مهرجان كتارا الرابع عشر للمحامل التقليدية.. احتفالية تراثية بحرية تجمع دول العالم

الدوحة – قنا:

يشهد مهرجان كتارا الرابع عشر للمحامل التقليدية هذا العام مشاركة واسعة من عدة دول حول العالم، ويستمر في تقديم فعالياته على الواجهة الجنوبية لكتارا إلى السابع من الشهر الجاري.
وتتميز الأجنحة الخاصة بكل دولة بتنوعها وإبرازها للثقافات البحرية التقليدية، حيث يشارك في نسخة هذا العام من المهرجان 10 دول هي: السعودية، الكويت، سلطنة عمان، الإمارات، البحرين، فلسطين، العراق، إيران، الهند، تنزانيا، بالإضافة إلى قطر.
ويكتسي الجناح التنزاني طابعا خاصا، حيث يعرض مجموعة من المنتجات التي استخدمها الصيادون في سواحل شرق إفريقيا، بالإضافة إلى شرح تفصيلي عن تقنيات بناء القوارب باستخدام الأخشاب المحلية. أما جناح الهند، فيقدم مجموعة مختلفة من المنتجات التقليدية بالإضافة إلى معلومات حول صناعة المحامل التقليدية التي يستخدمها الصيادون في مناطق مختلفة من الهند، فيما يركز الجناح الإيراني على الحرف اليدوية التي تدخل في تصنيع السفن بالإضافة إلى منتجات تقليدية.
إلى جانب الأجنحة، يقدم المهرجان العديد من الفعاليات الثقافية، بما في ذلك ورش عمل الأطفال حيث يتفاعل الأطفال مع الورش المتنوعة نظرا لما لها من دور مهم في تثقيفهم حول التراث البحري وإتاحة فرصة تعلم كيفية بناء المحامل التقليدية باستخدام مواد بسيطة، فضلا عن تنظيم ورش للرسم والتلوين مستوحاة من الحياة البحرية. إذ تلاقي هذه الورش إقبالا كبيرا من الأطفال الذين استمتعوا بتجربة يدوية وتعليمية في جو من المرح والإبداع.
ولا يقتصر المهرجان على الأجنحة وورش الأطفال فحسب، بل يتميز أيضا بالندوات الثقافية والفكرية التي تتناول /حياة البحر/ وأثرها في حياة الشعوب. حيث استعرض الخبراء المشاركون في الندوات خلال الأيام الماضية، دور البحر في حياة المجتمعات المختلفة، وناقشوا أهمية الحفاظ على البيئة البحرية ومواردها الطبيعية. وكانت هذه الندوات بمثابة منصة لتبادل المعرفة والأفكار بين المهتمين بالتراث البحري.
أما في جانب الفنون، فتتزين منصات المهرجان بالعروض الفلكلورية التي تعكس الموسيقى والرقصات البحرية من مختلف الدول المشاركة، حيث تعد هذه العروض بمثابة جسر ثقافي يربط بين الحضور ويعزز من فهمهم لثقافات الشعوب البحرية.
بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية والفنية، فإن المأكولات تعد جزءا من التجربة المميزة للمهرجان. حيث يتم تقديم مجموعة من الأطباق التقليدية المتنوعة، مما يضيف بعدا جديدا من التفاعل بين الزوار والبيئة الثقافية للدول المشاركة.
ومنذ افتتاحه يوم الخميس الماضي، يشهد المهرجان إقبالا جماهيريا كبيرا من مختلف الأعمار والفئات، حيث يتجول الزوار بين الأجنحة والمعروضات، ويشاركون في الأنشطة المتنوعة التي ينظمها المهرجان. وظهرت لافتة الحشود الكبيرة التي تجتمع للاستمتاع بالعروض الفلكلورية التي تقدمها الفرق الشعبية من الدول المشاركة، فضلا عن التجارب الثقافية الأخرى التي تدمج بين الفنون الشعبية والموسيقى البحرية.
ويلقي مهرجان كتارا للمحامل التقليدية الضوء، من خلال أجنحته المتنوعة، على مختلف التفاصيل التراثية والثقافية المرتبطة بالصيد والغوص، إلى جانب عروض تفاعلية لصناعة المحامل التقليدية، بالإضافة الى أركان للحرف التراثية والمأكولات البحرية المستوحاة من أطباق المطبخ القطري والخليجي.
وتحرص كتارا من خلال المهرجان على نشر الوعي الثقافي وتعزيز روح الحوار والتبادل بين الشعوب، فضلا عن كونها منصة مثالية للاحتفال بالموروثات الثقافية البحرية التي تشكل جزءا أساسيا من الهوية الوطنية القطرية.