.. ونجح الاستفتاء بتكاتف الجميع
الإقبال الاستثنائي استهدف ترسيخ قيم العدل والوحدة الوطنية
10 أسباب وراء الإقبال الكبير للمواطنين على لجان الاستفتاء
المواطنون فضلوا التوجه للجان الاستفتاء بدلًا من التصويت عن بعد
مشاركة فاعلة للمرأة والشباب .. ونجاح لافت لوسائل الإعلام المحلية
التنظيم الجيد والتطور الإلكتروني والتكنولوجي وراء تسهيل الاستفتاء
نجحَ الاستفتاءُ على مشروعِ التّعديلات الدستوريَّة بتكاتُفِ وعزمِ وإرادةِ أهلِ قطرَ، الذين توافدُوا بكثافةٍ منذُ الصباحِ الباكرِ أمسِ على مقارّ الاستفتاء.. وأظهرتِ المشاركةُ الواسعةُ التي وصلت إلى 84 % ممّن يحقُّ لهم التصويتُ من المُواطنين، روحَ الولاءِ والانتماءِ والتلاحمِ الشعبي، فيما حصلَ الاستفتاء على نسبة قَبول وموافقة شعبية بلغت 90.6 % من إجمالي الأصوات الصحيحة، بما يعكسُ المحبة والثقة بين القيادة والشعبِ، في تظاهرةٍ للوحدة الوطنية والوفاء والولاءِ.
وقد لخّصتْ كلماتُ حضرةِ صاحب السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدَّى، تلك الحالة الوطنية، حينما أكَّدَ أنَّ القطريين احتفوا اليوم بثمار ما زرَعه الأولون من لحمة وترابط وحب للوطن، بمشاركتِهم في الاستفتاء العام على مشروع التعديلات الدستورية على الدستورِ الدائم للبلاد.
وقالَ سُموُّ الأميرِ المُفدَّى، في منشورٍ عبر حسابِ سُموِّه الرسمي على منصة «X»:» بمشاركتهم في الاستفتاء والتصويت لصالح التعديلات الدستورية، احتفى القطريون اليوم بثمار ما زرعه الأوَّلون من لحمة وترابط وحبّ للوطن، وبقيم الوحدة والعدل والتي سوف نحميها ونحافظ عليها».
فَفِي مشهدٍ حضاري وأجواءٍ حماسيةٍ توجَّهت جموعُ المُواطنين والمُواطنات لمقارّ الاستفتاء في الساعة السابعة صباحًا، وتواصلَ الإقبالُ حتى الانتهاء من عمليّة الاستفتاء في الساعة السابعة مساءً.
لم يدهشْنا وعيُ وتكاتف أهل قطر، واستشعارُهم المسؤولية تجاه الوطن، ووضعُهم المصلحة العامة للوطن فوق أي اعتبارٍ.. فهذا عهدنا دومًا وعلى مرّ التاريخِ.. كلنا في قطر أهل، ووحدتنا وولاؤنا ووفاؤنا للوطن والقائد بلا حدود.
لبَّى أهلُ قطر نداءَ الوطن، ودعوة حضرةِ صاحب السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدَّى، للمُشاركة في الاستفتاء بحماس وطني غمرَ كافةَ فئات المُجتمع، رجالًا ونساءً .. طلابًا ومثقفين .. موظفين ورجالَ أعمال .. مهنيين وأكاديميين .. الكلّ أدركَ أهمية المُشاركة في هذا الحدث التاريخيّ من منطلق الواجب الوطني، والإيمان بأهمّية التعديلات الدستوريَّة في ترسيخِ قيم العدلِ والوَحدة الوطنية والمساواة في الحقوق والواجباتِ، فكان هذا الإقبال منقطعَ النظير في المشاركة بالاستفتاءِ.
استجابة فاعلة
ولا شكَّ أنَّ توافُدَ الشعبِ القطري للإدلاء بصوتِه في الاستفتاء، في استجابة فاعلة وواسعة لدعوة سُموِّ أمير البلاد المُفدَّى، يؤكّد التلاحمَ الشعبي القوي بين الشعب القطري، وقائد مسيرة نهضته، والذي يبادلُهم حُبًا بحبّ، لمُواصلة مسيرة الإنجازات والريادة والتقدم في مختلِف المجالاتِ.
أسباب النجاح
ومن المهم هنا التوقفُ كثيرًا بالدراسة والتدقيق لما يحمله الاستفتاءُ على التعديلات الدستورية من رسائلَ وملاحظاتٍ هامةٍ، يمكن إيجازُها في التالي:
– فقد حرص معظم المواطنين على التوافد على لجان الاستفتاء للتصويت على التّعديلات الدستورية عبر 28 مقرَّ لجنة، للتصويت ورقيًا بصناديق الاقتراع، أو إلكترونيًا، وذلك بالحضور شخصيًا بأحد مقارّ الاستفتاء المعلن عنها، بدلًا من الوسيلة الثانية، وهي التصويت «عن بُعد» باستخدام تطبيق «مطراش 2» داخل الدولة وخارجها، وهو ما يعكسُ اختيارَ المُواطنين التوجه للجان الاستفتاء؛ للتعبير عن الاستجابة والمُشاركة الفاعلة لنداء الوطنِ.
– كما حرصَ الآباءُ على اصطحاب أبنائِهم للجان الاستفتاء، ليشهدوا تلك التجربة الهامة في تاريخ الوطن، وغرس روح الولاء والانتماء والوطنية في نفوس النشءِ.
– وبدا جليًا الدورُ الفاعل للمرأة القطرية التي لم تتأخّر يومًا عن نداء الوطن، فكانت مشاركة المرأة في الاستفتاء استثنائيةً، للتَّعبير عن روح المسؤوليَّة والانتماء، والتَّأكيد على دور المرأة كشريك في كافَّة مجالات التنمية والنهضةِ.
التنظيم الجيد
– إنَّ التنظيمَ الجيدَ الذي قامت به اللجنةُ العامةُ للاستفتاء على التعديلات الدستورية، وجميع الجهات المعنية بهذه المُهمة، فضلًا عن التطور الإلكتروني والتكنولوجي الكبير الذي شهدته عمليةُ التصويت على التعديلات الدستورية، كان موضع إشادة وإعجاب وتقدير كافّة المواطنين، لما شهِدوه من إجراءات سلسةٍ؛ لضمان انسيابية العملية الانتخابية بكل مرونةٍ.
فقد تمَّ اعتمادُ أحدثِ التقنيات، وتوفير مواقف كافية للسيارات بالقرب من مقار الاستفتاء؛ لمُساعدة المواطنين على الإدلاء بأصواتهم، ولذلك لم تستغرقْ عملية الاستفتاء سوى دقائقَ معدودةٍ، منذ دخول المواطن إلى اللجنة، وحتى خروجه منها.
– وقد تصدّر الشبابُ، طليعة المُشاركين في الاستفتاء، حيث أكَّدَ الشباب القطريون المُشاركون في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تصريحات للصحفيين ووكالات الأنباء المحلية والعالمية تأييدهم مشروع التعديلات الدستورية ب «نعم»، لافتين إلى أنَّ المشاركة الشعبية الكبيرة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية تعكس زيادة وعي المجتمع القطري بأهمية صوته والتزامه بتلبية دعوة سُموّ أمير البلاد المُفدَّى، والتأكيد على حقهم في التصويت بما يحقق مستقبلًا أفضلَ للوطنِ.
نجاح الإعلام
– كما نجحَ الإعلامُ الوطني، وفي مقدمته التلفزيون، والإذاعة، وقناة الريان، والصحف المحلية، في تقديم تغطية صحفية ثرية وشاملة، وعلى قدر الحدث وأهميته، باستضافة نخبة من القانونيين والأكاديميين والمواطنين وقادة الرأي والفكر، الذين استعرضوا رؤية شاملة حولَ التعديلات الدستورية، وأهمية مشاركة المواطنين في الاستفتاء عليها، وهو ما انعكسَ على التفاعل ونسبة الحضور الاستثنائية.
– وحظيت الفترةُ، اللاحقة لعملية الاستفتاء بتفاعل كبير من جانب المسؤولين والمواطنين على منصات التواصل الاجتماعي، بالتعبير عن أهمية المشاركة الشعبية، وروح التكاتف التي أظهرتْها تجربة الاستفتاء، وضرورة استثمار تلك الروح في توجيه كل الطاقات لدعم مسيرة التنمية والنهضة الشاملة.
قوة الاقتصاد
– حماس كبير أبداه رجال الأعمال والاقتصاديون بأهمية التعديلات الدستورية، وانعكاساتها على قوة الاقتصاد الوطني، وخطط التنمية الشاملة، خاصة أنَّ قوة المُجتمع وتماسكه ووحدته ركيزة للاستثمارات والتنمية في مختلف القطاعاتِ.
– شارك في الاستفتاءِ على التعديلات الدستورية نسبة كبيرة من الشباب، والذين لم يعهدوا الاستفتاء على الدستور الدائم للبلاد في عام 2003، ما دفع الكثير من الشباب لاسترجاع الماضي، وإعادة نشر صور ومقاطع فيديو نادرة حول وقائع الاستفتاء على الدستور، وهو ما أثار حماسَ الكثيرين للمشاركة في تلك اللحظة التاريخية التي يشارك فيها الشباب في صياغة مستقبل وطنهم.
– حرصتِ الجامعاتُ والكلياتُ الوطنيَّةُ والأجنبيّةُ في دولةِ قطرَ على تشجيعِ الشبابِ القطريين على المُشاركة في الاستفتاء، بإعادة تنظيم جداول المُحاضرات؛ لإتاحة الفرصة للطلاب للمشاركة في التصويت، وهي لفتة كريمة تعكس حرصَ كافة المؤسسات التعليمية على تشجيع شبابنا على تلبية نداء الوطن، والمُشاركة في دعم مسيرة التقدم والاستقرار والتنميةِ.
ولا شكَّ أنَّ نجاح الاستفتاء كان استثنائيًا، ووصفه الديوان الأميري بأنَّه «تظاهرة الوحدة الوطنية»، وذلك خلال إعلان الديوان الأميري أنّه احتفاء بتظاهرة الوحدة الوطنية التي شهدتها دولة قطر والمتمثلة في الاستفتاء العام على مشروع التعديلات الدستورية على الدستور الدائم لدولة قطر، فقد تقرر أن يكون يوما الأربعاء والخميس الموافقان 6 و7 نوفمبر 2024، عطلةً رسميةً.
والآن.. وقد نجحنا في تحقيق أهداف التعديلات في تقوية دعائم المجتمع، واللحمة الوطنية، وقيم العدل والمساواة في الحقوق والواجبات، نستشرفُ بتفاؤل وثقة غدًا أفضل للوطن، بتكاتف أبنائه المخلصين مع قائد مسيرة العزة والرخاء، مجدّدين العهد بمُواصلة الولاء والوفاء للوطن والقائد، لما فيه الخير للوطن الغالي.