همسة ود.. النظر إلى المستقبل بتفاؤلٍ
قالَ برناردشو: «الحكيم هو من يتواءم مع العالم من حوله لا أن ينتظرَ أن يتواءمَ العالم معه»، فالتأقلم هو القدرة على التكيّف مع كل التغيّرات التي تحدث للإنسان. فعالمنا مليء بالتحديات التي تجعل تأقلم الإنسان معها مهمًا. فالتغلب على النكسات التي تعترض الإنسان، طريقه نحو القمة. وعلينا العمل على أن تكونَ نجاحاتنا أكثر من إخفاقاتنا، فالنجاح يجعل طرقنا سهلةً نحو القمة، ويجب علينا أن ننظرَ إلى الإخفاق على أنه دافع للنهوض مجددًا ومواصلة الطريق. كما علينا أن نتذكرَ أن الأحزان والأفراح، التي مرّت علينا، انقضت، ولا نشعر بالفشل الذي قد يدمّر حياتنا، فالفشل هو الخطوة الأولى للنجاح، وليس هو نهاية الطريق، بل هو بداية جديدة للإنسان إذا اعتبره نعمة، وحالة إن لم يمر بها لا يمكن أن ينجح ويكتشف نفسه، ومع الوقت ستدفع الإنسان نجاحاته نحو القمة وستختفي العقبات من طريقه، في حال كان تفكيره إيجابيًا، ومبتكرًا ويتسم بالصدق والشفافية. بينما الخوف من الفشل هو أول خطوة إلى الفشل، بل هو الفشل ذاته، فالفشل المُزمن في تحقيق الأهداف يؤدي بالإنسان إلى مستويات أعلى من الاكتئاب وحتى القلق، فالشعور بإحساس الفشل يؤدّي إلى التردد في الإقدام على تجاوزه على الرغم من إدراك الإنسان أنه سوف ينجح فيما يريد تحقيقه، لذلك فإن الخطوة الأولى للتغلب على الخوف من الفشل هي الاعتراف به واحتسابه كأمر واقع، وهذا في حد ذاته يُتيح للإنسان إيجاد مبررٍ مقبولٍ للخوف من الفشل، ويمكّنه من التعامل معه بموضوعية، كما لو كان يساعد شخصًا آخر في التعامل معه.
أعتقد جازمة أنه يتعين على الأفراد والمؤسسات أن يكونوا مستعدين للتأقلم والتكيّف مع المتغيّرات في الحياة للبقاء على قيد الازدهار والنجاح، وأن يتعاملوا مع صعوبات الحياة بروحٍ عاليةٍ لكي يستطيعوا أن يضعوا حلولًا فعالةً للمشاكل ليعودوا من جديدٍ للاندماج في الحياة بقوة والنظر إلى المستقبل بتفاؤلٍ.