المحليات
مشاركة فاعلة في منتدى الدوحة 2024

الهلال الأحمر القطري يبحث الحلول لمستقبل أفضل

يوسف الخاطر: الدبلوماسية الإنسانية تعزز الاستجابة للأزمات

الميثاق العالمي للدبلوماسية الإنسانية يعالج التحديات الحالية

الدوحة- الراية:

شاركَ الهلال الأحمر القطري في النسخة الثانية والعشرين لمنتدى الدوحة الذي تستضيفه الدوحة تحت شعار «حتمية الابتكار»، لتبادل الأفكار بين صنّاع القرار في العالم. وضمَّ وفد الهلال الأحمر القطري كلًا من سعادة السيد يوسف بن علي الخاطر، وسعادة الأمين العام السيد فيصل محمد العمادي، ومستشار الرئيس السيد رمضان الموصل، وبمشاركة د. أيهم السخني رئيس قسم العَلاقات الدولية، والآنسة فاطمة عابدين أخصائي أول العَلاقات الدولية والدبلوماسية الإنسانية. ونظمَ الهلال الأحمر القطري بالتعاون مع منتدى الدوحة، جلسةً بعنوان «هل يمكن لاستراتيجية دبلوماسية إنسانية منسقة أن تُحدثَ تحولًا في الاستجابة للأزمات على مستوى العالم»، ترأسها وتحدث بها سعادة السيد يوسف بن علي الخاطر رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري.

وقالَ يوسف بن علي الخاطر رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري: إنه لمن دواعي سروري أن تتناولَ مِنصة مرموقة كمنتدى الدوحة موضوعًا بالغ الأهمية للمجتمع الإنساني العالمي وهو: دور الدبلوماسية الإنسانية المنسقة في تعزيز قدرتنا على الاستجابة الفعالة للأزمات، في الهلال الأحمر القطري، نؤمن بأن مواجهة التحديات الإنسانية المتزايدة اليوم، بَدءًا من النزاعات المسلحة والنزوح القسري وصولًا إلى الكوارث، تتطلب أكثر من مجرد تقديم المساعدات الفورية. إنها تتطلب دبلوماسية إنسانية استراتيجية، موحدة، وفعالة تُسهم في سدّ الفجوات، وتعزز التعاون، وتُبرز أصوات الفئات الأكثر ضعفًا.

وقالَ: قبل أيام شاهدت تقريرًا إخباريًا مصورًا لاستهداف عاملين في المطبخ العالمي كانوا في طريقهم لإعداد وجبات الطعام للنازحين في غزة، وشاهدت صورًا تُظهر الأواني خاوية ومخزون المواد الغذائية الأساسية شبه معدوم، في ظل حرب تجويع غير مسبوقة في عصرنا الحديث، ومن بعدها شاهدت صورًا تظهر طريقةً غيرَ آدمية لنقل المصابين وعلاجهم بأدواتٍ بُدائية ووسائل غير آمنة، بسبب منع دخول المساعدات للمتضررين في مناطق النزاع، هذا باختصار يُعطي نموذجًا متكررًا عن استهداف العاملين بمجال العمل الإنساني وعدم قدرتهم على أداء مهمتهم في إغاثة الفئات الضعيفة أو تقديم الدعم لهم بأمان، وهذه أدنى معايير القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، هذا ما دفعنا في الهلال الأحمر القطري لإطلاق مبادرتنا لتطوير « الميثاق العالمي للدبلوماسية الإنسانية»، الذي يمثل إطارًا عمليًا شاملًا لمعالجة التحديات والفرص التي تواجه الدبلوماسية الإنسانيّة.

وأكدَ أن دولة قطر استطاعت أن تلعبَ دورًا محوريًا في جهودها لدعم الوساطات والمفاوضات الإنسانية بين الأطراف المتنازعة، ودعم وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الكوارث والحروب، والتأكيد على أهمية احترام القانون الدولي الإنساني، ما سمح لنا بلعب دور رائد في دعم جهود الدبلوماسية الإنسانية على المستوى العالمي، وخاصةً في أفغانستان، وأوكرانيا، والسودان، وفلسطين. ونسعى لاستدامة هذا الدور بتطوير الميثاق العالمي للدبلوماسية الإنسانية

لماذا نحتاج إلى هذا الميثاق؟

وقالَ الخاطر: تتسم البيئة الحالية للدبلوماسية الإنسانية بالتجزئة، وضعف التنسيق، وغياب الأدوات الموحدة. ويؤثر هذا التشتت سلبًا على قدرة المجتمع الدولي على: احترام القانون الدولي الإنساني، والوصول إلى الفئات الأكثر ضعفًا والدفاع عن حقوقهم في الكرامة والحماية أثناء النزاعات، والتفاوض بشكل فعال لضمان الوصول الإنساني، وإيصال المساعدات للمحتاجين، وحماية العاملين في المجال الإنساني.

وأضافَ: يهدف الميثاق العالمي للدبلوماسية الإنسانية إلى معالجة هذه التحديات من خلال: تعزيز الفَهم المشترك حول الدبلوماسية الإنسانية وأهميتها: من خلال وضع إرشاداتٍ واضحةٍ حول أساليبها، ومبادئها، وأهدافها، وأسسها الأخلاقية والقانونية للحدّ من الغموض وتعزيز الفَهم المشترك، وتعزيز التعاون، وإنشاء آليات للشراكات الفعالة بين الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والمنظمات الدولية، وأصحاب المصلحة الآخرين لتقوية العمل الجماعي، وبناء القدرات، وتشجيع التدريب، والبحث، وتوثيق أفضل الممارسات لتزويد الفاعلين الإنسانيين بالمهارات والمعرفة اللازمة لدبلوماسيةٍ فعالةٍ.

وأكدَ أن الميثاق يمكن أن يعيد تشكيل ممارسات الدبلوماسية الإنسانية بشكل جوهري من خلال حشد الدعم العالمي للعمل الإنساني من خلال مناصرة واضحة ومتسقة، تجذب الانتباه العالمي إلى الأزمات الإنسانية والتحديات التي تواجه السكان المتضررين، وتسلط الضوءَ على القضايا الإنسانية، وتضعها على أولويات أجندات أصحاب القرار، ما يساهم من تخفيف المعاناة. ودعم الجهود لإصدار تشريعات، وقرارات دولية تساهم في تطبيق دبلوماسية إنسانية فعالة، وتعزيز الحوار، والتعاون، والتضامن بين مختلف الجهات الفاعلة بهدف حشد الدعم والتأييد للقضايا الإنسانية الملحة، وزيادة الوعي العالمي بأهمية الدبلوماسية الإنسانية. ما يساهم في بناء تحالفاتٍ استراتيجيةٍ لتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، وتطوير حلولٍ مشتركةٍ للتحديات الإنسانية العالمية، وتعزيز الثقة والتعاون بين الفاعلين الإنسانيين، وتقليل سوء الفَهم وتنسيق الجهود وتعزيز الشراكات الاستراتيجية وتشجيع الابتكار في مواجهة التحديات الإنسانية الناشئة وتطوير مبادرات نوعية، ما يعزز من تأثير الدبلوماسية الإنسانية وفاعليتها.

تنسيق أكبر

وأكدَ أن الهلال الأحمر القطري يلتزم بدعم الجهود الرامية إلى تبني الميثاق العالمي للدبلوماسية الإنسانية، وقالَ: هذه المبادرة ليست مجرد خطوة إجرائية، بل هي تحرك تحويلي نحو تحقيق تنسيق أكبر، وفاعلية أعمق في الدبلوماسية الإنسانية. ولتحقيق ذلك يمكن أن يساهم الميثاق في تخصيص يوم عالمي للدبلوماسية الإنسانية للترويج الفعال لأهميتها ودورها، ومؤتمر دولي متخصص لتطوير مبادرات فاعلة، بالإضافة إلى تأسيس مركز عالمي متخصص في الدبلوماسية الإنسانية.

كما أشارَ الخاطر إلى أنه لتحقيق هذه الرؤية، فإن الهلال الأحمر القطري يدعو إلى بناء توافق دولي واسع النطاق، وإشراك الحكومات، والمنظمات الإنسانية، والمجتمع المدني في حوارٍ لبناء دعم واسع للميثاق، الاستفادة من الأدوات الدبلوماسية المناصرة لإدراج الميثاق ضمن الأولويات العالمية على الأجندة الإنسانية، وبناء القدرات لدعم برامج التدريب ومِنصات تبادل المعرفة لتمكين العاملين الإنسانيين والدبلوماسيين من تنفيذ الميثاق بشكل فعال، وإجراء البحوث والدراسات في مجال الدبلوماسية الإنسانية، بالإضافة إلى توثيق ونشر أفضل الممارسات وتحفيز الابتكار.

طاولة مستديرة

وعلى هامش المنتدى شارك سعادة الأمين العام السيد فيصل محمد العمادي بحضور جلسة طاولة مستديرة حول الحلول المبتكرة للتحديات الصحية المشتركة في الجنوب العالمي، ناقشت العديد من المحاور على غرار الاستفادة من التكنولوجيا لتحسين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، وتعزيز التغطية الصحية الشاملة من خلال آليات تمويل مبتكرة، وتعزيز الأنظمة الصحية عن طريق بناء القدرات، والاستثمار في الاستعدادات للطوارئ الصحية، وتعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية عبر تطوير البنية التحتية والمشاركة المجتمعية وتوسيع الابتكارات في سلاسل الإمداد الدوائية.

كما شارك الوفد في اجتماعات على هامش المنتدى تضمنت لقاء عدة شخصيات هامة على غرار السيدة ليزا داوتون مديرة الشراكات والتمويل لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، والسيد جاناث شاباغين الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمدير العام لمؤسسة نداء جنيف، والمدير التنفيذي للمنتدى الإنساني العالمي السيد فراي أوزفيسيوغلو، والسيد بيير كرانبول المُدير العام للجنة الدوليّة للصليب الأحمر.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X