متابعة – صابر الغراوي:
حالةٌ من الإحباط الشديد أصابت الشارعَ الرياضيَ في قطر بعد الخَسارة الثقيلة التي تعرض لها منتخبُنا الوطني مساء أمس الأول أمام منتخب إيران بأربعة أهداف مقابل هدفٍ واحدٍ ضمن منافسات الجولة الرابعة من المجموعة الأولى بالتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
ولم تكن تلك الخَسارة هي السبب وراء هذا الإحباط، لكن كانت هناك أسباب أخرى أكثر تأثيرًا، منها أن الخَسارة جاءت ثقيلة وبأربعة أهداف دفعة واحدة، كما أن المستوى لا يليق على الإطلاق ببطل أمم آسيا في آخر نسختين، والأهم من كل هذا وذاك هو أن هذه الخَسارة هي الثانية حتى الآن في منافسات المجموعة الأولى من أصل أربع مباريات خاضها العنابي حتى الآن.
تجميد الرصيد
والخلاصة التي انتهت عليها هذه المباراة هي أن رصيدَ العنابي تجمد عند أربع نقاط فقط جمعها من الخَسارة في لقاءي الإمارات في الجولة الأولى، وإيران في الجولة الرابعة، فضلًا عن التعادل مع كوريا الشمالية بهدفين لكل فريق، قبل الفوز الوحيد على قرغيزستان بثلاثة أهداف مقابل هدفٍ واحدٍ.
هذه الأرقامُ والحساباتُ تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن منتخبَنا الوطني دخل في نفق الحسابات المعقدة، وبات موقفه صعبًا للغاية، لأن الفارق بينه وبين المتصدرين إيران وأوزبكستان أصبح ست نقاط كاملة قد يصعب تعويضها في الجولات الست المتبقية، خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار أن المنتخبين المعنيين سيخوضان بعض المواجهات السهلة على ملعبيهما أو حتى خارج أرضيهما، الأمر الذي يؤشر إلى أن فرصة فقدهما للنقاط لن تكونَ متاحةً لنا بالشكل الذي نتمناه.

مواجهتا أوزبكستان
وربما تكون المحصلة الخاصة بمواجهتي أوزبكستان هي الفرصة الأبرز للعنابي إذا نجح الفريق في الفوز ذَهابًا وإيابًا، وهذا الأمر ممكن بالطبع، ولكن بشرط عودة العنابي الذي نعرفه.
ولا يختلف اثنان على أن ماركيز لوبيز يتحمل المسؤوليةَ كاملةً فيما يحدث للعنابي بسبب الإصرار على الأخطاء التكتيكية الغريبة التي يقع فيها الفريقُ منذ المباراة الأولى وحتى الرابعة والتي تُجبر الفريق على قَبول أهدافٍ غريبةٍ.
والحقيقة أن المستوى السيئ الذي قدمه العنابي في مجمل مباراته الأخيرة أمام إيران لا يمكن تقييمه بمعزلٍ عن المستوى الذي قدمه الفريقُ في كل مباريات التصفيات حتى الآن باستثناء مباراة قرغيزستان التي شهدت تحسنًا نسبيًا في أداء الفريق، حيث كان الفريق سيئًا جدًا في المباراة الافتتاحية أمام الإمارات وبقي سيئًا في المباراة الثانية أمام كوريا الشمالية وظهر أكثر سوءًا في المباراة الرابعة أمام إيران.
قدرات العودة
وعندما نقول كان سيئًا في مجمل المباراة أمام إيران فإننا نقصد أن العنابي كان جيدًا في بعض فترات المباراة، وهي النقطة الإيجابية الوحيدة في الفريق، التي تدعو إلى بعض التفاؤل، لأن مضمونها يؤكد أن المنتخبَ يملك من القدرات والإمكانات ما يؤهله للعودة ولتحقيق الانتصارات بشرط أن يظهرَ بمستواه الحقيقي في جميع أوقات المباريات المقبلة، ولا يلعب شوطًا ويترك الآخر كما حدث في المباريات الأربع التي خاضها حتى الآن.
مفارقة غريبة تحتاج لتدخل عاجل
المنتخب يعاني في الشوط الثاني!

عندما نستعرض المباريات الأربع التي خاضها العنابي حتى الآن في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، سنجد أن هناك مفارقةً سلبيةً غريبةً يعاني منها العنابي بشكلٍ واضحٍ، وهي تتعلق بالتراجع الكبير في الشوط الثاني.
والحقيقة أن الفارقَ بين مستوى ونتائج العنابي في الشوط الأول كبير جدًا بينه وبين الشوط الثاني، لدرجة أننا إذا فصلنا الاثنين واكتفينا باحتساب نتائج كل شوط على حدة فسوف نجد أن العنابي سيحصل على 10 نقاط كاملة من نتائج الشوط الأول، لأنه في هذا الشوط كان العنابي متقدمًا على الإمارات بهدفٍ نظيفٍ، قبل أن يخسرَ في الثاني بالثلاثة، وكان متقدمًا أمام كوريا الشمالية 2/1 قبل أن ينالَ هدفًا في الثاني، وكان متعادلًا مع إيران 1/1 قبل أن يستقبلَ ثلاثة أهداف في الشوط الثاني.
وإذا نظرنا إلى عدد الأهداف التي استقبلها العنابي خلال شوطي اللقاء فسوف نجد أنه استقبل هدفين فقط في الأشواط الأولى مقابل ثمانية أهداف دفعة واحدة في الأشواط الثانية.
وحتى بالنسبة للأهداف التي أحرزها كانت تؤشر أيضًا إلى تألقه في الشوط الأول وتراجعه في الثاني، لأنه أحرز خمسة أهداف دفعة واحدة في الأشواط الأولى، مقابل هدفين فقط في الأشواط الثانية.
ولأن المقولة الشهيرة في كرة القدم تؤكد أن الشوطَ الثاني هو شوط المدربين فإن كل هذا التراجع يُحسب بالطبع على المدرب الإسباني ماركيز لوبيز الذي يقف عاجزًا أمام تفوّق المُدربين المُنافسين في الأشواط الثانية.
دفاعنا الأسوأ في المجموعة !

بات منتخبنا الوطني صاحب أسوأ خط دفاع في المجموعة الأولى بلا منافسٍ لدرجة أنه استقبل عشرة أهداف دفعة واحدة، وهو العدد السلبي الذي تفوق به حتى على منتخب كوريا الشمالية صاحب المركز الأخير، الذي لم يستقبل سوى خمسة أهداف فقط. وللتأكيد على فداحة هذا الرقم يكفي أن نشيرَ إلى أن هذه الأهداف العشرة تزيد عن مجموع الأهداف التي استقبلتها المنتخبات الثلاثة التي تتقدم عليه في جدول الترتيب، وهي منتخبات: إيران الذي استقبل هدفًا واحدًا، وأوزبكستان الذي استقبل هدفين، والإمارات الذي استقبل أربعة أهداف، وبالتالي فإن هذه المنتخبات مجتمعة استقبلت سبعة أهداف مقابل عشرة أهداف في شباك العنابي.
الإيراني ينفرد بالصدارة !

قفزَ المنتخبُ الإيراني إلى صدارة المجموعة الأولى بعد فوزه الكبير على منتخبنا الوطني بأربعة أهداف، مقابل هدف واحد، رفع به رصيدَه إلى 10 نقاط.
وعلى الرغم من أن منتخب إيران كان متواجدًا في دائرة الصدارة طَوال الفترة الماضية إلا أنه كان يتواجد دائمًا في المركز الثاني بفارق الأهداف عن أوزبكستان المتصدر في الجولتين الماضيتين، والإماراتي الذي تصدر بعد الجولة الأولى.

ويأتي الأوزبكي خلف الإيراني بنفس الرصيد من النقاط، لكنه يتخلف عنه بفارق الأهداف فقط، حيث فاز أوزبكستان أمس على الإمارات بهدف نظيف. ويملك المنتخبُ الإيراني 6 أهداف في رصيده مقابل هدفٍ واحدٍ سكن مرماه، في حين أحرز منتخبُ أوزبكستان خمسة أهداف واستقبلت شباكُه هدفين.







