الدوحة – قنا:
تحتفل دولة قطر، ممثلة بوزارة البلدية، باليوم العالمي للتربة الذي يوافق الخامس من ديسمبر من كل عام، وذلك تحت شعار /رعاية التربة: القياس.. والمراقبة.. والإدارة/.
ويهدف الاحتفاء بهذه المناسبة إلى تسليط الضوء على أهمية البيانات والمعلومات الدقيقة في فهم خصائص التربة، ودعم اتخاذ القرارات المستنيرة بشأن الإدارة المستدامة للتربة، بما يعزز من الأمن الغذائي.
وتأتي مشاركة دولة قطر، ممثلة بوزارة البلدية، في الاحتفاء باليوم العالمي للتربة، انطلاقا من رؤية قطر الوطنية 2030، التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة، بما في ذلك حماية البيئة والموارد الطبيعية، حيث يعد الاهتمام بالتربة جزءا أساسيا من حماية البيئة وتحقيق الاستدامة في استخدام الموارد الطبيعية، والحد من التصحر.
وقد حققت وزارة البلدية ممثلة بإدارة البحوث الزراعية إنجازات ملموسة في مجال المحافظة على التربة والأراضي في دولة قطر من التدهور، والتعرية، والتصحر، والتآكل بسبب الرياح، من خلال حماية الموارد الوراثية النباتية والحفاظ على التنوع البيولوجي، وأيضا من خلال البنك الوراثي الوطني.
وقد أكد السيد حمد ساكت الشمري مدير إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية، أن بنك البذور الوراثي القطري بات يضم 1138 مدخلا نباتيا في الوقت الحالي، تشمل العديد من النباتات البرية المحلية، مثل /الغاف/، و/السدر/، و/العوسج/، وغيرها، وأخرى خاصة بالأغذية والزراعة، مثل الطماطم والذرة والبصل وغيرها، موضحا أن الهدف من هذا البنك هو حفظ البذور التي تتلاءم مع طبيعة التربة والمناخ في دولة قطر بعد إجراء الأبحاث اللازمة عليها، وأن إدارة البحوث الزراعية تقوم بجهود كبيرة في مجال البحث العلمي والتطوير لتحسين جودة التربة وزيادة إنتاجيتها، واستخدام التقنيات المختلفة، خاصة في ظل التوجه نحو تحقيق الأمن الغذائي واستدامته.
وأشار إلى عدد من نماذج النجاح المهمة في صون التنوع البيولوجي والتربة بدولة قطر والتي تم تنفيذها بالتعاون مع وزارة البيئة والتغيير المناخي منذ عام 2015، وهي حماية أشجار الغاف القطري في روضة الغافات شمال قطر، حيث تم إجراء دراسة بحثية شاملة حول الموقع والحصول على الموافقات اللازمة لتنفيذ خطة متكاملة شملت تسوير المنطقة وتنظيفها من النباتات الضارة والغازية مثل نبات الغويف (المسكيت) وإيجاد أنسب الطرق العلمية لإنبات بذور الغاف وإعادة استزراع أشجاره، مبينا أن هذه الجهود أسفرت عن استعادة المعايير البيئية القياسية للموقع، حيث ازدادت كثافة الغطاء النباتي وتغطية التربة بالنباتات وبقايا النباتات صيفا وبشكل عام تطورت أشجار الغاف البرية وزادت إنتاجيتها السنوية من البذور التي كانت في حالة تدهور شديد قبل قرار الحماية.
وفي السياق ذاته، أبرزت السيدة عائشة دسمال الكواري من إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية، نجاح البنك الوراثي القطري منذ تأسيسه عام 2012 في دراسة وتجميع وحفظ نحو 70 بالمئة من أنواع النباتات المحلية في صورة بذور ونباتات معشبية وعينات من الحمض النووي، مشددة على أن الموارد الوراثية النباتية تعد إحدى الثروات الوطنية ذات القيمة الاستراتيجية والاقتصادية، فهي تدعم بصورة مباشرة أو غير مباشرة سبل معيشة الإنسان وضمان الاستقرار، من خلال ما توفره من أغذية وأدوية وأعلاف وألياف، وملابس وسكن وطاقة، إلى جانب دورها المهم في الحفاظ على البيئة والتربة من التدهور والانجراف.
وأوضحت أن البنك الوراثي يعتمد نظاما متطورا لإدارة وتوثيق الموارد الوراثية يتوافق مع المعايير الدولية، حيث يتم تسجيل البيانات الكاملة المتعلقة بكل نوع على قاعدة البيانات الدولية الخاصة بالبنك الوراثي لدولة قطر، والتي تم إنشاؤها عام 2015 بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية.
من جانبه، أفاد الدكتور السيد العزازي خبير التقنية الحيوية والموارد الوراثية بوزارة البلدية، بأن البنك الوراثي القطري جمع 1138 عينة تشمل أكثر من 9 ملايين بذرة محفوظة في الظروف القياسية للحفظ قصير وطويل الأجل، تمثل أكثر من 150 جنسا ونحو 200 نوع فريد، من مواقع مختلفة في دولة قطر، مع التركيز على الأنواع المحلية المهمة في منع تدهور الأراضي وتعزيز الإدارة المستدامة لها.
جدير بالذكر أن دولة قطر كانت قد نجحت في تفعيل قانون نظام إدارة الموارد الوراثية النباتية الموحد لمجلس التعاون لدول الخليج العربية المقترح من دولة قطر، والذي يهدف إلى حماية حقوق دول المجلس في نباتاتها المحلية وتنظيم آلية تبادل الموارد الوراثية بين الدول.