من يعشقُ اللغةَ العربيةَ وبلاغتَها..
ويعشقُ السردَ القَصصيَّ وجمالَه..
وكانت الأخبارُ همَّه فلا تكفيه مواجزُها.
يعرفُ من هو فوزي بُشرى..
سيد التقارير الإبداعية والقصص التلفزيونية الرائعة بمفرداته الجزلة.. وسرده البليغ.
إنَّ المُبدعَ فوزي بُشرى الذي عمِل في الجزيرة عشرين عامًا استطاع من خلالها أن يُؤسسَ نهجًا اقترن باسمه وعرف به.. وعنه.
أسس بذلك مدرسته التي يُدرب على طريقتها طلابَ الإعلام ومُريديه..وأنا منهُم، فهي مدرسة متفرِّدة ومُغرية لهم ليحذوا حذوَه.
فحينما يصادفُك تقريرٌ صاغهُ هذا المبدعُ يأخذك في جولة مُمتعة بين الخبر الصادق والمُفردات المُضمَّخة بالتعبير القوي العميق، فيتجاوز المكانَ وأسْرَ الزمان، الذي وضعَ الدقائق قيدًا من قيود التقرير الإخباري.
إلا أن الإبداعَ لايخضعُ لقيد أو شرطٍ، فهو طائرٌ بريٌ اتخذ من الفضاء عرشًا له.
وقلة من البشر من اتخذ لذلك العرش سبيلًا، لهذا نصِفُهُم بالمبدعين، الذين يحقُ لهم التقديرُ في كل وقت وحين.
ولأن الإبداعَ لا يخضعُ لقيدٍ؛ تحدَّى تقريرُ فوزي بُشرى دائمًا قيدَ الدقائق الإخبارية. فأبدع في تقاريرَ تلفزيونية تجاوزت ٥-٧ دقائق، جعلت الجزيرة تُعيد ترتيبَ أوراق نشراتها لتذيع تلك التقاريرَ الإبداعية التي تضيفُ إلى النشرات.. لا عليها.
بينما مدة التقرير المتعارف عليها هي 1-3 دقائق لا أكثر.
لذا أجزِم بأن كلَّ قارئٍ لهذا المَقال مرَّ في خاطره الآن أحد التقارير التي ذاع صيتُها وانتشرت في وسائل التواصل انتشارَ النارِ في الهشيم، مع فارق التشبيه بين التعبير والتدمير.
لأنها في رأيي تتَّسمُ بحلاوةِ المفردة وطلاوةِ السبك، فتستمتعُ بسماعها أولًا ثم تتفكر فيما حوته من معانٍ وأخبار.
تحيةً وتقديرًا لأستاذنا فوزي بُشرى، ولكل من عشق عمله فأبدع فيه، حتى صار علمًا على رأسه نارٌ.