كتاب الراية

ضوء أخضر.. التخييم فرصة رائعة للاستجمام

يُعد موسم التخييم فرصةً رائعةً للاستجمام، وقضاء لحظات سعيدة مع الأهل والأصدقاء، والحياة بكل بساطة بعيدًا عن صخب المدينة، وذلك من خلال اقتناص فرصة الخروج للبر التي أصبحت عادة سنوية يُمارسها المواطنون القطريون في فصل الشتاء، وهو موسم سنوي يُعد ضربًا من ضروب العادات والتقاليد، حيث يلجأ أبناء قطر إلى نصب الخيام واستذكار حياة الأجداد الذين عاش الكثير منهم بالطريقة نفسها مع الفرق في مُتطلبات التخييم الحالية.

ولا شك أن التقيد بإجراءات السلامة يمنع حوادث التخييم، ولكي يتحققَ ذلك بالصورة المطلوبة يجب على المُخيِّم أن تكون لديه ثقافة مُجتمعية في هذا الجانب، بحيث يكون شخصًا مُطلعًا على اشتراطات السلامة في الدفاع المدني، وأيضًا اشتراطات السلامة في المرور واشتراطات السلامة في البيئة، باعتبار أن جميع هذه الجهات تُقدّم اشتراطات في موسم التخييم وتقوم بزياراتٍ مَيدانيةٍ وجهودٍ توعويةٍ في هذا الجانب، بالإضافة إلى الرسائل التي تبثها في مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في إطار الحفاظ على أرواح ومُمتلكات الأشخاص المُخيّمين.

ومن هذا المُنطلق ندعو جميع المُخيّمين وروّاد البر إلى أهمية المُحافظة على البيئة، والعمل على صون مواردها الطبيعية، من خلال الالتزام بشروط وضوابط موسم التخييم للعام الجديد 2024 /2025، التي تضم التقيد بمجموعةٍ من الإجراءات، وذلك بما يضمن نجاح موسم التخييم الشَتَوي والمُحافظة على البيئة، دون أي تأثير سلبي على الثروة النباتية والحيوانية لبيئتنا المحليّة.

وهناك شروط عامة لعملية التخييم تمَّ وضعُها للمُحافظة على جميع أنواع التنوع بالبيئة القطرية من نباتات وحيوانات وأشجار، ولا شك أن مُتابعة وزارة البيئة لتلك الاشتراطات ليس بغرض توقيع العقوبات على المُخالفين، ولكن للمُساهمة في الإرشاد والمُساعدة على اتباع التعليمات، لذا فمن الضروري التزام المُخيّمين بتلك الشروط، وذلك بما يُحقق موسمًا مُستدامًا يستمتع فيه جميع المُخيّمين بالبيئة والطبيعة دون أن يكون هناك أي آثار سلبية على بيئتنا القطرية.

ونأمل أن يكونَ موسم التخييم الشَتوي موسمًا بلا حوادث، وذلك من خلال تشديد الرقابة على إجراءات الأمن والسلامة بالمُخيّمات الشَتوية، فضلًا عن تكثيف الحملات التوعويّة لرفع مُستوى الوعي لدى الجميع خاصة الشباب، بأهمية الالتزام باشتراطات الأمن والسلامة أثناء التخييم، واتباع تعليمات الجهات المعنية لتجنّب وقوع الحوادث والحرائق.

ويلاحظ الراصد لمجريات الأمور أن المواطنين القطريين ظلوا مُرتبطين بالصحراء رغم الطفرة الاقتصادية والعمرانية التي طالت كل مناحي حياتهم، فيأخذهم الحنين إلى مرابع الطفولة والصبا ومنازل الآباء والأجداد، حيث متعة الاسترخاء والذكريات، وفي أجواء التخييم، تنبعث رائحة الأرض الطيبة حاملة الراحة للقلوب، والدفء للأرواح المُتعطشة إلى سحر البادية بسكونها وهدوئها.

والله ولي التوفيق،،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X