بالعربي الفصيح.. حياتك طويلة أم عميقة ؟
يقولُ شمس الدين التبريزي:
أنا لا يهمني أن تكونَ حياتي طويلةً، بل أن تكونَ عميقة..!!
فهل راودتك هذه الفكرة يومًا.. عزيزي القارئ؟
إن الإنسانَ – كما هو معلوم – لا يملك القدرةَ على جعل حياته أطول مما قدّره له الله عزَّ وجلَّ، لذا عليه أن يعملَ على ما يتحكم فيه ويقدر عليه في جعل حياته أعرض أو أعمق، كما وصفها التبريزي في مقولته الآنفة..
ولكن كيف يمكنه ذلك ؟
أذكر في هذا المجال وصفًا رائعًا للعبقري العقاد الذي أشارَ إلى أن القراءة تمنح الإنسانَ حياة أعرض..
ولِمَ لا ؟!
فهي تُضيفُ إلى حياته حيواتٍ أخرى من خلال المعارف والتجارِب الإنسانية المذهلة التي تضمها الكتب بين دفتيها.
فكلما قرأ الإنسانُ ازدادت حياته عرضًا، وأضاف إليها عمقًا، يجعله علامةً فارقةً بين أقرانه، كما كان التبريزي في زمانه.
إن الإنسانَ الذي يملك روحًا عميقةً يترك أثرًا لا يُنسى في ذاكرة الإنسانية على مر الزمان، فتخلد روحه، وإن فني جسده.
فصاحب الفكر لا يفنى، لأن الأفكارَ لا تموت.
الذين علموا البشرية أبجديات التطور والارتقاء، ويستمرون في نقلها من مستوى إبداعي إلى آخر، هم أصحاب الأرواح العميقة مهما اختلفت تخصصاتهم.
هم قلة نجحوا في تحدي الفناء وسطروا أسماءهم في سجلات الخلود، بما أضافوه لمحيطهم التوّاق لتجديد الحياة والإضافة إلى غناها.
وإذا تأملت في أحوالهم وجدت أغلبهم ممن غادروا الدنيا باكرًا، لأنهم أدّوا ما عليهم من واجب التنوير والتصحيح والتغيير والإصلاح.. فهل تريد حياتك طويلة أم عميقة.. عزيزي القارئ؟