التخييم .. ملتقى للأصدقاء وواحة للتراث
تعليم الأبناء آداب المجالس وكيفية استقبال الضيوف
البعد عن ضجيج المدنية يغير من مزاج الإنسان ونفسيته
كتب: محروس رسلان
أكد عدد من الموطنين أن موسم التخييم فرصة للعودة إلى حياة الآباء والأجداد وتعليم الجيل الجديد العادات والتقاليد وطبيعة الحياة التي عاشها أجدادنا وسط أجواء تراثية بعيدة عن صخب الحياة اليومية والتكنولوجيا التي غزت كافة مفاصل حياتنا. وقال مواطنون لـ الراية خلال جولة بالمخيمات الشتوية بمنطقة الخرارة إن التخييم وناسة نستأنس فيه بالأصدقاء وجلسات السمر وشبة الضوء وسوالف الرجال وعلوم الأولين وقصائد الشعر، فضلًا عن ممارسة هواية القنص.
في البداية .. قال هزاع فرج الدوسري إن الكثيرين من المواطنين ينتظرون موسم التخييم كل عام وهم في شوق لخوض تجربة جديدة للحياة في البر على سيرة ونهج آبائنا وأجدادنا الأولين فالتخييم وناسة نستأنس فيه بالأصدقاء وجلسات السمر وشبة الضوء ولسوالف الرجال وعلوم الرجال وقصائد الشعر وهواية القنص.
كما أنه مدرسة لتعليم الأبناء أسلوب وحياة الرجال وعلومهم وطرق شبة الضوء وعمل القهوة واستقبال الضيف، وتزويدهم بالمهارات الحياتية اللازمة وآداب المجلس والعزيمة وكيفية استضافة الرجال.
من جانبه أكد ناصر محمد العلوي أن وزارة البيئة والتغير المناخي أجرت تحسينات ملحوظة في الخدمات المقدمة للمخيمين ومنها إعفاء المتقاعدين من الرسوم والاكتفاء بالتأمين من أجل حث المخيمين على الحفاظ على البيئة.
وقال: نخيم في منطقة الخرارة للمرة الثالثة على التوالي في نفس الموقع، وقد أحببنا هذا المكان لأنه هادئ ولا يوجد أي إزعاج، لافتًا إلى أن تجربة التخييم ممتازة في ظل تلك الأجواء الجميلة التي نعيشها في قطر.
وأضاف: في الشتاء يحب أهل قطر من قديم الزمان الخروج إلى البر والاستمتاع بالطبيعة، مبينًا أن المخيم يخرج الفرد من نمط الحياة التقليدي اليومي مما يغير من مزاجه ويحسن من نفسيته.
وتابع: نجلس في مجالسنا بالبيوت في الصيف ولكن في الشتاء يكون الجو باردًا وتحلو جمعة الأصدقاء في المخيمات حيث جلسات السمر والسوالف الطيبة وقطوف الحكمة.
وأوضح أن عملية التخييم هذا العام مميزة جدًا ولا ينقصها إلا توفير عمال أو سيارات نظافة تمر على العنن لنقل المخلفات إلى أماكن إعادة تدويرها، أو على الأقل توفير حاويات قمامة بالقرب من المخيمات بحيث يمكن للمخيمين رمي المخلفات بها..
بدوره أكد أمان العرفج أن الخدمات التي تقدمها وزارة البيئة والتغير المناخي للمخيمين محل ثناء وتقدير كثير من المواطنين، لافتًا إلى أن خدمات التخييم هذا العام أفضل مما كانت عليه من قبل.
وقال: تجربة التخييم تجربة مميزة تنأى بالإنسان عن المدن وعن الضجيج وتجعله ينفك عن الحياة الروتينية الصاخبة قليلًا ليجلس في خلوته بالبر ويأنس بالجلوس مع الأصدقاء ويستذكر حياة الآباء والأجداد وعاداته وتقاليده وتراثه.
وأضاف: التخييم تجربة جميلة في تغيير الأجواء بما يريح النفس ويفيد الإنسان وفيه متنفس للإنسان وفيه مجال لممارسة الهوايات المحببة إلى النفس.
وأكد أن التخييم عادة جميلة وكان آباؤنا يذهبون إلى البر وينصبون خيامهم ويستمتعون بالحياة في البر بعيدًا عن البيوت، ونحن الآن في ظل هذا التطور بدأنا نعيش نفس الأجواء ولكن مع بعض الاختلاف حيث حولنا الخيم إلى كبائن مجهزة، وأشار إلى أن التخييم مع كونه جزءًا من ثقافتنا وتراثنا إلا أننا نهتم بأن يكون فيه حداثة من حيث الأدوات كوجود مكيف مثلًا وتلفزيون وغير ذلك من الأغراض والمستلزمات.
وشدد على أن التخييم يربط النشء بالتراث وعادات وتقاليد الآباء والأجداد ويعزز لديهم قوة الاعتماد على الذات واستشعار الهوية.
من جهته أكد محمد عيد النعيمي أنه يحرص دائمًا على خوض غمار تجربة التخييم والتي يحبها كثيرًا.
وقال: منذ الصغر وأنا أخيم مع الوالد ونحن في قطر لدينا بر وصحراء ونحن كلنا كأهل قطر نحب التخييم والانتقال إلى البر في الشتاء والاحتكاك بالطبيعة البرية عن كثب والتفاعل معها.
وأضاف: نحب البر في الشتاء ونحب الصيد والقنص خلال موسم التخييم وهذه عاداتنا التي ورثناها عن الآباء والأجداد من قديم الزمن.
وأوضح أن التخييم يطلعنا على طبيعة حياة الأجداد في الماضي ويجعلنا نتعلم عاداتهم ووسائلهم في الحياة، فضلًا عن تمكيننا من اكتساب مهاراتهم عبر الزمن من جيل إلى جيل.
وقال: لابد أن نحافظ على تراثنا القديم الذي يشكل هويتنا ويرسم صورتنا كشعب قطري بين الأمم، لافتا إلى أنه يحب موسم التخييم لكون هذا الموسم فرصة مهمة جدًا لتربية النشء على عادات وتقاليد الأولين.