ملوثات ضارة بـ 80 % من عينات المياه المُعبأة بالبلاستيك
المياه المعبّأة في قنانِيَّ بلاستيكية عرضة لخطر تسرّب المواد الكيميائية الضارة
التلوث بالجسيمات البلاستيكية يسبب خللًا بالهرمونات وجهاز المناعة
ثمة صلة بين الفثالات والبيسفينول وأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري والسمنة
الدوحة الراية:
نشر باحثون من قسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب – قطر، مقالة علمية في دورية عالمية تُبرز الأثر والتأثير البالغيْن عالميًا للمياه المعبّأة في قنانِيَّ بلاستيكية على صحة الإنسان والبيئة على حدٍّ سواء.
وتحثّ المقالة المنشورة بعنوان «إعادة التفكير في المياه المُعبّأة من منظور الصحة العامة والنقاشات المحيطة بها» في الدورية العلمية BMJ Global Health على إعادة النظر، بشكل عاجل، في العادات الاستهلاكية الدولية، لا سيما أن أرقامًا مذهلة تشير إلى بيع مليون وحدة من المياه المعبّأة في قنانِيَّ بلاستيكية كل دقيقة حول العالم.
وتشكّك المقالة في الافتراض السائد بأن المياه المعبّأة في قنانيَّ بلاستيكية تتفوّق على مياه الصنبور في سلامتها ونظافتها. ولكن على عكس ذلك، نجد أنّ معايير الجودة المطبّقة على المياه المعبّأة في قنانيَّ بلاستيكية في بلدان عدّة أقلّ صرامة من تلك المطبّقة على مياه الصنبور. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المياه المعبّأة في قنانِيّ بلاستيكية عرضة لخطر تسرّب المواد الكيميائية الضارة من القنينة إلى المياه، خصوصًا إذا ما تمّ تخزينها لفترة طويلة أو تعرّضت لأشعة شمس مُباشرة أو درجات حرارة مُرتفعة.
وأشار باحثو وايل كورنيل للطب – قطر أيضًا إلى أن قرابة 80% من عيّنات المياه المعبّأة في قنانيَّ بلاستيكية تحتوي على ملوّثات ضارة مثل الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، بالإضافة إلى مواد ضارة أخرى مثل الفثالات والبيسفينول أ (BPA)، التي تُضاف إلى المواد البلاستيكية لجعلها أكثر متانة ومرونة، ومن المعروف أنها تتسبب باختلال عمل الغدد الصماء (الهرمونات) وتضرّ بصحة الإنسان.
وأكدوا أنه قد ثبت أن ثمة صلة بين التلوث بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة ومشكلات صحية مثل اختلال وظائف جهاز المناعة وإجهاد الأكسدة، مثلما أن ثمة صلة بين الفثالات والبيسفينول «أ» وأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري والسمنة، كما أن الآثار بعيدة الأمد للتعرّض لهذه المواد الكيميائية لا تزال غير معروفة. وتُعدّ قناني المياه البلاستيكية ثاني أكبر ملوث للمحيطات، فهي تمثل 12% من مجمل النفايات البلاستيكية وتحتل المرتبة الثانية بعد الأكياس البلاستيكية. وكاتبو المقالة العلمية من قسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب – قطر هم: الدكتور رافيندر مامتاني أستاذ علوم الصحة السكانية ونائب العميد للصحة السكانية وطب نمط الحياة، الدكتورة سهيلة شيما الأستاذ المشارك لعلوم الصحة السكانية الإكلينيكية والعميد المساعد لقسم الصحة السكانية، الدكتور أميت أبراهام المدير المساعد لقسم الصحة السكانية، الدكتورة كريمة شعابنة مديرة بحوث الصحة السكانية. كما شارك في كتابة المقالة الدكتور ألبرت لونفيلز من كلية طب نيويورك في فالهالا، نيويورك.