كتاب الراية

بالعربي الفصيح.. البدوية.. عاشقة الجزائر

مرَّ الأول من نوفمبر على الغالبية مرور الكرام بينما احتفل به رواد وسائل التواصل الاجتماعي كعادة جديدة ابتدعوها هي دعاء بداية الشهر!!

ولكن حين نخرج من محيطنا ونوَّلي وجوهَنا شطر المغرب العربي حيث تتربع الجزائر الساحرة على صدر القارة الإفريقية، بمساحتها الشاسعة وقوافل سكانها نجد لهذا التاريخ زخمًا مُوغلًا في كيانها شعبًا وجغرافيةً.

فالأول من نوفمبر هو شرارة انطلاق ثورة المليون شهيد التي استمرت أكثر من سبع سنوات من الكفاح المُسلح انتهت بطرد المُستعمر -الذي جثم على الأراضي الطاهرة أكثر من 124 عامًا- واسترجاع الحقوق المسلوبة.

والجزائرُ التي اشتهر عنها أنها بلد المليون شهيد قدمت أكثر من مليون ونصف المليون من الأطهار الذين افتدَوا بأرواحهم أرض العزة والإباء، لتنال استقلالَهاعن جدارة واستحقاق.

ففي الأول من نوفمبر 1954 أشعل 1200 ثائر شرارة الثورة المباركة لم يكن بحوزتهم من السلاح سوى 400 قطعة فكانت الرصاصة الأولى من شرق الجزائر لتتواتر بعدها العمليات المُسلحة في كل أنحاء البلاد.

ليعلن المستعمرون عن ثلاثين هجومًا في ليلة واحدة ..جَرَتْ على أرض الجزائر من غربها إلى شرقها ومن جنوبها إلى شمالها.. واستمر الحال على هذا المنوال حتى خضع سارق الأرض و ناهب الثروات لعشاق الحرية الحمراء.

وأُعلِن استقلال الجزائر..

هذا هو الزخم الثوري الذي تتوقُ له النفوسُ في الوطن العربي، ولعل ما يجري على الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من عام يعيدُ إلى الأذهان ذكرى الثورات العظيمة التي فرضت إرادة الشعوب الحرة على أراضيها ودحرت المستعمرين رغم سيطرتهم ردحًا طويلًا.

الجزائرُ الحُرة كرَّمت أبطالها أحياءً وأمواتًا بعد الاستقلال، فسجَّلت أسماءهم في ذاكرة الوطن الحُر فلا يخلو مبنى في الجزائر -ولاحتى شارع صغير- من ذكر قبيلة الشجعان. من أبطال الثورة وشهدائها أو المجاهدين كما تعارف على ذلك الجزائريون.

حتى إنني حفظتها، وأنا البدوية القادمة من عمق الخليج خلال زياراتي السنوية التي بدأت في عام 2016 واستمرت حتى عام 2022.

اكتشفتُ خلالَها جمالًا ساحرًا يختبئ في التضاريس وخُلُقًا راقيًا يتجلى في الشعب.

أنا التي جُلْتُ العالمَ من نيوزلندا حتى سويسرا ومابينهما، وأعجبني مارأيتُ في جولاتي، إلا أنني وقعت في غرام الجزائر التي وجدتُ فيها جمالًا عربيًا خالصًا، أرى بصمته في ريف بديع وبحر رائع ومُدن مترامية من الفتنة والألَق. وفي إحدى هذه الزيارات أُتيحت لي الفرصة لمقابلة الشيخ عبدالله منصور أحد فرسان الجهاد الجزائري الذي خصَّني بلقاء صحفي نشرته في صحيفة الشرق القطرية ذات عام.

فكل التهاني وطيب الأماني للجزائر في يومِها الوطني المجيد، ودام فخرُها بما قدمه أبناؤها على طريق العزة والشرف، كلما أطل نوفمبر المجيد.

 

https://noraalmosefri.qa

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X