الدوحة – هيثم الأشقر:

أكَّدتِ الروائيةُ الدكتورة كلثم جبر الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربيَّة عن فئة الرواية القطرية المنشورة، أنَّ الجائزةَ ليست مجرد مكافأة مادية، بل هي حافز لإنتاج أدب يلامس مشاعر الناس ويعكس تطلعاتهم. معربةً عن سعادتها بهذا الفوز الذي يعد تقديرًا لمسيرة أدبية طويلة ومسؤولية كبيرة للحفاظ على مستوى الإبداع الذي أوصلها إلى هذا التكريم.

وقالتْ في حوار خاص لـ الراية: إن روايتها «فريج بن درهم»، جسدت فيها ذكريات طفولتها وشبابها في قطر، وتطرقت من خلالها إلى التغيرات الاجتماعية التي شهدتها البلاد في بدايات النهضة. مبينة أن ما ألهمها لخوض هذه التجربة هو الرصيد الضخم من الذكريات التي عاشتها في هذا الفريج، بما فيها من أفراحٍ وأتراحٍ عايشتها في فترة الطفولة والشباب.
وكشفت الكاتبة أيضًا عن أسلوبِها الأدبي الذي تطوّر عبر الزمن من خلال القراءة العميقة والنقد الأدبي.. فإلى نصّ الحوار:

ماذا يعني لكِ الفوز بجائزة كتارا للرواية العربية، وكيف تؤثر هذه الجائزة على مساركِ الأدبي؟

– الفوزُ بجائزة كتارا للرواية العربية يعني لي الكثير. إنه يعني التقدير كما يعني المسؤولية. التقدير لجهد استغرق زمنًا ومعاناة ورغبة في التطوير لما هو أفضل. والمسؤولية ليكون القادم أفضل بإذن الله. فالجائزة إلى جانب قيمتها المادية، لها قيمتها الأدبية التي تعني عدم التراجع عن المستوى الذي حقق الفوز. والعمل في الوقت نفسه على رفع هذا المستوى لتحقيق المزيد من الجودة للمحافظة على الثقة التي تربط الكاتب بقرّائه. وهذه الثقة لا تكتسب بالسعي لرضا الكاتب بل لإشعاره بقيمته الإنسانية. ودوره في بناء حياته وحياة مجتمعه.

برأيكِ، كيف تُسهم الجوائز الأدبية مثل كتارا في تشجيع الإبداع الأدبي في العالم العربي؟

– هذه الجوائز تدفع المبدعين إلى مزيد من الإبداع. رغبة في الحصول عليها. ولا شك أن قيمتها المادية تغري الكثيرين لإثبات استحقاقهم لها. من هنا يكثر الإقبال عليها. فالدافع مادي ولكن النتيجة هي الإبداع.

ما هي الفكرة الأساسية التي تدور حولها رواية «فريج بن درهم»، وما الذي ألهمكِ لكتابة هذا العمل؟

– الرواية تتحدث عن بداية النهضة المعاصرة في قطر من خلال رصد بعض الظواهر الاجتماعية التي كانت تتسم بها الحياة في تلك الفترة. مما تحمله الذاكرة أو يستدعيه الخيال عن مجتمع يتطلع لمستقبل أفضل بمختلف شرائحه ومكوناته الاجتماعية. حيث يعيش الجميع في أجواء تسيطر عليها المحبة والاحترام بين جميع أفراد المجتمع من مواطنين ووافدين سواء بسواء. وما ألهمني لخوض هذه التجربة هو الرصيد الضخم من الذكريات التي عشتها في هذا الفريج بما فيها من أفراح وأتراح عايشتها في فترة الطفولة والشباب. وهي فترة حافلة بالمستجدات التي غيرت ملامح الحياة ليس في هذا الفريج فقط. بل في كل مدن قطر وقراها.

كيف قمتِ بدمج الواقع القطري والعادات المحلية في أحداث الرواية؟

– هذا الدمج هو موجود بالفعل. وعملي اقتصر على إبراز أهم ملامحه بما ينطوي عليه من قيم أصيلة استظلّ بها كل من عاش في رحاب هذا الحي واستفاد من معطياتها الإيجابية. لكني لم أنقل الواقع بحذافيره؛ لأن شروط الكتابة الروائية تقتضي شيئًا من الخيال لإبراز الواقع بصورة أقرب للانسجام مع شرط الكتابة الروائية.

كيف تطور أسلوبكِ الروائي عبر الزمن، وما الذي أثر في نضوج تجربتكِ الأدبية؟

– تطور أسلوبي الروائي من خلال القراءة: قراءة النصوص الروائية، وقراءة الدراسات النقدية المتعلقة بالرواية. ومع مرور الزمن اكتسبت مهارة الكتابة السردية التي بدأت بالقصة القصيرة، ثم الرواية. ولي تجربة قديمة في كتابة الرواية في سبعينيات القرن الميلادي الماضي عندما نشرت رواية مسلسلة في مجلة العروبة القطرية. وقد أصدرت مجموعتين من القصص القصيرة: «غابة الصمت والتردد»، و »وجع امرأة عربية».