قطر وفيتنام.. آفاق أرحب للشراكات التجارية والاستثمارية
الدوحة- قنا:
تتميزُ العَلاقاتُ بين دولة قطر وجمهورية فيتنام الاشتراكية الصديقة بأنَّها عَلاقاتٌ متينةٌ وممتازةٌ، يعززُها الحرصُ المشتركُ على تطويرها ودفعها نحو آفاقٍ أرحبَ لما فيه مصلحةُ البلدين وشعبَيهما الصديقَين.
وتقومُ هذه العلاقاتُ على الاحترام المتبادل والمصالح المُشتركة، التي تعززها الزيارات عالية المستوى والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين في العديد من المجالات.
وقد تأسَّست العلاقاتُ الدبلوماسية بين البلدين بتاريخ 8 فبراير 1993م، على مستوى السفراء (سفير غير مقيم)، وباشر سفير جمهورية فيتنام الاشتراكية لدى دولة قطر، عملَه في مارس 2008م، كما تم افتتاح سفارة دولة قطر في هانوي بتاريخ 25 يناير 2010م، وجرى تعيين أول سفير مقيم لدولة قطر لدى جمهورية فيتنام الاشتراكية في 2011م، ليحتفل البلدان العام الماضي بذكرى مرور ثلاثين عامًا على إقامة علاقاتهما الدبلوماسية.
وشهدت العلاقاتُ بين الدوحة وهانوي على مدى السنوات الماضية، تقدمًا كبيرًا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية وقطاعات العمل والتعليم وغيرها.
آفاق أرحب
وفي إطارِ، السعي لدفع هذه العلاقات نحو آفاقٍ أرحبَ ومرحلة جديدة، تندرج الزيارةُ التي يقومُ دولةُ السيد فام مينه تشينه رئيس وزراء جمهورية فيتنام الاشتراكية الصديقة للدوحة، حيث استقبلَه حضرةُ صاحب السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدَّى، لبحث العَلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدمُ مصالحَ وتطلعات الدولتين وشعبيهما الصديقَين، خاصة في المجالات السياسية، والاقتصادية، وفي التجارة والاستثمار والطاقة والزراعة، وغيرها، فضلًا عن مناقشة عددٍ من القضايا الدولية الراهنة ذات الاهتمام المُشترك.
ويتبادل البلدانِ الزيارات المنتظمةَ على مختلِف المستويات والمشاورات الدائمة؛ لتعزيز علاقاتهما الثنائية، وزيادة التنسيق بينهما في المحافل الدولية.
تطوير التعاون
وفي سياقِ اللقاءات رفيعة المستوى بين الجانبَين، استقبلَ حضرةُ صاحب السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدَّى، دولةَ رئيس الوزراء الفيتنامي على هامش انعقاد قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في العاصمة السعودية الرياض خلال شهر أكتوبر من العام الماضي، حيث جرى استعراضُ العلاقات الثنائية بين البلدَين والسبل الكفيلة بتطويرها في شتى الجوانب، إضافةً إلى تناول أبرز الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمَّة.
وفي مايو من العام الماضي، قامت سعادةُ السيدة فو تي انه شوان – نائب رئيس جمهوريّة فيتنام الاشتراكية، بزيارةٍ رسميةٍ للدوحة، وقد استقبلها سُموُّ الشَّيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير، واستعرضَا علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وسبل تعزيزها وتنميتها في شتى المجالات، وناقشا موضوعات ذات اهتمام متبادل.
زيارات متبادلة
كما اجتمعت سعادةُ نائب رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، خلال زيارتها للدوحة، مع سعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة، واستعرضا موضوعات ذات اهتمام مشترك هادفة إلى تعزيز التعاون بين البلدين في قطاعات التجارة والاستثمار والصناعة.
وسلط سعادة وزير التجارة والصناعة، خلال ذلك الاجتماع، الضوء على السياسات الاقتصادية الناجحة التي أرستها دولة قطر لدعم القطاع الخاص، مبينًا الحوافزَ والتشريعات والفرص الواعدة المتاحة في الدولة والهادفة لتشجيع المستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب الشركات على الاستثمار في دولة قطر.
وقد قامت سعادةُ السيدة فو تي انه شوان والوفد المرافق لها، بزيارة إلى مجلس الشورى، حيث التقت سعادةَ السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس المجلس، الذي أشادَ بعمق العلاقات التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين، مؤكدًا إسهام تلك الزيارة في تطوير وتنمية هذه العلاقات في مختلف المجالات.
من جانبها، ثمّنت سعادة السيدة فو تي انه شوان – نائب رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، في تلك الزيارة، العلاقات التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين، معربةً عن سعادتها بزيارة مجلس الشورى.
وأشادت بتجربة المجلس في دعم عملية المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، منوهةً في ذات السياق بالدور المهم للمجالس والبرلمانات في التقريب بين الدول والشعوب، والدفاع عن القضايا العادلة. كما التقتْ سعادةُ السيدة فو تي انه شوان، خلال زيارتها للبلاد، وفدًا من غرفة قطر، استعرضت معه العلاقات الثنائية في المجالات التجارية والاقتصادية وسبل تعزيزها، إضافة إلى مناخ الاستثمار والفرص المتاحة، وتعزيز دور القطاع الخاص وإسهاماته في تنشيط العلاقات التجارية بين البلدين، معربةً عن الحرص على توفير التسهيلات اللازمة لرجال الأعمال القطريين للاستثمار في بلادها.
وأشادت سعادتُها أيضًا، في تلك الزيارة، بعلاقات الصداقة بين قطر وفيتنام، مشيرةً إلى تطلعها لتعزيز هذه العلاقات خصوصًا في المجالات التجارية والاستثمارية، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، إضافة إلى تعزيز التعاون في مجال تجارة الحلال، وتسهيل دخول منتجات الحلال الفيتنامية إلى أسواق الدول الإسلامية، مستعرضةً مناخ الاستثمار في فيتنام، حيث قالت في هذا الصدد: إن بلادها تتطلع إلى جذب المستثمرين القطريين، داعيةً رجال الأعمال القطريين إلى الاستثمار في فيتنام.
العلاقات التجارية
وإلى جانب ذلك، قامَ العديدُ من المسؤولين الفيتناميين بزيارات للدوحة في السنوات الأخيرة، ركّزوا فيها على سُبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين بلادهم ودولة قطر، فضلًا عن التعاون بين القطاع الخاص في كلا البلدَين في مختلف المجالات الاقتصادية، واستعراض مناخ الاستثمار والفرص المتاحة، وإنشاء شركات وتحالفات تجارية ومشاريع استثمارية بين الشركات في الجانبَين.
كما لقطر استثماراتٌ في فيتنام، وهو الأمر الذي يشكل قاعدةً نحو تطوير التجارة البينية بين الدوحة وهانوي، وقد حقّق التبادل التجاري بين البلدين نموًا بنسبة 33% في العام 2022 حيث تجاوز 2 مليار ريال، مقابل 1.5 مليار ريال في العام 2021، فضلًا عن إنجاز مشاريع مشتركة بين الجانبين في قطاعات، مثل: الصحة، والصناعات الدوائية، الأمر الذي يعكسُ قوة العلاقات التجارية، ورغبة الجانبَين في تعزيز هذه العلاقات.