الباب المفتوح … خيارات الأفراد وأصحاب الأعمال في زمن الحروب
في حالات الصراعات المُسلحة، يواجه الأفراد متوسطو الدخل وأصحاب الأعمال الصغيرة تحديات كبيرة، نحن ندرك الجانب السياسي وأهمية الطرح والتحليل في مآلاته، لكن في هذا الطرح نتطرق إلى خِيارات الأفراد وأصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة، لا سيما أن المؤشرات بسياقات الطرح المؤسسي من قِبل مراكز الأبحاث المختصة وتصريحات المسؤولين وأصحاب الاختصاص، تقول بحتمية توسع الصراع إقليميًا ودوليًا، لذلك كان لا بدّ من الالتفات إلى خِيارات الأفراد في ظل هذا المعطيات. ومن الخِيارات والنصائح لتجنب الضرر أو تقليله، تأتي فكرة البحث عن الأماكن الأكثر أمانًا محليًا وإقليميًا ودوليًا ضمن مساحة الحركة الممكنة.
ثانيًا، تعزيز شبكة التبادل التِجاري مع مجموعات منتشرة جغرافيًا داخل وخارج المنطقة في إطار تقليل المخاطر وتعزيز التنوع.
ثالثًا، التوفير الممنهج في النفقات وإعادة ترتيب الأولويات والكماليات والتوقف تمامًا عن الرفاهيات وتخزين الموارد بأنواعها.
رابعًا، تفعيل شبكة الدعم الاجتماعي والعائلي بشكل مباشر ومنهجي ودوري وتوزيع الأدوار.
أما بالنسبة لخِيارات أصحاب الأعمال الصغيرة فهي تشمل ما سبق بالإضافة إلى توجيهات أكثر تحديدًا، منها التكيف عبر تعديل استراتيجيات الأعمال لتستجيب لظروف السوق عبر التوقع والاستعدادات، كذلك لا بد من التنويع وتوسيع نطاق الأعمال لتشمل خِدمات أو منتجات جديدة، قد تكون في نفس مجال العمل أو حتى في نشاطات مختلفة تمامًا عن النشاط الأساسي، وإقامة التحالفات وبناء شراكات مع أعمال أخرى لتحسين القدرة على الصمود لأطول فترة ممكنة في حال حدوث حروب أو اضطرابات.
ومن أهم ما يقوم به أصحاب الأعمال كذلك، الابتكار والإبداع المتميز المتماشي مع المتغيرات عبر تطويع واستغلال التكنولوجيا لتحسين العمليات وتقليل التكاليف ودعم لوجستيات العمل، وبالنظر إلى أثر الصراع العالمي على نمط الحياة في الشرق الأوسط، يمكن إجمال أهم الآثار المتوقعة بما يلي: عدم الاستقرار السياسي وغياب الأمن، وما يترتب عليه من مخاطر، وتراجع الاقتصاد وتضخم الأسعار وتآكل قيمة النقد، وهجرة المواهب، وتدهور الخِدمات الأساسية. وبالتالي للتقليل من هذه الآثار وتقليل الضرر يُنصح بالبقاء مستعدًا للمواقف الطارئة، وبناء وتفعيل شبكات الدعم القوية سالفة الذكر، والاستثمار في التكنولوجيا، وتعزيز القدرة على التكيف بكل معانيها وأشكالها، سواء على مستوى الأسرة أو العائلة الممتدة والمجتمعات المحلية، وفي نفس الوقت الاستفادة من الفرص الجديدة، التي تتوافق مع التغيرات، إن حدثت، والحفاظ على التواصل مع الأسواق العالمية في حال كان النشاط يتضمن ذلك، مع دعم المشاريع المحلية من قِبل جماعات الدعم المحلية.
وأخيرًا، تعزيز الأمن الشخصي والأسري من خلال خطط مسبقة الإعداد ومتنوعة المستويات.
في النهاية، نأمل أن تسيرَ الأمور في أوطاننا والعالم إلى الأفضل، لكن من الحكمة والمسؤولية الإعداد لكل الظروف بما نستطيع.