«ويش» .. منصة لتطوير الرعاية الصحية
تبادل الأفكار والمقترحات ووضع أطروحات واستراتيجيات جديدة
الشيخ د. محمد بن حمد آل ثاني: طموحنا أن تكون جاهزيتنا دائمًا حاضرة
الأمراض غير المعدية تتسبب في 75% من الوفيات حول العالم
كريستو: وفاة أكثر من ألف مقدم رعاية صحية خلال الحرب على غزة
الدوحة- عبدالمجيد حمدي:
أكَّدَ عددٌ من المسؤولين والمُشاركين في مؤتمر «ويش»، أهميةَ المؤتمر في تبادل الأفكار والخبرات ووضع أطروحات واستراتيجيات جديدة؛ لتطوير الرعاية الصحية على مُستوى العالم، موضحين أن المؤتمر يأتي في ظل الكثير من الأزمات التي تتطلب إيجاد حلول وتخفيف الوطأة على الجميع. وأشاروا في تصريحات صحفية إلى أهمية الجاهزية لمُواجهة أي تحديات صحية، والتركيز على هشاشة الأنظمة الصحية، والتركيز أيضًا على التطور الرقْمي، وكيفية استعمال الذكاء الاصطناعي بأفضل طريقة.
وقالَ الشَّيخُ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة برامج الوقاية من الأمراض غير الانتقالية بوزارة الصحة العامة: إنَّ مؤتمر ويش لهذا العام يهتم بالصحة من منظور إنساني، وتأثير الصراعات والمساواة والمرونة، وأن المؤتمر يأتي في ظل الكثير من الأزمات التي تتطلب إيجاد حلول وتخفيف الوطأة على الجميع. وأضافَ: إن طموحنا أن تكون جاهزيتنا دائمًا حاضرة، وتركيزنا الأكبر سيكون على الأمراض غير المعدية، والتي تتسبَّبُ في 75 % إلى 80 % من إجمالي الوَفَيات في العالم، وهذه الأمراضُ هي: القلب، والسرطان، والسكري، إضافةً إلى التركيز على الصحة النفسية، وما يرتبط بها من وصمة. وأضافَ: إنَّه في قطر، نركز على محاربة السمنة لدى الأطفال، فيجب أن تقل السمنة بين الأطفال، ليتمتعوا بصحة أفضل في المُستقبل، كما أشارَ إلى التركيز على هشاشة الأنظمة الصحية، ودعم التمريض، نظرًا إلى الحاجة إلى كوادره في كل نظام صحي، لافتًا إلى تقديم الكثير من الأوراق خلال المؤتمر، وأن من بينها ما سيلهم العالم، لتقديم الأفضل في المُستقبل.
وأكَّدَ أن رؤية قطر في 2030، هي التركيز على التطور الرقْمي، وكيفية استعمال الذكاء الاصطناعي بأفضل طريقة، مُشيرًا إلى أن الكثير من الأفكار تقدم اليوم في الذكاء الاصطناعي، ويجب «فلترتُها»، وأن قطر تعمل على «فلترتها»، لاختيار الأفضل من بينها للأنظمة الصحية، لتقديم فاعلية لم تحدث من قبلُ.
الذكاء الاصطناعي
وقالَ عبدالله المهندي، مدير منتديات في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش»: إنَّ المؤتمر هو واحدٌ من مبادرات مؤسسة قطر، وهي مبادرة عالميَّة، تهدفُ لجمْع الخبراء وقادة الصحة العالمية وأصحاب القرار، للتحدث وإطلاق بعض القرارات الاستراتيجية الصحية المتعلقة بالسياسات الصحية، وأهم المواضيع الكبرى المتعلقة بالصحة، من خلال الابتكار والتعاون الدولي.
وأشارَ إلى تعاون «ويش» مع منظمة الصحة العالمية، بإطلاق بعض المشاريع والتقارير المتعلقة بمرض السل لدى اللاجئين والمهاجرين، موضحًا أن الموضوع الرئيس للمؤتمر هو حماية الصحة في مناطق النزاعات، خاصةً أنَّ العالم يمرُّ بالكثير من الأحداث، من بينها في غزة ولبنان والسودان واليمن، وغيرها من الأماكن في العالم، إضافةً إلى موضوع الرعاية التلطيفية، وغيرها من الموضوعات، كالمشاركات المجتمعية في الرعاية الصحية، ومكافحة السمنة لدى الأطفال وسرطانات النساء في شرق المتوسط. ولفت إلى أن المؤتمر يتطرّقُ أيضًا إلى الابتكار في الرعاية الصحية، والذكاء الاصطناعي واستخدامه في الرعاية الصحية، وأخلاقيات هذه التقنيات، إضافة إلى موضوع مقاومة الميكروبات، وأن اختيار الموضوعات تم بالتعاون مع شركاء دوليين وجامعات. ونوَّه إلى أنَّ عدد المسجلين بلغ نحو 4000 مسجل في هذه النسخة من «ويش»، ما يثري الجلسات والحوارات والمعارض، وأن هناك مكتبة تضم تقارير ويش، وكذلك الموقع الإلكتروني للمؤتمر، الذي يضم مختلف التقارير، لافتًا إلى أن عدد المتحدثين يصل إلى أكثر من 200 متحدث من مبتكرين وقادة وباحثين يتناولون عدة جوانب من «ويش».
وقالت الجوهرة المانع – القائم بالأعمال للشراكات في ويش: إن ما يميزُ النسخةَ السابعةَ من المؤتمر، أنها تمت بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، وأنَّ هذه الشراكة الأولى من نوعها مع المُنظمة، وتمَّ العمل معهم على أبحاث علمية قائمة على الأدلة. وأضافت: لدينا 6 موضوعات تم العمل عليها مع منظمة الصحة العالمية، وأطلقناها الأسبوع الماضي في الموقع الرسمي لمؤتمر «ويش»، وتمثل النقاشات على مدار يومي المؤتمر، كما أن لدينا مسابقة الابتكار، التي أطلقناها في شهر فبراير الماضي، وهي مسابقة عالمية بها فئتان، للشباب من عمر 30 عامًا وأقل، وللمبتكرين ممن لديهم ابتكار قائم في السوق، ولدينا أكثر من 200 مشاركة اخترنا منها العشر الفضلى للمشاركة في المؤتمر وعرض مشاريعها.
وتابعت المانع: إنه تم إطلاق مسابقة «مبتكرو الغد»، وهي مسابقة محلية للمدارس الثانوية الحكومية والخاصة في قطر، وشاركت قرابة 100 مدرسة في المسابقة، وتم اختيار أفضل 10 مشاريع لتشاركَ في المؤتمر وعرضها، وسيتم تكريمها في اليوم الختامي للمؤتمر.
إحصائيات
وتحدَّثَ الدكتور كريستوس كريستو رئيس منظمة «أطباء بلا حدود»، عن التحديات التي يواجهها العاملون في القطاع الصحي في مناطق النزاع، مُشيرًا إلى وفاة 8 من موظفي المنظمة وأكثر من ألف مقدم رعاية صحية خلال الحرب على غزة، وأن أقل من نصف المستشفيات هناك تعمل جزئيًا في ظل غياب شبه تام لأدوات التخدير والحقن والأدوية والمضادات ومختلف الأدوات الإسعافية، بما يؤكد أنه لا مكانَ آمنًا في القطاع، وأن الجميع مستهدف.
وأعربَ عن قلقه من تعمُّد استهداف الطواقم الطبية، وفقدان أعداد كبيرة منهم أثناء القصف، وهي ظاهرة أصبحت «مؤخرًا» قاعدةً جديدةً، يجب العمل على إنهائها بحماية هؤلاء الموظفين من خلال تفعيل القوانين الدولية والإنسانية وقواعد الاشتباك، داعيًا إلى تضامن الجميع لتحقيق هذا الهدف، خاصة أن استهداف مقدمي الرعاية الصحية، يؤثر بشكل كبير على حياة الناس.
ولفتَ كريستوس كريستو أيضًا إلى أن المنظمة تضم أكثر من 16 ألف موظف صحي يحتاجون إلى ضمان تأمينهم، وتسهيل وصولهم إلى المصابين من قبل جميع الأطراف، خاصة أنهم يوفرون العلاج للجميع دون تمييز، منبهًا إلى أن ما يحدث في قطاع غزة يفوق الخيال، فالمستلزمات الأساسية معدومة، والوضع يتفاقم يومًا بعد الآخر، وهناك أهوال حدثت وتحدث، حيث تعمل المنظمة على قدر استطاعتها على الأخذ بأيدي الناس، خاصة أنها تمثل الأمل الأخير أمامهم.
وأشارَ رئيسُ منظمة «أطباء بلا حدود»، في حديثه، إلى أنه رغم قتامة الوضع في قطاع غزة، فإنه يجب التحلي بالأمل، ومواصلة رفع أصوات المستضعفين، ونقل شهادات المُصابين، واحترام المبادئ الإنسانية، والعمل باستقلالية، وتقديم الخدمات بلا تمييز، موجهًا رسالة إلى المجتمع الدولي؛ مفادها أنه في ظل التحديات الآنية والمستقبلية، يجب الدفاع عن الأطر والقوانين والتمسك بالمبادئ والقيم الإنسانية والعمل الجماعي، والحفاظ على التماسك والشراكات؛ لتقديم المساعدات المطلوبة.