همسة ود.. مدينة اللبان.. سحر وجمال
موجودة أنا وإحدى ابنتيَّ الآن في سلطنة عُمان التي تتغيرُ من التقاليد إلى الحداثة، لكنها تحتفظ بهويتها دائمًا، وتشتهر عُمان بالترحاب بالضيوف، فقد عُرف الشعب العماني خليجيًا وعربيًا بالكرم والسخاء وحسن الضيافة، ولا يختلف اثنان على طيبة الشعب العُماني، ولا ينكر أحد جمالية وسحر «أرض الخنجر».
وتستقبلُ سلطنة عمان كل عام ملايين الزوار للاستمتاع بتنوع جمالها الطبيعي، فهي تضم سلاسل جبلية شاهقة تعدُّ من أعلى القمم الجبلية في الجزيرة العربية، وبها مئات الوديان والواحات والصحارى والكثبان الرملية، وهذه مزايا جغرافية استثنائية، فالجبال الراسيات، وشجر النخيل والهضاب والتلال، والشواطئ الرملية والشلالات الصخرية ومجرى سيول الأودية، تمنح سلطنة عمان لوحة فنية من التنوع وعبق التراث والتاريخ فظباء المها العربية التي كادت تنقرضُ وكثير من الغزلان النادرة تعيش بكثرة في سلطنة عُمان، وتبذل الدولة جهودًا كبيرة للمحافظة عليها، وتعيش أغلبها في جنوب مسقط وتشكل السلطنة فرقًا لحمايتها من هواة الصيد البري،
وتحتوي بساتينها على نظام الأفلاج الجميلة، وتضم جبالها كهوفًا قديمة جدًا، كل هذه المناظر الخلابة والأجواء الساحرة تستقطب الزائرين في كل أوقات السنة، كما أن سلطنة عُمان هي أول نقطة تشرق عليها الشمس في الوطن العربي فجبل الشمس الذي يعتبر الأكثر ارتفاعًا، أول ما تشرق عليه الشمس وآخر ما تغيب عنه في الدولة، ويتميز باعتدال، درجة الحرارة في الصيف بحيث لا
تتجاوز 25 مئوية، وقد عمل السلطان قابوس (رحمه الله) على إنشاء معالم وطنية تعكس روح وثقافة السلطنة، فقام ببناء المسجد الأكبر في الدولة، الذي يحمل اسمه، ويعتبر هذا الصرح المعماري من أجمل المعالم في السلطنة، وتلقى الطرق والمنشآت الصحية والمؤسسات المالية اهتمامًا واسعًا، لذلك أصبحت السلطنة دولة رفاه.
صنفت عاصمتها مرات عديدة من أنظف مدن العالم، كما تزخر عمان بمخزون من أشجار النخيل يقدر عدده بالملايين، وتصدر تمره للكثير من الدول في العالم وتشتهر السلطنة بشجر اللبان، وينقسم اللبانُ إلى أنواع متعددة، ويعد اللبان الأبيض أفضلها، وقد اشتهرت صلالة قديمًا بتجارة مشتقات ذلك الشجر حتى أطلق عليها اسم «مدينة اللبان».