فيلم «آل فيبلمان» هو رسالة حب وشغف وحنين للأفلام والسينما، وهو أكثر فيلم شخصي للمخرج المُخضرم «ستيفن سبيلبيرغ» لأنه يروي قصة حياته مع أسرته وبداية ولعه في صناعة الأفلام والسينما.
الفيلم رائعٌ وجميلٌ ومؤثرٌ، ومملوء بالمشاعر الدافئة، فهو عملٌ أصيل نابع من قلب إنسان مُبدع، ينقل شغفه وأحاسيسه لنا إلى شاشة السينما.
«فيبلمان» هو لقب مستعار اختاره «سبيلبيرغ» بديلًا للقبه الفعلي ليمثّل قصته مع أسرته كسيرةٍ ذاتيةٍ بشكل غير مباشر، وكذلك تغيير أسمائهم، لإضفاء شعور بالاستقلالية في القصة بحكم المُعالجة الدرامية لبعض الأحداث المتخيلة التي أضافها «سبيلبيرغ» لصقل فيلمه أكثر.
مدة الفيلم ساعتان ونصف الساعة، وكانت مثالية، وقد ركّز «سبيلبيرغ» على كل الأحداث المُهمة وأعطى كل شخصية المساحة اللائقة لإبرازها في الفيلم، خصوصًا والديه السيد والسيدة «فيبلمان» وأخواته الثلاث وصديق الأسرة «بيني لوي» والخال «بوريس» وجدّته، ومن الواضح أن «سبيلبيرغ» متعلّق جدًّا بأسرته، ووالديه في المقام الأول، وكيف يحاول إرضاءهما بكل ما يستطيع، وكيف يتعامل مع والده المحب والصارم، ووالدته الحَنون المضطربة عاطفيًا.
الممثل الواعد «غابرييل لابيل» أبدع في أداء شخصية «سامي فيبلمان» باعتبار أنه يجسد شخصية «ستيفن سبيلبيرغ» في مرحلة الصبا، وكذلك «ميشيل وليامز» قدّمت أداءً رائعًا ومؤثرًا جدًّا بشخصية السيدة «فيبلمان» ولا أنسى «بول دانو» أيضًا بشخصية السيد «فيبلمان» و «جود هيرش» بشخصية الخال «بوريس، وأخيرًا «سيث روغن» بشخصية «بيني» .
«سيث روغن» صرّح في إحدى المُقابلات أن «سبيلبيرغ» كان دائمًا ما يبكي والدموع تنهمر من عينيه بعد تصوير أي مشهد، لأن الذكريات تفطر قلبه، خاصّةً أن والديه رحلا عن الحياة، وكم هو مؤلم لإنسان أن يتذكر حياته التي مضت ولن تعود كما كانت أبدًا.
قام «سبيلبيرغ» بكتابة النص السينمائي مع زميله «توني كوشنر» بشكل رائع وجميل، وأخرجه برؤية فنية خلّابة ومُذهلة، والنتيجة هي فيلم مُبهر بصريًا، والتصوير كان مدهشًا، وكذلك المونتاج وتصميم المواقع والأزياء وبقية الأمور الفنية والتقنية.
الموسيقى التصويرية لـ «جون وليامز» كانت رائعة، وقد استخدم فيها مقطوعات بيانو كلاسيكية جميلة بحكم وجود مشاهد للسيدة «فيبلمان» بكونها عازفة بيانو محترفة. ترشّح الفيلم لـ 7 جوائز أوسكار، لأفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل نص سينمائي أصلي، وأفضل ممثلة «ميشيل وليامز» وأفضل ممثل مساعد «جود هيرش» وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل تصميم مواقع، ومن المؤسف أنّ الفيلم لم يتم تقديره كما يجب، فقد كان الأحق باكتساح الجوائز، لأنه بلا منازع أفضل فيلم في عام 2022.
Twitter: @alqassimi88