العالمي.