رئيس الوزراء : ندين الحصار الإسرائيلي لشمال غزة
سياسة قطر لا تتغير حول ما يحدث في المنطقة
المنطقة شهدت ما يكفي .. وآن الأوان لإعادة السلام
لا يمكن أن نصدق اتهامات إسرائيل وادعاءاتها
النقاش تناول سبل إيقاف الحرب في لبنان
الاجتماع تناول أهمية إيجاد حل مستدام للقضية الفلسطينية
فخورون بالجزيرة.. ولا مبرر لاستهداف الصحفيين
الدوحة – قنا:
شدَّد معالي الشَّيخ محمّد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة على ضرورة إنهاء هذه المرحلة المُؤلمة التي تمرُّ بها المِنطقة بأسرع وقتٍ، وأن يتحلى الجميعُ بروح المسؤوليَّة تجاه الأبرياء والمدنيين.
وأضافَ معاليه في مؤتمر صحفي مشترك عقدَه مساء أمس مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية: إنَّ الأيام الماضية شهدت كثافةً للهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة خصوصًا في المِنطقة الشمالية، مجددًا إدانتَه للحصار المفروض على شمال غزة والقصف المُمنهج للمستشفيات ومخيمات اللجوء، والذي تطوّر إلى إسقاط البرميل المُتفجّرة على الأشقاء في القطاع.
- وزير الخارجية الأمريكي:
- قطر شريك للسلام والاستقرار بالمنطقة
- نرفض خطة الجنرالات وفصل شمال غزة
وأكَّدَ معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أنَّ سياسة قطر لا تتغيّر حول ما يحدث في المِنطقة، فهي تتواصل مع كل الأطراف من أجل احتواء الوضع، وتفادي أي تصعيد قد يشعلُ المِنطقة، وتعمل على وقف الحرب في غزة ولبنان والوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار في المنطقة، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية شهدت ما يكفي، وقد آن الأوان للتّركيز على إعادة السلام للمِنطقة وشعوبها وتحقيق الازدهار والتنمية بدل الحديث عن الصّراعات والتصعيد الذي لا ينتهي.
وعن الجهودِ القطريّةِ في التوسط لاحتواء الموقف، قالَ معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: «إنَّ مساعي إنهاء الحرب مستمرة منذ 8 أكتوبر 2023، وكذلك العمل على منع توسع رقعة النزاع، وقد أسفرت هذه الجهود في نوفمبر 2023 عن الإفراج عن بعض الأسرى والرهائن ووقف مؤقت لإطلاق النار، وللأسف منذ ذلك الوقت ونحن نحاول بقدر الإمكان الوصول إلى اتفاق لإنهاء هذه الحرب لكن التحديات كبيرة ففي كل مرَّة نقترب للحل للأسف نتراجع في الخطوات».
وأرجعَ معاليه هذا التراجع إلى الدور المحدود للوسيط دائمًا، خاصةً في حال وجود طرف من الأطراف غير منخرط في هذه المحادثات بشكل بنّاء وإيجابي، معربًا عن أمله بأن يكون هذا السلوك قد تغيّر، وأن يتم الضغط على كل الأطراف للوصول إلى نتائج إيجابيَّة واتفاق لإنهاء الحرب، مشيرًا في السياق ذاته إلى أن دور دولة قطر هو الوساطة وسياستها ألا تتحدث عمن يشكل عائقًا، أوتنقل معلومات أو تفاصيل المراحل المُختلفة للمفاوضات.
نفخر بالجزيرة
وعن ادّعاء إسرائيل بأن عددًا من صحفيي الجزيرة ينتمون إلى حركة حماس، قال معالي الشَّيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني: «إن شبكة الجزيرة مؤسّسة إعلامية مستقلة تعمل من الدوحة، ونحن نفخر بهذه المؤسَّسة التي حظيت بالاحترام من الجميع، وتغطياتها في مختلف مناطق الصراعات حول العالم يتم الإشادة بها، ونراها تغطي ليس فقط أحداث الشرق الأوسط، ولكن الصراع في أوكرانيا، وفي مناطق أخرى.. ولم نرَ أبدًا معاملة الصحفيين مثل ما يتم التعامل معهم في غزة.. الجزيرة تعمل بموجب المعايير الدولية، وعلينا أن نعرف ونقرّ بأننا في هذه الحرب تعلمنا أنه لا يمكن أن نصدق اتهامات إسرائيل وادّعاءاتها فقد تعرضت بعثة إعادة الإعمار القطرية للقصف من قبل قوات الجيش الإسرائيلي بتهمة وجود أنفاق، وتبين أن الموجود هو خزانات مياه موجودة منذ عقود»، مشددًا على ضرورة حماية الصحافة والصحفيين في مناطق الصراع لأن ذلك مفروض بموجب القانون الدولي، كما أنه لا مبرّر لاستهداف الصحفيين في مناطق النزاع أو المدنيين بشكل عام.
الجهود مستمرّة
وكان معالي الشَّيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، قد رحّب في بداية المؤتمر الصحفي بسعادة وزير الخارجية الأمريكي، موضحًا أن الاجتماع معه كان مهمًا ومثمرًا وفرصة لمناقشة آخر التطورات في الحرب على غزة والطريق للوصول إلى حلّ، والجهود المستمرة ما بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية والشركاء في المِنطقة، وصولًا إلى حلّ لوقف الحرب وإعادة الرهائن والأسرى.
وبيَّنَ معاليه أنَّ النقاش تناول سبل إيقاف الحرب في لبنان وكيفية التوصل إلى حل عاجل لوقف هذا العدوان والالتزام بقرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 1701، خاصةً أنَّ دولة قطر حذرت منذ بداية هذه الحرب من تطور وتوسع الصراع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
وأوضح معاليه أنَّ الاجتماع تناول أهمية إيجاد حل مستدام للقضية الفلسطينية وما يسمى بـ »اليوم التالي لغزة»، وهو الوصول إلى وضع مستقر ومستدام في قطاع غزة والضفة الغربية، وصولًا إلى الحل المستدام للقضية الفلسطينية مع إبقاء حل الدولتين كمرجع رئيسي لهذه العملية.
تقدير أمريكي
من جانبه، عبّر سعادةُ السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديره لدولة قطر على الدور الرئيسي الذي تقوم به كشريك لإيجاد السلام والاستقرار وتحقيق الاستقرار والتقدم في المنطقة، لافتًا إلى قيامها بمحاولات كبيرة لإرجاع الرهائن إلى بيوتهم والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وأشادَ سعادتُه خلال المؤتمر الصحفي بـ »كرم» دولة قطر التي قدمت آلاف الأطنان من الطعام والمعدات المنقذة للحياة والأدوية للمتضررين، بالإضافة إلى المساعدات الكبيرة التي قدمتها الولايات المتحدة لمساعدة السكان في غزة، حيث تم تخصيص أكثر من 1.2 مليار دولار لمساعدة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وتوفير الطعام والمأكل والمياه والأطباء والأدوية لهم، إضافة إلى تخصيص 2.5 مليار دولار إضافية للمنطقة.
ونبَّه سعادةُ وزير الخارجية الأمريكية إلى أن تقديم المساعدات وإيصالها إلى الحدود مع غزة لا يكفي لكن من المهم أيضًا أن تصل هذه المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها، لذلك من الضروري أن تتخذ إسرائيل تدابير مستدامة وطارئة لإيصال المساعدات، وهناك تقدّم محرز وخطوات إيجابية في هذا الجانب.
وأشار إلى أنه من اليوم الأول للحرب في غزة نحرصُ على ألا تتسع لتشمل دولًا أخرى في المِنطقة، وألا يكون التصعيد ضخمًا والصراع أوسع، منوهًا بضرورة العمل على تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة والتحديات الجمة التي يواجهها الأطفال والنساء والرجال هناك، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
الوضع في لبنان
وبخصوص الوضع في لبنان، قالَ سعادةُ السيد أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي: «على إسرائيل اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم التعرض للمدنيين ولقوات الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام، نعمل حاليًا بشكل دؤوب للتوصل إلى حل دبلوماسي ولتنفيذ القرار 1701 بشكل كامل والسماح للسكان من الطرفَين إلى العودة إلى منازلهم والعيش بسلام وأمن وأيضًا دعم الجهود اللبنانية في تقوية مؤسساتها بحيث يتمتع اللبنانيون بالازدهار والأمن».
وأضافَ قائلًا: «لقد تم توفير المساعدات إلى الجيش اللبناني من قبل الولايات المتحدة ونعمل مع الشركاء الآخرين من أجل دعم الجيش بالموارد التي يحتاج إليها بحيث يتولى مسؤولية الأمن في كل الأراضي اللبنانية وللتأكد من أن لبنان يمكن أن يعيد تأكيد سيادته سوف نتابع دعمنا للأطراف اللبنانيين في هذا الإطار، وأيضًا للتوصل إلى رئاسة تعكس تطلعات اللبنانيين، وفي هذه المسائل لدينا خُطة عمل دؤوبة اضطلعنا بها مع الجانب القطري، ونأمل تحقيق السلام والأمن في كل المِنطقة».
خُطة الجنرالات
وفي ردّه عن سؤال حول «خُطة الجنرالات» التي تمَّ الحديث عنها في الإعلام العبري، قالَ سعادةُ وزير الخارجية الأمريكي: إن هذه الخُطة المزعومة الولايات المتحدة الأمريكيَّة ترفضُها بالكامل وحكومة إسرائيل، تقول؛ إنها ليست سياستها وترفضها أيضًا.. نحن نرفض أي جهد يهدف إلى تجويع وحصار الناس وفصل شمال غزة عن باقي المناطق الأخرى في القطاع، ونحن واضحون إزاء هذا الموقف.. نحن مركّزون بشكل مكثف على وضع السكان في غزة، لا سيما حصولهم على المساعدة التي يحتاجونَها، والتأكد أن معايير القانون الإنسانيّ الدوليّ تُحترم.. وكل ما نركز عليه يقضي بالتأكد قدر الإمكان من احترام هذه المعايير، ومن تعزيز القدرة على حماية الناس وحصولهم على المساعدة التي يحتاجون إليها.