كتاب الراية

مجرد رأي.. يومٌ تاريخيٌ في مسيرة قطر

الاستفتاءُ على الدستور يعكسُ روح الوحدة والمواطنة المتساوية

شهدت دولةُ قطرَ أمس الأول (الثلاثاء) يومًا استثنائيًا تجسدت فيه روح الالتزام العميق للشعب القطري بالمشاركة الفعّالة في رسم مستقبل البلاد، حيث توافد المواطنون إلى صناديق الاقتراع للتصويت على التعديلات الدستورية المُقترحة. هذا الاستفتاء خطوة محورية نحو ترسيخ المبادئ التي يقوم عليها مجتمعنا، وهي الوحدة الوطنية والمواطنة المتساوية.

تأتي هذه التعديلات ضمن رؤية سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الرامية إلى بناء دولة حديثة ترتكز على أسس العدالة والمساواة. وكما قال سموه: «بمشاركتهم في الاستفتاء والتصويت لصالح التعديلات الدستورية، احتفى القطريون اليومَ بثمار ما زرعه الأوَّلون من لُحمة وترابط وحب للوطن، وبِقِيم الوَحدة والعدل التي سوف نحميها ونحافظ عليها» هذه الكلمات تُلخص رؤيةً عميقة لمستقبل قطر، رؤية تضمن حقوق كل مواطن وتشدد على الدور الأساسي لكل فرد في المشاركة الفعّالة في بناء الوطن.

هذا الاستفتاء يبرز طموح قطر لمجتمع قوي ومتماسك، حيث تكرّس التعديلات المقترحة مبدأ تكافؤ الفرص وتؤسس لبيئة عادلة تُعلي من شأن الشفافية وتعزز الثقة المتبادلة بين الدولة والمواطنين. إن التواجد أمام صناديق الاقتراع لم يكن فقط تأييدًا للتعديلات، بل كان أيضًا تعبيرًا عن التزام الشعب القطري بقيمه، وإيمانه بأن الوحدة الوطنية هي أساس القوة والاستقرار. إنَّ توقيت هذه التعديلات يحمل دلالة مُهمة، حيث تأتي في وقت تسعى فيه دولة قطر إلى تعزيز مكانتها الدولية، مع الحفاظ على هويتها الوطنية وقيمها التي تعكس توازنًا دقيقًا بين التقدم والتقاليد. قطرُ اليوم ليست فقط دولة مزدهرة على الصعيد الإقليمي، بل هي أيضًا نموذج للتماسك المجتمعي والرؤية الواضحة نحو مستقبل مُستدام.

ليس هذا الاستفتاء مجرد لحظة عابرة في تاريخنا الوطني، بل هو بداية فصل جديد يُسهم فيه كل مواطن برسم ملامح المستقبل. لقد عبَّرَ الشعبُ القطري من خلال مشاركته الواسعة عن تطلعه لدولة حديثة ومتطورة تضع الإنسان في قلب أولوياتها. اليومَ نقفُ أمام عهد جديد يتطلب منا جميعًا التكاتف والالتزام بقيم العدالة والمساواة، والتطلع إلى غدٍ يحمل المزيد من التقدم والازدهار لكافة أبناء الوطن.

الرأي الأخير…

وبقول الشعب القطري «نعم» بصوت واضح وعالٍ، ينبغي أن نحتفي بروح المسؤولية والمواطنة التي ظهرت جليةً في هذا اليوم التاريخي. فقد أكد الشعب القطري التزامه بمستقبل قائم على مبادئ الوحدة والعدالة، واستعداده للإسهام في بناء دولة حديثة تلبي تطلعات أبنائها وتضع الإنسان في صميم أولوياتها. إن هذا الحدث التاريخي تجسيد لإرادة شعبية حقيقية خلف الأمير المُفدى، نحو تأسيس مجتمع عادل ومستدام، لتصبح قيم العدالة والمساواة والعمل الدؤوب لبناء وطن الغد جزءًا لا يتجزأ من حياة كل مواطن قطري.

(يوم الولاء والانتماء)

إلى اللقاء في رأي آخر ،،،

 

 

كاتب شؤون دولية وقانوني قطري

Twitter:@NawafAlThani

http://www.NawafAlThani.com

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X