بشكل مباشر تؤثر رؤية الرئيس الأمريكي المنتخب في كل دورة انتخابية على شكل الخريطة الاقتصادية العالمية، وعلى كل المستويات، ويشمل كل دول العالم، من أسهم الشركات وحركة القطاعات وصولًا إلى أسعار السلع الاستهلاكية اليومية في كل دول العالم تقريبًا، أما عن كيف يتم ذلك، فهذا أمر يرقبه كبار التجار في العالم وصغارهم، ونبدأ من الأهم إلى الأقل تاثيرًا، أول ما سيبدأ به الرئيس الجديد للولايات المتحدة هو رفع التعرفة الجمركية وسياسات منع الإغراق تجاه البضائع الصينية، وهذا سيؤدي بطبيعة الحال إلى رفع تكلفة الاستيراد بالنسبة للتاجر الأمريكي، وإبطاء حركة التجارة الصينية، لأن الولايات المتحدة من أهم وأكبر أسواق الصين، وبالتالي ومع زيادة الأسعار سيزداد التضخم، وهو نقص القدرة الشرائية للعملة محليًا (التضخم السعري)، وبالتالي سيضطر البنك الفيدرالي الأمريكي، لمواجهة التضخم، إلى رفع أسعار الفائدة، لتقليل عرض النقد. ونعلم جميعًا أنه وخلال أقل من ثماني ساعات تجبر معظم بنوك العالم على رفع أسعار الفائدة بنفس المقدار، بما يؤدّي إلى تراجع حجم عرض النقد في الأسواق المحلية (M1)، طبعًا لأن الأثر التضخمي سيصل كل دول العالم تراتبيًا نسبيًا وعلى فترات زمنية متلاحقة، لينعكس مباشرة على حالة الركود المؤقت المرشح للكساد تحت متطلبات أخرى، هذا أول تأثير، أما النقطة الأخرى فهي احتمالات فرض عقوبات اقتصادية على بعض الدول، وبالتالي تعطيل الاقتصاد الدولي، وهذه من أهم سياسات حكومة الولايات المتحدة تجاه خلافاتها السياسية والاقتصادية حول العالم. وبالإشارة إلى حوار مع أحد منظري السياسات الأمريكية حول اختلاف هذه الحِقبة الزمنية تحديدًا عن غيرها، والوضع الأمني العالمي وانخراط الولايات المتحدة بعدة نزاعات عسكرية عالميًا، ومدى ضرورة ذلك لدعم السيطرة الأمريكية السياسية والعسكرية وأثرها على النفوذ الاقتصادي، يرى أنه من الممكن استيعاب الموقف العالمي على الوضع الراهن، وأن المصالح التي تمَّ تحقيقها يمكن أن تكون كافيةً نسبيًا بالمقارنة مع تكلفة استمرارها، وبالتالي قد تنتهي الجولة الحالية من الصراع ابتداءً من أوكرانيا ووصولًا إلى الشرق الأوسط، ومرورًا بتايوان، بتسويات سياسية ومصالح اقتصادية. ونقرأ بالسياق العام للصورة الشمولية لقيادة الدولة العميقة في الولايات المتحدة أن ما يجري يأتي في التنفيذ الاستراتيجي لإبقاء العالم في حالة تقلبات على كل المستويات لخدمة الأهداف ما بعد الاستراتيجية لمستقبل البشرية على الأرض، قد يبدو هذا الطرح مبالغًا فيه، ولكن قد نشر في عدة مِنصات أو كتابات أو تصريحات، بشكل مباشر وغير مباشر أحيانًا.

 

[email protected]