دور رئيسي للتعليم العالي في تعزيز الكفاءات الوطنية
طرح برامج أكاديمية تتواءم مع المعايير العالمية
الدوحة – إبراهيم صلاح:
أكد عددٌ من رؤساء الجامعات والخبراء الأكاديميين أن التعليم العالي في قطر يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الكفاءات الوطنية التي شدد عليها صاحب السمو في خطابه فى افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشوري أمس، من خلال طرح برامج أكاديمية تتواءم مع المعايير العالمية لتأهيل كوادر تدعم الاقتصاد وخلق جيل قادر على الريادة وتنمية الاقتصاد المحلي.
وأشار هؤلاء في تصريحات لـ الراية إلى تركيز الخطاب على نجاح السياسات الاقتصادية والمالية، حيث شهد الاقتصاد القطري نموًا ملحوظًا رغم التحديات العالمية، بما في ذلك توسعة مشاريع الغاز وتوجيهات سموه لدعم القطاع الخاص وتعزيز دوره في الاقتصاد الوطني، كما نوهوا إلى الجهود الكبيرة المبذولة لخفض الدين العام وتعزيز الاستقرار المالي، ما يعزز من مكانة الدولة على الصعيد الدولي، ولفتوا إلى أن دولة قطر بقيادة صاحب السمو تمضي قدمًا نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، مع الالتزام بتعزيز مكانة الدولة على المستوى الإقليمي والدولي، موضحين أن الخطاب يعكس رؤية شاملة وواعية للتحديات التي تواجه العالم والمنطقة، مع تناول سموه ثلاثة أبعاد رئيسية بدايةً بالبعد الدولي والبعد الاقتصادي والبعد الدستوري والتشريعي.
د. يوسف الصديقي: العدل والمساواة بين أبناء الشعب
أكد د. يوسف الصديقي عميد كلية الشريعة الأسبق بجامعة قطر، أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في دور الانعقاد السنوي الثالث والخمسين لمجلس الشورى، يعكس المواقف المُشرفة لدولة قطر.
وقال: الخطابُ جاء شاملًا وتناول موقف قطر من القضايا القائمة حاليًا بما في ذلك العدوان على غزة وبيروت، حيث بيَّن صاحب السمو بنظرة استقرائية عميقة أن إسرائيل لها مآرب وتوجهات وخطط تريد أن تنفذها في المنطقة.
وأضاف: ونحن نقدّر رؤية صاحب السمو ونثمن عاليًا موقفه من تلك القضايا العربية، فله منا كل الدعم والتقدير والمساندة على هذا الموقف الراسخ والمقدر .
وأوضح أن الخطاب تطرَّق إلى الجانب الاقتصادي وأكد أنه في حالة نمو وازدهار وذلك بفضل قيادته الرشيدة واستراتيجيته الحكيمة ونظرته الثاقبة للأمور.
ونوه بأنه على مستوى المواطن فإن صاحب السمو تحدث بكلام من ذهب عن المواطنة، يعكس حرص سموه على العدل والمساواة بين أبناء شعبه، ونحن نشكره على هذه الكلمات وهذا التوجه ونسأل الله له التوفيق والسداد.
الشيخ أحمد بن محمد آل ثاني: التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية
أكد الشيخ أحمد بن محمد آل ثاني أن ما جاءَ في الخطابِ الذي ألقاه حضرة صاحب السموّ أمير البلاد المُفدى في افتتاح دور الانعقادِ الرابعِ لمجلسِ الشورى يتسم بالشفافيةِ بينَ صاحبِ السموِّ وشعبِه في اتخاذِ القرارات.
وأضاف: لقد تميزَ الخطابُ بتسليطِ الضوءِ على قيمِ الوحدة الوطنية ، حيث أوضحَ سموُّ الأمير أنَّ سياسةَ قطرَ الخارجيةِ والداخليةِ ترتكزُ على الواقعيةِ السياسيةِ والتوازنِ بينَ المبادئِ والمصالحِ المشتركة.
وأشارَ إلى أنَّ من أبرزِ النقاطِ التي جاءت في خطابِ صاحبِ السموِّ إعلانَ سموِّه عن إحالةِ التعديلاتِ الدستوريةِ إلى مجلسِ الشورى، مع تأكيدِه على أهميةِ طرحِ هذه التعديلاتِ للاستفتاءِ الشعبي، لافتًا إلى أنَّ هذا القرارَ يعكسُ التزامَ دولةِ قطرَ بتوسيعِ المشاركةِ الشعبيةِ حولَ القضايا الهامَّةِ التي تمسُّ مستقبلَهم.
وأوضحَ أنَّ دعوةَ صاحبِ السموِّ للتعديلاتِ الدستوريةِ حقٌّ أصيلٌ لسموِّه، حيث نصَّت المادةُ 144 من الدستورِ الدائمِ لدولةِ قطرَ على أنَّه يحقُّ لصاحبِ السموِّ طلبُ تعديلِ مادةٍ أو أكثرَ من هذا الدستور، فإذا وافقت أغلبيةُ أعضاءِ المجلسِ على التعديلِ من حيثُ المبدأ، ناقشهُ المجلسُ مادةً مادة.
د. أحمد الفضالة: وحدتنا مصدر قوتنا لمواجهة التحديات
أشادَ الدكتور أحمد بن ناصر الفضالة، الأمين العام السابق لمجلس الشورى، بالنهجِ الذي يتبعه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى في رسم السياسات الوطنية خلال خطاباته أمام مجلس الشورى، واصفًا إياه بأنه يُمثل خريطةَ الطريق للحكومة ولمجلس الشورى. وأوضحَ أن الخطابَ ركز بشكلٍ خاصٍ أهمية تمسكنا بموروثنا الثري بالقيم النبيلة والوطنية التي تمثل مصادر لقوة الدولة في مواجهة كافة التحديات على مر التاريخ ، وهى قيم تعزز ثقتنا بمستقبل واعد بمختلف المجالات.
وأكدَ أن الخطابَ يعكس الحكمة والرؤية السديدة، التي تستهدفُ تنمية وتطويرَ البلاد، مشيرًا إلى أن قطر، بقيادتها الحكيمة، تسير بخُطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الوطنيّة.
د.جذنان الهاجري: الإنجازات تؤكد قوة اقتصادنا
أكد د.جذنان الهاجري أستاذ مساعد بكلية المجتمع أن دعوةَ صاحب السمو إلى الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية، تعزز الوحدة الوطنية وتحقق المساواة بين المواطنين في اختيارهم للتعديلات، وتبرز أهمية مشاركة المواطنين في الشأن العام ومعرفة آرائهم وتحقيقهًا، كما أكد سموه الحرص على وحدة الشعب والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات. وقال: خطابُ صاحب السمو كان شاملًا ويعكس الاستجابة لتطلعات المواطنين سواء نحو الشأن المحلي أو الخارجي في ظل حرص سموه على التأكيد على قوة الاقتصاد القطري وتواصل نموه خلال 2023 رغم انتهاء مشاريع كأس العالم إلى جانب انخفاض الدَّين العام وانخفاض نسب التضخم.
وتابع: إن خطاب سمو الأمير عبّر عن كل ما يهم الأمة الإسلامية وتطلعات المواطنين القطريين، وركز على القضية الفلسطينية.
د.سالم النعيمي: توطين التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي
قال الدكتور سالم بن ناصر النعيمي رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا: إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى جاء شاملًا وركز على أهم القطاعات في الدولة وهو الاقتصاد، بهدف تعزيز نموه خلال السنوات القادمة الأمر الذي يستدعي تعزيز الكفاءات الوطنية في سوق العمل.
وأضاف النعيمي، في تصريحات صحفية: إن الجامعة بدورها تقوم بدور رئيسي في تعزيز الكفاءات الوطنية حيث شدد على ذلك صاحبُ السمو في خطابه عبر طرح برامج أكاديمية تتواءم مع المعايير العالمية إيمانًا منها بدورها كجامعة تطبيقية بأهمية تأهيل الكوادر التقنية والفنية لدعم الاقتصاد، مشددًا على أن البحوث التطبيقية والابتكارات التي تقوم بها الجامعة أمر مهم جدًا لتطوير جيل قادر على الريادة وتنمية الاقتصاد المحلي.
وأوضح رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، أن خطاب سموه تطرق أيضًا إلى الوحدة والمساواة التي تسعى دائمًا الجامعة لغرسها كقيمة أساسيّة في نفوس مُختلف أفراد المجتمع الجامعيّ.
وبخصوص إحالة التعديلات التشريعية بالعودة إلى نظام التعيين في مجلس الشورى للاستفتاء، قال النعيمي إن سمو الأمير ذكر في خطابه خلال انعقاد المجلس الجديد في 2021 أن الانتخابات كانت تجربة لقياس مدى إيجابياتها والأخذ بالعوامل السلبية إن وجدت، مضيفًا أنه بناء على هذه التجربة رأى مجلس الوزراء بأنها لا تعمل على توطيد اللُحمة الوطنية وقادتنا إلى اقتراح التعديلات الدستورية المناسبة التي ستُطرح للاستفتاء الشعبي، و دعا سموه جميع المواطنين و المواطنات للمشاركة فيه.
واعتبر أن نظرة صاحب السمو تُجاه هذا الأمر بأنه يجب العمل معًا على تعزيز الترابط بين العائلات والقبائل في ظل الظروف الراهنة في المنطقة والعدوان الإسرائيلي على غزة وامتداده إلى لبنان بهدف دعم المصلحة العليا للوطن ودرء أي خطر قد يواجهه.
بخصوص توجيهات صاحب السمو بتعزيز نمو قيمة المنتج المحلي، أكد أن الجامعة لها دور هام في هذا الأمر وتطالب فيه دائمًا خاصة أنها جامعة تطبيقية تقنية وعليها دور في توطين التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، موضحًا أن الجامعة أسست 5 شركات بداخلها وسيكون لها دور فعال في تنمية الاقتصاد.
د. أحمد الساعي: تفعيل كفاءة القوى البشرية
أكَّدَ د. أحمد الساعي، أستاذُ تكنولوجيا التعليم المشارك في كلية التربية – جامعة قطر، أنَّ خطاب صاحب السُّموّ أمام مجلس الشورى يعكسُ رؤيةً شاملةً وواعية للتحديات التي تواجه العالم والمِنطقة، حيث تناول سُموُّه ثلاثة أبعاد رئيسية، بدايةً بالبعد الدولي، والذي سلط فيه الضوءَ على قضية فلسطين باعتبارها في صميم الاهتمام الوطني القطري، وقد أكَّدَ سُموُّ الأمير، ضرورةَ إيجاد حلّ عادل للقضيّة الفلسطينية، ووقف الإبادة الجماعيَّة التي يمارسُها الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على دور قطر الدائم في دعم الحق الفلسطيني، كما تناولَ سُموُّه العدوان الإسرائيلي على لبنان وضرورة وقف التّصعيد في المِنطقة. وقالَ: تناولَ الخطابُ في البُعد الاقتصادي، عرضَ سُموّ الأمير بإيجاز، الإنجازات التي حققتها الدولة بعد استضافة كأس العالم، لافتًا إلى استمرار النمو الاقتصادي رغم التّحديات. وأوضح أنَّ المستقبلَ الاقتصادي يعتمد على تفعيل القوى البشرية والاستفادة من التطورات التكنولوجية؛ لتعزيز النمو المستدام، وفيما يتعلق بالبُعد الدستوري والتشريعي، فقد تحدث سُموُّه عن تجربة مجلس الشورى وضرورة تقييم تجرِبة المشاركة الشعبية، سواء من خلال تعيين أو انتخاب الأعضاء.