قطر أفضل مثال حول كيفية رعاية الأسرة
الصراعات تفرض ضريبة كبيرة على السكان والأسرة
الحروب والنزاعات وتبعاتها من لجوء ونزوح وتهجير تُشرِّد الأسر
الدوحة – قنا:
ثمّنَ فخامة الدكتور حسين علي مويني رئيس زنجبار، الرعايةَ الكبيرةَ والاهتمامَ الواسعَ الذي توليه دولةُ قطر للأسرة وتمكينها وتوفير كل ما يمكن لاستقرارها ورفاه أفرادها في البلاد.
ونوّه فخامة رئيس زنجبار بإنشاء دولة قطر وزارةً ومؤسساتٍ خاصةً بالأسرة والأطفال وكبار السن والشباب، وذلك إدراكًا منها بأن الأسرة المترابطة هي نَواة المُجتمع، وهو ما جعل قطر أحد الأمثلة الرائدة في العالم بهذا الخصوص.
وقالَ فخامة الدكتور حسين علي مويني رئيس زنجبار، في حوارٍ خاصٍ مع وكالة الأنباء القطرية «قنا» على هامش مشاركته في مؤتمر إحياء الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة، المنعقد حاليًا بالدوحة تحت عنوان «الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة»: أحد الأشياء التي يمكنني قولها هو إن قطر لديها أحد أفضل الأمثلة في العالم حول كيفية رعاية الأسرة، وتظهر كل ذلك المؤسسات القطرية من الوزارة إلى جميع الهيئات الحكومية المسؤولة عن مجموعاتٍ مختلفةٍ من أفراد الأسرة، إلى المنظمات غير الحكومية العاملة في البلاد، وهذا أحد أفضل الأمثلة عن كيفية دعم الأسر وخلق الرفاهية والرخاء للشعب القطري. كما تتمتع بلدان أخرى، بما في ذلك بلدنا، بفرصةٍ جيدةٍ للتعلم من نهج قطر لرعاية الأسرة».
واستعرضَ فخامة الدكتور مويني في حواره مع «قنا» التحديات العديدة التي تواجه الأسرة في عالم اليوم، ومنها التحدي الديموغرافي والاجتماعي والاقتصادي والتقني، فضلًا عن الحروب والنزاعات وتبعاتها من لجوء ونزوح وتهجير، داعيًا إلى العمل الجاد للتصدي لها والتغلب عليها لصالح الأسر والأفراد والمجتمعات والأوطان عمومًا.
وأشادَ في هذا الصدد بجهود دولة قطر ومبادراتها المقدرة في حل الصراعات والوئام بين الدول بالطرق السلمية والدبلوماسية، مؤكدًا أنها جهود جديرة بالثناء، كونها تنعكس إيجابًا على الأسرة ولمّ شمل أفرادها وتطوّرها ورفاهها.
الصراعات
وتابعَ قائلًا في هذا الخصوص: «أعتقد أن الصراعات في جميع أنحاء العالم تفرض ضريبةً كبيرةً على سكان تلك الدول، وبشكل خاص على الأسر، الحروب تشرّد الناس وتؤثر على الأسر، لذا، أود أن أغتنمَ الفرصة لأشيد بدولة قطر على انخراطها في شؤون الوساطة ومحاولات إيجاد حلولٍ لهذه الصراعات، وهو أمر بالغ الأهمية لأن الأسر تعاني حالات صراع، لذلك فإن جهود الوساطة التي تقوم بها قطر في مختلِف الدول التي يوجد بها صراعات وحروب، هي أمر جدير بالثناء للغاية، ويجب أن تحاكيها الدول الأخرى، بهدف تقليل الخسائر، وتخفيف العواقب التي تتكبدها الأسر أثناء الصراعات والحروب».
وشددَ فخامة رئيس زنجبار في معرض حواره مع «قنا» على أن الأكثر أهمية هو دعم الأسر وتعزيزها، مضيفًا: «لقد أتيحت لي الفرصة للقول في المؤتمر إنه يجب على جميع البلدان أن تعطيَ الأولويةَ للأسر، فيجب أن يضعوا الأسر في برامج التنمية الخاصة بها. في زنجبار على سبيل المثال، لقد أعطينا الأولوية للأسرة ووضعنا خُطة تنمية لمدة خمس سنوات، حتى نتمكنَ من وضع بعض الاستراتيجيات حول أفضل السبل لمساعدة الأسر. وعندما نتحدث عن الأسرة، فنحن نتحدث في الواقع عن جميع الفئات العمرية، لأن الأسرة تضم الأطفال والنساء وكبار السن والشباب. لذا، إذا اعتنيت بالأسرة جيدًا، فإنك تغطي جميع الفئات العمرية وهذا مهم جدًا. من هنا فإن الحماية الاجتماعية للأسر هي القضية الأساسية عندما يتعلق الأمر بحماية السكان ورفاههم».
الخطط والاستراتيجيات
ودعا فخامة الدكتور حسين علي مويني رئيس زنجبار في حواره، مع وكالة الأنباء القطرية «قنا»، الدولَ والحكومات إلى القيام بكل ما يلزم لدعم الأسرة ووضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لذلك، وقالَ في هذا الإطار: «ما نحتاج إلى القيام به كحكوماتٍ هو التأكد من إعطاء الأولوية للاستراتيجيات والتدخلات والمبادرات التي ستدعم الأسر، وهذا يشمل جميع الفئات العمرية»، لافتًا إلى أن كبار السن يواجهون تحديات من نوع خاص، بينما يواجه الشباب تحديات من نوع خاص آخر.
وتابعَ فخامته: عندما يتعلق الأمر بالصراعات، هناك الكثير من البلدان التي تعاني من الصراعات الآن، لكن يتعين على الحكومات أن تكونَ مستعدةً لدعم النازحين، وليس فقط في حالات الصراع. وأضافَ: «في بلداننا، على سبيل المثال، لدينا الهجرة إلى المدن، كل هذا يؤدي إلى الكثير من الضغوط على الوحدة الأسرية، ومن المهم أن تضعَ الحكومة استراتيجياتٍ للتأكد من أننا ندعم الأسر لتقليل أو تخفيف التحديات التي تواجهها في الفئات العمرية المختلفة».
وأعربَ فخامة الدكتور حسين علي مويني رئيس زنجبار عن بالغ سعادته بوجوده في قطر، وعبّر عن امتنانه لدعوته إلى هذا المؤتمر المهم للغاية، حول شؤون الأسرة، مشيرًا إلى أنه جرت خلال يومه الأول مناقشات جيدة حول دور الأسرة في مجتمعات، وأنه قد أتيحت له الفرصة لشرح تجرِبة زنجبار فيما يتعلق بالرعاية الاجتماعية فيها.
وأشادَ رئيس زنجبار بالعَلاقات التاريخية التي تجمع بلاده وقطر، وقال إن من شأن زيارته هذه لقطر تعزيز التعاون في بيئات مختلفة، وتابع: «هذه المرة أتيت إلى هذا المؤتمر، وهو أمر مهم للغاية، لأنه يتحدث عن وحدة الأسرة، وعن رفاهية المجتمعات والدول، لكن لدينا أيضًا الكثير من التعاون في مجالات أخرى ومنها الإنسانية، ونتطلع إلى قطاعاتٍ مختلفةٍ لتحقيق تعاون أكثر صلابة».
تطور قطر
ونوّه بما تشهده قطر من تطورٍ في شتى المجالات، واصفًا إياه بأنه تطورٌ هائلٌ بكل المقاييس. وأضاف: «لقد جئت إلى قطر ثلاث مرات في الماضي القريب، في كل مرة أزور فيها قطر أجد تطورات جديدة، وأعتقد أن جميع القطاعات تعمل بشكلٍ صحيحٍ، وهناك إدارة جيدة، وهناك ازدهار جيد للشعب، لذا أعتقد أن قطر مثال جيّد للازدهار في العالم».
ودعا فخامة الدكتور مويني رجالَ الأعمال القطريين إلى الاستثمار في زنجبار، حيث تتوفر فرص واعدة وعديدة لذلك في مجالي الاستثمار والتجارة، وقال إن ما تنتجه بلاده هو التوابل التي يمكن تصديرها إلى قطر، لكنها تستورد في المقابل أيضًا الكثير من المنتجات، بما في ذلك النفط والغاز.
ولفتَ إلى أن بلاده على سبيل المثال، هي كذلك وجهة سياحية، والقطاع الأكبر في اقتصادها هو السياحة، داعيًا في هذا الصدد الشركات القطرية لزيارتها والاستثمار في قطاع السياحة، سواء كان منتجعًا أو فندقًا أو أشياء أخرى، مثل مرافق مؤتمرات وما إلى ذلك، كون بلاده بحاجةٍ إلى دخول الاستثمار الأجنبي المباشر إليها.
وحول توقعاته لمُخرجات المؤتمر، قال إنهما أمران «الأول هو التعلم من بعض.. فقد تعلمنا من بعضنا البعض أفضل الممارسات.. هناك بعض البلدان التي وضعت سياسات وأصدرت تشريعات ووضعت استراتيجيات لدعم الأسر، وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير.. لذا فهي فرصة لبقية البلدان التي لم تنجح في ذلك إلى التعلم من أفضل الممارسات وتنفيذها».
أما الأمر الثاني فقال إنه يتعلق بأن يدرك الجميع، كسكان في العالم بشكل عام، بأن عليهم أن ينشدوا رفاه الأسرة وأهميتها، وبالتالي ضرورة إعطائها الأولوية، لأنها هي الوحدة الأساسية لأي مجتمع، لافتًا إلى أن مساعدة الأسرة تعني مساعدة الأمة بأكملها، وإنه لذلك من المهم جدًا التركيز على الأسرة.
وأضافَ: «كما قلت فإن في الأسرة فئات عمرية مختلفة، هناك أطفال، وهناك كبار السن، ونساء، وهناك أشخاص من ذوي احتياجات خاصة، لذا من المهم أن نركزَ على الأسرة لأنك في النهاية تساعد المجتمعَ بأكمله». يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المُتحدة قد أعلنت عن السنة الدولية للأسرة في عام 1994، معترفة بالأسرة باعتبارها الوحدةَ الأساسيةَ للمُجتمع، وبالتالي ينبغي أن تحظى بأكبر قدرٍ ممكنٍ من الحماية والمُساعدة وَفقًا للمواثيق المصادق عليها دوليًا.