ضوء أخضر …. التعليم والتدريب هما الحل
لا شك أن التعليم والتدريب هما الحل؛ فإذا أردنا أن نؤسسَ فعلينا بالتعليم، وإذا أردنا أن نبنيَ فعلينا بالتدريب، وبهما معًا يكتمل صرح الكفاءات المؤهلة لسوق العمل، فننهض، أفرادًا وشعوبًا ومجتمعات، فالتعليم الجيّد والتدريب المُمنهج يُشكّلان سلاحًا فعالًا في وجه الجهل والتخلف، ويُسهمان في بناء أجيالٍ واعيةٍ، ومُبدعةٍ، وقادرةٍ على مواجهة تحديات المُستقبل.
وانطلاقًا من أهمية الحق في الحصول على تعليمٍ جيدٍ يبني العقول وتدريبٍ مثمرٍ يُنمّي المهارات، كنت من ضمن المحظوظين المشاركين في فعاليات «ملتقى الفكر العربي للتعليم والتدريب» الذي تنظمه مؤسسة I Can Read، المعتمدة من المجلس الوطني للتعليم والتدريب بجمهورية مصر العربية، والحاصلة على شهادة الآيزو 21001 لجودة التعليم والتدريب، وقد دارت محاور المؤتمر، الذي عُقد على مدار يومي 6 و7 ديسمبر الجاري بفندق تيوليب بالإسكندرية، حول مجالات التدريب والتعليم في الأسواق المالية والتنمية البشرية واللغات، مع حضور كبير من الشخصيات الأكاديمية والدبلوماسية والهيئات الدولية والمحلية في الوطن العربي.
وتضمنت محاور الملتقى التكامل بين مفهومي التعليم والتدريب، بالإضافة إلى دور المؤسسات التدريبية في رفع الكفاءات المؤهلة لسوق العمل، كما شملت الكفاءات الشخصية ودورها في التأهيل لسوق العمل، إلى جانب الكفاءات المهارية، وأيضًا الكفاءات العملية ودورها في التأهيل لسوق العمل، كما هو الحال بالنسبة للكفاءات التكنولوجية، كما تناول الملتقى تحليل الاحتياجات التدريبية بين النظرية والتطبيق.
ويهدف ملتقى الفكر العربي للتعليم والتدريب إلى نشر الوعي الذاتي والمجتمعي بأهمية التعليم والتدريب ودوريهما، إلى جانب تطوير منظومة التعليم بكل مراحله، وبناء مؤسساتٍ تدريبيةٍ فعالةٍ، بالإضافة إلى تنمية المهارات ورفع الكفاءات المؤهلة لسوق العمل. كما يسعى إلى عقد بروتوكولات تعاون وشراكاتٍ استراتيجيةٍ بين المؤسسات التعليمية والتدريبية، وإعداد الكوادر المؤهلة لسوق العمل، تعليمًا وتدريبًا، وتبادل التجارِب والخبرات بين الجهات المشاركة والاستفادة من التجارِب الناجحة.
وما يمكن استخلاصه من أهداف ومحاور ملتقى الفكر العربي للتعليم والتدريب هو أن بناء المجتمعات القوية يبدأ من الاستثمار في العقول وتنمية المهارات، فالتعليم ليس مجرد حق أساسي فحسب، بل هو المُحرِّك الرئيسي للتنمية المُستدامة والتقدم الإنساني، ومن خلال توفير فرصٍ تعليميةٍ متميزةٍ وبرامج تدريبية فعّالة، نفتح آفاقًا جديدةً للأفراد ليتفوقوا ويُحققوا إمكاناتهم الكاملة، ما ينعكس إيجابًا على المجتمعات بأسرها.
وفي الختام، إن تحقيق هذا الهدف ليس ترفًا، بل هو واجب أساسي يعزز العدالة الاجتماعيّة ويدعم بناء مستقبلٍ مزدهرٍ ومستدامٍ، فالعالم اليوم يواجه تحديات متزايدة تتطلب جيلًا مسلحًا بالعلم والمعرفة، وقادرًا على الابتكار ومواكبة التطورات التكنولوجية السريعة، ومن هنا، تأتي أهمية تكاتف المؤسسات التعليمية والتدريبية مع كافة قطاعات المجتمع لتحقيق نهضةٍ شاملةٍ تنقل شعوبنا إلى مصاف الدول المتقدّمة، كون التعليم والتدريب هما الأمل لبناء عالم أفضل، تسوده العدالة والرفاهية والتقدم.
والله ولي التوفيق،،،
أستاذ الهيدروجيولوجيا
والبيئة بجامعة قطر