دراجيات.. جوارديولا وأنشيلوتي نحو نفس المصير!
على مَقربةٍ من نهايةِ عقدِهما المقرر شهر يونيو 2025، يبدو أنَّ موعد رحيل بيب جوارديولا عن السيتي، وكارلو أنشيلوتي عن الريال يقتربُ بعد تراجع المردود والنتائج على مستوى السيتي والريال، ولم تعد الألقاب التي تحصلا عليها تشفع لهما للاستمرار مع ناديَين لا يمكنهما تقبُّل التراجع، خاصةً مع بداية الموسم، رغم ما يتوفران عليه من إمكانات ومقوّمات، لكن الضغوطَ الإعلامية والجماهيرية تفعلُ فعلتها في مثل هذه الظروف، خاصة عندما يتعلق الأمر بفريقَين بحجم الريال، والسيتي، ومدربَين يحملان اسم جوارديولا وأنشيلوتي اللذين سينتهي عقدُهما نهاية الموسم، وقد ينتهي مشوارُهما مع فريقَيهما، إذا استمرَّ الحال على ما هو عليه.
لأوَّل مرة في مشواره التدريبي تلقى بيب جوارديولا أربعَ خسائر متتالية في جميع المُسابقات منذ تلقيه هزيمةً أمام بورنموث في الدوري، ثم توتنهام في كأس الرابطة، وسبورتينغ لشبونة في دوري الأبطال، قبل أن يتلقَّى خسارة رابعة ضد برايتون، كانت الثانية على التوالي في الدوري بعد أن تلقَّى 13 هدفًا في 11 مباراةً لأول مرة منذ موسم 2009/2010، وهو الأمر الذي ضاعفَ من حجم الضغوطِ على المدرّب والإدارة في نفس الوقت، رغم رغبة كل طرف في تجديد عقد التعاون بينهما لموسمَين آخرين على الأقلّ.
صحيح أنَّ كثرة المُباريات والإصابات المتكررة فعلت فعلتها مع السيتي، لكن عندما تتلقَّى 4 هزائم متتالية في جميع المُسابقات لأول مرة منذ 18 عامًا، وتخسر بالأربعة في دوري الأبطال، وتخرج مبكرًا من مُسابقة كأس الرابطة، ويصبح الفارقُ بينك وبين الرائد ليفربول خمسَ نقاط بعد إحدى عشرة جولة، يصبح الأمر مقلقًا، ويحمل مؤشرات اقتراب نهاية حقبة دامت ثماني سنوات قضاها جوارديولا على رأس السيتي، الذي يبدو أنه صار بحاجة إلى نَفَس جديد في منظومة اللعب التي أصبحت عاجزة عن الاستمرار في هيمنتها على المُنافسين.
من جهتِه، يعيش كارلو أنشيلوتي نفس الظروف، رغم فوزه بالأربعة على أوساسونا في آخر جولة، ما دفع ببعض الأصوات للمطالبة برحيله بعد أن عجز عن توظيف نجومه بالشكل اللازم منذ انضمام مبابي إلى التشكيلة المدريدية، لكن إصابات الحارس تيبو كورتوا ديفيد ألابا، كارفاخال، وأخيرًا المدافع ميليتاو، والمهاجم رودريغو، وتراجع مردود جود بيلينجهام ومبابي، كلها معطيات عقدت من مأمورية المدرب والفريق الذي لم يعد مُخيفًا كما كان، ولا مقنعًا في أدائه ما أعاد إلى الواجهة فكرة انتهاء عهد أنشيلوتي مع الفريق الذي لم يعد قادرًا فيه على توظيف كل الفرديات في خدمة المجموعة. عندما تخسر في مدريد بالأربعة أمام البارشا وتخسر على ميدانك بالثلاثة أمام الميلان في دوري الأبطال، ويكون مردودك تعيسًا رغم كل النجوم الذين يتوفر عليهم الفريق، فإن الأمر يصبح مزعجًا، ويتحوّل المدرب إلى مسؤولٍ مباشرٍ يجب رحيلُه مثلما حدث في المرة الأولى التي خلفه فيها زيدان، الذي صار مجددًا الأقرب لخلافته في ظل ضغوطٍ كبيرة تتعرض لها الإدارة ويعيشها المدرب الذي تم تحميله مسؤولية المردود التعيس لكيليان مبابي الذي يبقى لغزًا إلى الآن ينعكس سلبًا على المجموعة كلها. يصعبُ رحيل جوارديولا عن السيتي قبل نهاية عقده الصيف المقبل، لكن إذا استمر التراجع فسيرحل نهاية الموسم لا محالة، أما أنشيلوتي فإنه سيرحل دون أدنى شك عند نهاية عقده شهر يونيو المقبل، وربما قبل ذلك إذا استمر التراجع، ووجد فلورنتينو بيريز البديل.