رؤى علمية.. التعاون متعدد الأطراف والتكنولوجيا.. مفتاح التنمية المستدامة في الخليج
غصون عبدالعزيز العبيدلي
تحقيق التنمية المستدامة يتطلب تعاونًا مشتركًا بين مجموعةٍ من الأطراف المختلفة التي تشمل الحكومة، وقطاع الأعمال، ومنظمات المجتمع المدني. هذه الجهات تمثل عددًا من الأطراف الفاعلة التي يجب عليها أن تتعاونَ معًا للوفاء بالمسؤولية الاجتماعية للتنمية المستدامة. وفي هذا السياق، يشير الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة إلى أهمية الشراكات المتعددة الأطراف، والتعاون الدولي والمحلي على حد سواء لضمان تنفيذ الأجندة الخاصة بالتنمية المستدامة بفاعلية.
وَفقًا لتقرير التنمية المستدامة لعام 2023، تأتي دول مجلس التعاون الخليجي في مراتب مختلفة فيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة. تأتي البحرين في المرتبة 111 برصيد 63.74 نقطة، تليها الكويت في المرتبة 108 برصيد 64.43 نقطة، ثم عمان في المرتبة 90 برصيد 68.59 نقطة، وقطر في المرتبة 100 برصيد 66.24 نقطة، والسعودية في المرتبة 94 برصيد 67.69 نقطة، وأخيرًا الإمارات العربية المتحدة التي تتصدر دول الخليج في المرتبة 79 برصيد 69.71 نقطة. تتقدّم الإمارات العربية المُتحدة على مستوى التنمية المستدامة داخل دول مجلس التعاون الخليجي لسببين رئيسيين: الأول هو التوافق بين التقدم المحرز في أهداف التنمية المستدامة مع الأهداف المحددة لعام 2030، والثاني هو تأسيس اللجنة الوطنية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة في عام 2017، ما يعزز التزام الدولة بالتنمية المستدامة ويدعم تنفيذ السياسات المتصلة بها.
كما يظهر مؤشر أهداف التنمية المستدامة الشهير، الذي يقيّم مدى نجاح الدول فيما يتعلق بأجندة الأمم المتحدة 2030، أن الدول العربية، خصوصًا تلك التي تمتعت باستقرارٍ نسبي في العَقد الأخير، قد حققت تقدمًا ملحوظًا في مجال التنمية المستدامة. حيث تتراوح درجات المملكة العربية السعودية، والأردن، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، وعمان بين 62 و71 نقطة، ما يعكس مستوى مرتفعًا من التنمية المستدامة.
وفي سياق التطور التكنولوجي، يمثل استخدام تقنية البلوكشين (blockchain technology) حِقبةً جديدةً من الفرص والتحديات التي تتطلب تغييرات وتعاونًا لتحقيق التوازن. يستفيد المستهلكون والقطاع المالي والاقتصاد ككل من هذا التعاون بين البنوك وشركات التكنولوجيا والهيئات التنظيمية، بل وحتى العملاء أنفسهم، لتعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.
في نهاية المطاف، يتطلب النجاح في تحقيق التنمية المستدامة تعاونًا مُتعدد الأطراف على المستويات المحلية والدولية، بالإضافة إلى الابتكار التكنولوجي والسياسات الحكوميّة الفعّالة.