دنيا …الاستفتاء.. خصوصية اللحظة القطرية
الاستفتاءُ آليةٌ قانونيةٌ تتيح للمواطنين المشاركة المباشرة في اتخاذ القرار، فهو بالتالي إجراء يتم من خلاله طرح سؤال أو أكثر على الناخبين في قضية لمعرفة آرائهم، أو موافقتهم من عدمها بشأن تعديل بعض مواد الدستور، أو حتى اعتماد دستور جديد.
من أهم أنواع الاستفتاءات الاستفتاءُ الدستوري الذي ذكرتُ مايستدعيه آنفًا، كما أن هناك الاستفتاء التشريعي والاستفتاء السياسي وغير ذلك، مما نحن بصدده ونعيشه اليوم، وهو الاستفتاء على تعديل بعض بنود الدستور وإضافة بنود أخرى استجدت الحاجة إلى إضافتها.
قد يبدو هذا الاستفتاءُ جديدًا لدى البعض في شكله القانوني إلا أنه في الحقيقة ليس بجديد على تاريخ الشعب القطري سياسيًا واجتماعيًا، بحكم طبيعة المجتمع القطري وعلاقته بحكامه عبر العصور، فنحن نذهبُ إليه ليس كإجراء قانوني فقط بقدر ما نذهب إليه كعادة درجنا عليها في علاقتنا مع حكامنا، حينما يتطلب الوضع أن يضعوا الحقيقة بين أيدينا كشعب مشاركة منهم في اتخاذ ما يحقق المصير المُشترك بين أفراد الشعب وقيادته، فهو ليس بالجديد على أهل قطر وليس بالأول في تاريخ بناء الدولة، فقد مارَسَ القطريون الاستفتاء عبر تاريخهم في مواقع كثيرة وأحداث عديدة، مرَّت بها قطر استدعى الأمرُ فيها الاجتماعَ بالعائلة الحاكمة مرَّات ومرَّات عديدة، بأصحاب الحل والعقد وتطور الوضعُ بإنشاء مجلس الشورى، وفي أحداث جسام استشف الأمير آراء أعضائه وأخبرهم بما يستجد من أمور، وأخذ بالشورى معهم مُسبقًا، وهم من كان يمثل الشعب كأصحاب خبرة وجاه ومكانة في المجتمع، فباستمرار كان هناك امتزاج للرأي بين الحاكم والمحكوم عبر تاريخ قطر -ولله الحمد- منذ أيام المؤسس طيَّبَ اللهُ ثراه مرورًا بحكام قطر الأجلاء حتى عهد سمو أميرنا الشيخ تميم حفظه الله، فنحن نذهب اليومَ للاستفتاء على تعديل بعض مواد الدستور أو إضافة أخرى صحيح أنها المرة الأولى دستوريًا، ولكنها ليست المرة الأولى سياسيًا واجتماعيًا.
نذهب للاستفتاء اليوم ليس كصفحة بيضاء لم يسبق لنا أن سطرنا فيها تلاحمنا مع القيادة، نذهب إلى الاستفتاء اليوم وفي أذهاننا ثقة الأمير بنا، وثقتنا به كقائد لمسيرتنا، نذهب إلى الاستفتاء اليوم نحو «أنا الشعب الواحد المتماسك» نذهب إلى الاستفتاء اليوم وفي أذهاننا عَرَق الآباء وجهد الأبناء ووحدة المصير مع الأشقاء، نذهب إلى الاستفتاء اليوم كتلة واحدة من رجال الأولين واللاحقين والقادمين مستقبلًا، طالما ارتضينا العيش المشترك الكريم للجميع في ظل قطر، وتحت قيادة سمو أميرها وقائد مسيرتها.
حفظ اللهُ قطرَ وحفظ سمو أميرها وسمو الأمير الوالد الذي فاء عليها بكثير من الإنجازات جعل غير القطري يتمنى أن يكون قطريًا.