بروكسل – قنا:
أكَّدَ معالي الشَّيخ محمَّد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة، أنَّ تطوّرات الأوضاع في قطاع غزّة ولبنان استحوذت على الجزءِ الأكبرِ من مُباحثات القمَّة الأولى لمجلس التّعاون لدول الخليج العربيَّة والاتحاد الأوروبي التي عُقدت بمقرّ الاتحاد في العاصمة البلجيكية بروكسل أمسِ.

وقالَ معاليه، خلال مؤتمر صحفي مُشترك مع سعادة السيد جوزيب بوريل المُمثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي وسعادة السيد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربيَّة في ختام القمة، «أجرينا نقاشًا منفتحًا حول مختلف الموضوعات والأزمات.. طبعًا ما يحدث في الشرق الأوسط وتحديدًا الحرب في غزة وفي لبنان كان لهما الجزء الأكبر من النقاشات».
وأضافَ معاليه: «ما لمسناه خلال تلك النقاشات هو وجود اتفاق مشترك على أن السبيل الوحيد لحلّ النزاع في الشرق الأوسط هو في حلّ الدولتَين.. وكلنا نرى الضرورة الملحّة للتصدي للوضع الإنساني في فلسطين ولبنان أيضًا.. بالطبع التوصل إلى وقف لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن ووقف هذه الحرب قريبًا.. كان لا بد أن يحصل ذلك منذ وقت طويل».
وردًا على سؤال حول دور دولة قطر في وقف إطلاق النار في قطاع غزة والعراقيل أمام جهود الوساطة، قالَ معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة:» كوسيط لا يمكن الحديث عن أبرز المعوقات ومن وراء العراقيل.. فيما يتعلق بآفاق المفاوضات والتي توقفت للأسف خلال الأسابيع الماضية ولم يكن هناك أي اتصالات أو حوارات، نحن وجدنا أنفسنا ندور في حلقة مفرغة بصمت من كل الأطراف.. وهذا أمر مؤسف».
وتابع معاليه:» للأسف نحاول أن نبذل قصارى جهدنا من أجل التوصل إلى وقف لهذه الكوارث الإنسانية في غزة وكذلك إعادة الرهائن والمحتجزين إلى عائلاتهم، ولكن الأمر يتطلب اتفاق الطرفين والتوصل إلى اتفاق، فإذا كان طرف لا يرغب أو غير مهتم فهذا لا يمكن تحقيقه.. كذلك ما يحدث في لبنان هو إضافة إلى تلك التعقيدات.. ما تشهده المنطقة أدى إلى كثير من التعقيدات في المنطقة، وعقد الأمور علينا نحن كوسيط».
وفيما يتعلق بالوضع في لبنان، قالَ معالي الشَّيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية:» وقف الحرب أولويّة للجميع.. وقف هذا العدوان ضد الشعب اللبناني والمدنيين الذين تمَّ تهجيرُهم.. رأينا أعداد المهجرين ترتفع بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية.. تمَّت الدعوةُ بشكل ملحّ لسد الفراغ في لبنان من خلال انتخاب اللبنانيين لرئيس للجمهورية وإعادة الثقة بالدولة وبحكومة لبنان ودعم الجيش اللبناني».
وأضافَ معاليه، خلال المؤتمر الصحفي المُشترك مع سعادة السيد جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجيَّة والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي وسعادة السيد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في ختام القمة الأولى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي أمس: إنّ مباحثات القمة خلصت إلى ضرورة احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وحماية النظام العالمي «الذي نرى أنه لسوء الحظ تم تقويضه في الكثير من الأحداث التي وقعت مؤخرًا».
وبشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، قالَ معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: إنَّ القمة الخليجية الأوروبية شهدت إجراء محادثات حول الوضع في أوكرانيا وروسيا والحرب الدائرة والدور المحوري الذي اضطلعت به دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الوساطة سواء بالنسبة لأسرى الحرب وإعادة الأطفال، مُنوهًا في هذا الصدد بجهود دولة قطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المُتّحدة، وجميع دول الخليج التي شاركت بشكل فعّال في دعم الاحتياجات الإنسانيَّة في أوكرانيا.
وبالنسبة لنتائج القمَّة الأولى بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي، أكَّدَ معاليه أنَّ نتيجة القمة بالغة الأهمية، قائلًا: «رأينا المُستوى الرفيع للتّمثيل من مختلِف الدول سواء من مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو الاتحاد الأوروبي، وهذا يشير إلى الالتزام والإصرار على تعزيز أواصر هذه الشراكة بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي.. هذه لحظة مُهمة للغاية في تاريخ العَلاقات مع مجلس التعاون.. هذه هي القمَّة الأولى التي تجري بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون نعتقد أنَّها تنعقد في لحظة مهمة للغاية بالنسبة للمنطقتين».
وأضافَ معاليه :» قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول الاتحاد الأوروبي تسنَّت لهم فرصة تبادل الآراء حول موضوعات شتى، منها التجارة والنقل والتعاون والتكنولوجيا والعَلاقات بين المواطنين من مختلف البلدان، ولكن المهم في هذا الاجتماع هو أن كافَّة القادة يلتقون حول هذه الموضوعات ويتشاركون الالتزام نحو مُستقبل أفضل فيما يتعلق بالعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول والخليج».
وقالَ: «بالنسبة للتعاون والشراكة الدوليين، من المهم جدًا أن نبني هذه الشراكة على المصالح المُشتركة وعلى القيم والمبادئ التي ندافع عنها.. وعلينا أن نلتزمَ بهذه المبادئ من دون أن نكون انتقائيين بشأنها».







