مناقشات ملهمة في “قمة الشباب” لمؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة
الدوحة – قنا:
نظم مركز مناظرات قطر عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع اليوم “قمة الشباب” حول “الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة” بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة ضمن الفعاليات المصاحبة لمؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة.
شارك في “قمة الشباب” التي عقدت بمركز قطر الوطني للمؤتمرات 400 شاب يمثلون 80 دولة من مختلف أنحاء العالم، منهم 150 شابا من دولة قطر.
وهدفت هذه المنصة الحوارية إلى تأسيس حضور قوي للشباب واستكشاف العوامل المؤثرة على دورهم وتحليل التحديات الكبرى التي تواجههم بعد التحولات الجذرية التي طرأت على الأسرة نتيجة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية، مما أثر بشكل مباشر على دور الشباب داخل الأسرة وفي المجتمع.
وتناولت “قمة الشباب” هذا العام تأثير التحولات الاجتماعية والاقتصادية على الأسرة ودور الشباب في تعزيز استقرارها مع التركيز على القضايا والموضوعات والمستجدات التي تتعلق بالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية وتأثيرها السلبي على قدرة الشباب في تأسيس أسر جديدة، واستكشاف السبل المتاحة لمواجهة التحديات.
وقد أعطى مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة الذي تنطلق أعماله غدا أولوية لتمكين الشباب من صياغة السياسات المتعلقة بالاتجاهات الديموغرافية، كونهم قوة دافعة للابتكار والتغيير، كما حرص المؤتمر على التعمق في دعم اندماج الشباب المهاجرين في المجتمعات، وتعريفهم بالمهارات الرقمية اللازمة لمواجهة التحديات التكنولوجية، وتغير المناخ وإبراز دورهم في تولي زمام المبادرة واغتنام الفرص المتاحة للمشاركة في التنمية والتطوير.
وضمت قائمة المتحدثين في قمة الشباب العديد من الأكاديميين والناشطين في مجالات متنوعة، إضافة إلى خريجي المناظرات.
وأكدت الدكتورة حياة معرفي المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر على أهمية قمة الشباب، كجزء محوري من فعاليات مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة، حيث تمثل منصة مثالية لتفعيل دور الشباب في القضايا الحيوية التي تؤثر على مستقبل الأسرة. إذ إن إتاحة الفرصة لأصوات الشباب من مختلف أنحاء العالم تعكس الإيمان الراسخ بأنهم قادة التغيير القادرون على إحداث تأثير ملموس في مجتمعاتهم.
وأعربت الدكتورة حياة عن اعتقادها بأن الحوار هو المفتاح لفهم التحديات المعاصرة، حيث يسهم في بناء قدرات الشباب ليكونوا جزءا فاعلا في صياغة السياسات التي تؤثر على حياتهم وحياة أسرهم. لذا تعتبر قمة الشباب فرصة فريدة للالتقاء وتبادل الأفكار حول تأثير التحولات الاجتماعية والاقتصادية على الأسر، مما يعزز قدرتهم على التأقلم مع هذه المتغيرات وتشكيل أسر أكثر ترابطا في المستقبل.
وأضافت أن تعزيز المشاركة الفعالة بين الشباب يساهم أيضا في تحفيز الإبداع والابتكار في معالجة القضايا المجتمعية، وذلك من خلال احتضان وتمكين الشباب والاستماع إليهم للمضي قدما في تشكيل مجتمعات متماسكة، حيث يتطلب هذا الأمر جهدا جماعيا وإرادة مشتركة من جميع أفراد المجتمع.
وانتهت قمة الشباب إلى مجموعة من التوصيات منها ضرورة تقديم سياسات وبرامج لدعم الشباب اقتصاديا واجتماعيا، مما يضمن قدرتهم على تأسيس أسر مستقرة، وتشجيع الأسر على استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي لتعزيز التواصل بين أفرادها، مع الحد من التأثيرات السلبية للاعتماد المفرط على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك تكييف الأدوار داخل الأسرة لتتماشى مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية الحديثة، بما يحقق التوازن المطلوب بين الحياة الأسرية والمهنية، وإجراء دراسات إضافية لفهم كيف تؤثر التكنولوجيا على العلاقات الأسرية، بما يمكن الأسر من الاستفادة من المزايا والتقليل من المخاطر المرتبطة بها.