المحليات
500 طالب وطالبة بالمرحلتين الإعدادية والثانوية..

تعرف عليها..برامج دعم سلوكي وتعليمي لطلاب «العوسج»

هيام السويدي لـ الراية :التحاق طلاب الأكاديمية بالجامعات.. وتهيئتهم لبيئة العمل بعد التخرج

طلاب يعانون من صعوبات التعلم.. والأكاديمية توفر البيئة الملائمة للتحصيل

تخصيص برنامج «تمكين» لرعاية الطلاب ذوي الإعاقات الذهنية

الدوحة- عبدالمجيد حمدي:

كشفت السيدة هيام ناصر السويدي، مدير المرحلتين الإعدادية والثانوية بأكاديمية العوسج التابعة لمؤسسة قطر، أن الأكاديميةَ تضم حاليًا أكثر من 500 طالب وطالبة، جميعهم من المواطنين القطريين، لافتة إلى أن الأكاديميةَ تقتصر على الطلاب الذين يعانون صعوبات التعلم أو لديهم مشاكل وتحديات صحية معينة.

وقالت السيدة هيام السويدي في تصريحات لـ الراية إن الأكاديميةَ هي الأولى من نوعها بالمنطقة التي تعنى بالطلاب الذين لديهم تحديات تعليمية، وتقوم بتوفير الدعم السلوكي المناسب للطلاب وَفقًا لاحتياجاتهم، موضحة أن الأكاديميةَ يرجع تاريخ إنشائها إلى نحو 20 عامًا.

ولفتت السيدة هيام السويدي إلى أهمية العمل على تغيير نظرة المجتمع لطلاب أكاديمية العوسج، فالبعض يراهم طلابًا غير قادرين، ولكنهم طلاب عاديون جدًا ويلتحقون بالجامعات مثل غيرهم بالضبط، ولكنهم طلاب يعانون تحديًا أو صعوبةً معينةً في فَهم مادة معينة، وليس بالضرورة أنهم طلاب يعانون إعاقات ذهنية أو جسدية بشكل أساسي.

وتابعت: من هذا المنطلق يأتي دور أكاديمية العوسج التي تعي جيدًا احتياجات وقدرات الطالب وتقوم بتوفير المادة العلمية أو الدراسية بالصورة التي تُناسب هذه الاحتياجات.

وأشارت إلى أن الطلابَ بالأكاديمية عادة ما يعانون بعض التحديات الذهنية أو الحركية أو صعوبات التعلم، وهم الغالبية العظمى من الطلاب، مشيرة إلى أن الالتحاقَ بالأكاديمية يتم من خلال التقديم الإلكتروني، بحيث يكون الطالب لديه تقرير طبي مُعتمد بنوعية الصعوبات الصحية التي يعاني منها، أو الطلاب الذين لديهم سجل تعليمي برسوب متكرر في مدارس أخرى نتيجة صعوبة التعلم بالنسبة لهم في مادة معينة أو مواد متعددة.

وأضافت: إن بعض الطلاب قد يعانون من صعوبات التعلم في مادة الرياضيات مثلًا أو الإنجليزية أو غيرها من المواد التعليمية الأخرى، وبالتالي يتم ترشيح أكاديمية العوسج كحلٍ مناسبٍ لانتساب الطالب بها وتوفير المساعدة الأكاديمية المناسبة له.

وأوضحت أن الأكاديميةَ تتبع المنهجَ الأمريكي إضافة إلى منهج وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في مواد اللغة العربية وتاريخ قطر والتربية الإسلامية، موضحة أن هناك تركيزًا على أن يكون الطالب لديه إلمام كامل باللغة الإنجليزية بطلاقة وكذلك اللغة العربية. وأضافت: إن خريجي الأكاديمية يلتحقون بالجامعات المختلفة سواء الخاصة أو الحكومية، بحيث يتم استيفاء المعايير لهم للالتحاق بالكلية التي يرغبون فيها، موضحة أن منتسبي الأكاديمية هم نوعية من الطلاب الذين يواجهون صعوبات معينة في فَهم بعض المواد، وهنا يأتي دور الأكاديمية في تهيئة المناخ والبيئة الملائمة للتغلب على هذه الصعوبات.

وتابعت: إن اليوم الدراسي يبدأ في السابعة صباحًا وينتهي 2 ظهرًا بالإضافة إلى إمكانية توفير بعض الأنشطة بعد الدراسة، يومًا واحدًا في الأسبوع، كما يتم توفير دروس تقوية لبعض الطلاب الذين يحتاجون الدعم في مواد تعليمية معينة، حيث يتم التنسيق مع الأسرة وترتيب مواعيد محددة للطالب بعد انتهاء اليوم الدراسي من خلال الكادر التعليمي بالأكاديمية.

وأشارت إلى أن الكادرَ التعليميَ يتم اختياره على أعلى مستوى وَفق معايير محددة، حيث يشترط أن يكونَ المعلم لديه شهادات في تعديل السلوك إضافة إلى التربية الخاصة، موضحة في الوقت نفسه أن هناك عددًا من المعلمين القطريين في الأكاديمية، أظهروا كفاءة في ممارسة مهنة التدريس لهذه الفئات بالأكاديمية.

قصص نجاح

ولفتت إلى أن هناك العديد من قصص النجاح التي شهدتها الأكاديمية من خلال تطور الطلاب للتغلب على التحديات التعليمية التي كانوا يواجهونها واستطاعوا التخرج بدرجات عالية والتحقوا بكليات مثل الطب والهندسة، مشيرة إلى أن الغالبية العظمي من منتسبي الأكاديمية يفضلون المجال العسكري ودراسة القانون والأعمال بالنسبة للشباب، أما الفتيات فهن يفضلن في الغالب دراسة القانون وإدارة الأعمال بالإضافة إلى التصميم في فيرجينيا كومنولث بمؤسسة قطر.

وتابعت السيدة هيام السويدي: إن منتسبي الأكاديمية ينحصرون في فئات معينة، فمنهم من يعانون طيف التوحد أو الشلل الدماغي بالإضافة إلى صعوبات التعلم في مواد دراسية معينة. وأشارت إلى أن الأكاديمية توفر برنامجًا بعنوان « تمكين» وذلك للطلاب الذين يعانون إعاقات ذهنية ولم يصلوا إلى مرحلة يمكن من خلالها إدماجهم في الصفوف التي تضم طلابًا يعانون من صعوبات التعلم، ومن ثم يتم توفير هذا البَرنامج الذي يعمل على تنمية مهاراتهم الحياتية، بحيث يمكن الاعتماد على نفسه، ولكن لا يصل لمرحلة الالتحاق بالجامعة.

وأضافت: إن الصفَ الدراسي يضم أعدادًا محدودة للغاية، بحيث لا يتجاوز العدد 10 طلاب، ولكن في بعض الصفوف التي نجد أن التحصيل بها عالٍ يمكن إضافة المزيد من الأعداد، موضحة أن هناك قائمة انتظار بالفعل للراغبين في الالتحاق بالأكاديمية التي تقوم بتوفير بيئةٍ فريدةٍ من نوعها للتعامل مع الطلاب الذين يعانون صعوبات التعليم.

وأكدت أنه يتم تصنيف الطلاب وَفق احتياجاتهم، بحيث يقوم المدرس بتقديم الشرح وَفقًا لقدرات الطلاب في الصف، وهو ما يجعل معدل التحصيل مناسبًا لقدراتهم.

وأوضحت أن الأكاديميةَ تحرص على توفير الأنشطة المتنوعة للطلاب مثل التربية الفنية والتربية الرياضية، وهي مواد اختيارية للطلاب، لافتة إلى أن هناك تعاونًا ومشاركات في المسابقات الرياضية والفنية مع الجهات التعليمية الأخرى، وكذلك مِهرجان الغُرّة للفنون والآداب الذي تنظمه مؤسسة قطر.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X