كتاب الراية

فيض الخاطر.. ثقافتنا والعالم

في افتتاح أعمال الاجتماع الثامن والعشرين لوزراء الثقافة في دول الخليج العربية، الذي شهدته الدوحة في الأسبوع الأول من هذا الشهر (أكتوبر 2024) أكد سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة (أن الاستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية 2020 – 2030 تعبِّر عن العقد الثقافي الذي يؤكد التزامها بالهوية العربية الإسلامية، والمُحافظة على الخصوصية الخليجية، مع التمسك بمبادئ الاحترام المُتبادل مع الثقافات الأخرى).

وثقافة أبناء الخليج بشقيها التراثي والحديث استطاعت أن تتيح المحافظة على الهوية الخليجية المُتفردة بقيمها الأصيلة وقدرتها على مجابهة التحديات الوافدة مع انفتاحها على الثقافات الإنسانية الأخرى، دون التنازل عما تعنيه الثقافة في الخليج من محافظة على القيم الأصيلة والمبادئ السامية الخالدة والنابعة من الدين الإسلامي الحنيف.

ومع كثافة الأنشطة الثقافية التي تقدمها دول الخليج العربية في شتى الفنون والآداب من مهرجانات وملتقيات وأنشطة منبرية مُختلفة، فإن نهر الثقافة في الخليج ما يزال يفيض بكل ما هو جميل في مُختلف مجالات الإبداع المنطلق من قاعدة صلبة تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ، وتتنفس المعاصرة بعد أن تلقتها برغبة صادقة في المعرفة من أي مصدر كانت، دون تردد في التعامل معها بنِدِّية تبرز قوة الثقافة الخليجية وقدرتها على انتخاب المفيد من الثقافات الأخرى.

وتتولى المؤسسات الثقافية الرسمية مُهمة إبراز الجوانب المُشرقة في الثقافة الخليجية واضحةِ المعالم، في لُغتها ومضامينها وأشكالها المُختلفة والمتميزة، عبر كل الوسائل المتاحة، من معارض للكتب وقاعات للفنون ومسارح، ودراما إذاعية وتلفزيونية، وأخيرًا الأفلام السينمائية التي بدأت تأخذ مكانها اللائق في دور العرض السينمائي التجارية، في دول الخليج العربية، والدول العربية الأخرى، حتى أصبح لدى دول الخليج العربية ما يُمكن تسميته بالمُنتج السينمائي الخليجي، الذي أصبح يلقى قبولًا استثماريًا واضحًا أسهَمَ في تطويره رجالُ الأعمال بجهود مساندة لما تقوم به الجهات الرسمية في هذا المجال، وأصبح هناك ما سُمي بالمهرجانات السينمائية في عواصم دول الخليج العربية ومدنها الكبرى، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا الدعم السخي الذي تلقاه صناعة السينما من الجهات الرسمية المعنية بالثقافة.

إن آفاقًا واسعة تطمحُ للوصول إليها الاستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون، بعد أن تم توفير المُناخ المُناسب لتحقيق ما شملته هذه الاستراتيجية من برامج هادفة للدفع بالثقافة في الخليج إلى الأمام، حفاظًا على الهوية الثقافية في دول مجلس التعاون، وتأكيد قدرتها على التفاعل مع الثقافات الأخرى، تأكيدًا لهويتها العربية الإسلامية، والتعاون مع بقية دول العالم وصولًا إلى سلام العالم وأمنِه وازدهاره، باعتبار الثقافة من أهم روافد تأصيل قيم السلام، وتحقيق طموح دول العالم في سعيها لبناء حضارة أصيلة لواقع مُشرق، ومستقبل أكثر إشراقًا لعالم اليوم.

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X