المحليات
خلال افتتاح ورشة تدريبيّة إقليمية.. وزير العدل:

تسخير الذكاء الاصطناعي لتعزيز العدالة الناجزة

تسهيل الإجراءات العَدْلية وضمان سيادة القانون

الدولة أدركت أهمية الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بالمنظومة العدلية

تحديث الأنظمة بما يحقق الاستفادة القصوى من البنية التحتية المتوفرة

الدوحة – نشأت أمين:

انطلقتْ، أمسِ، أعمالُ الورشة التدريبيَّة الإقليميَّة التي ينظمُها مركزُ الدراسات القانونية والقضائية بوزارة العدل بالتعاون مع اللجنة الوطنيّة القطرية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن، حول أدوات التَّدريب العالمية حول الذكاء الاصطناعي وسيادة القانون، بحضور عددٍ من أصحاب السَّعادة الوزراء، وبمشاركة عددٍ من القضاة وأعضاء النّيابة العامة في الدول العربية.

وفي كلمته الافتتاحية، لأعمال الورشة، أكَّدَ سعادةُ السيد إبراهيم بن علي المهندي، وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، أنَّ دولة قطر، وعملًا بتوجيهات حضرةِ صاحبِ السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المُفدَّى، حفظَه الله ورعاه، بالعمل على تطويرِ أنظمةِ العدالة بما يكفل ترسيخَ استقلالِ القضاء، وتطوير المنظومة العدلية وتعزيز قدرتها على مواكبة التطورات السريعة التي شهدها مجتمعُنا في كافة المجالات، واكبت أجهزتُها العدلية والقضائية التطورات التقنية المستجدّة، وقامت بتحديث أنظمتِها بما يحقّق الاستفادة القصوى من البنية التحتيَّة المتطوَّرة التي وفْرتها الدولة.

وقالَ سعادةُ الوزير: إنَّ دولة قطر تعد اليوم رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقود جامعاتُها ومؤسساتها العلمية والبحثية مشاريع كبيرة في هذا المجال، حيث أدركت مبكرًا أهميةَ أدوات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها في الارتقاء بمنظومتِها العدلية والقانونية وصولًا إلى التحول نحو القضاء الإلكتروني وترسيخ العدالة الناجزة، كما سبق أن أصدر مجلس الوزراء القرار رقْم (10) لسنة 2021 بإنشاء لجنة الذكاء الاصطناعي والتي تهدف إلى تنفيذ استراتيجية قطر للذكاء الاصطناعي ومتابعة تنفيذها.

ولفتَ سعادةُ وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، إلى ما أدَّت إليه الثورةُ الصناعيَّة الرابعة من تسارع بعجلة التطور في العلوم والتقنيات في شتى المجالات والحقول، وما يترتب على ذلك من ضرورة مُواكبة أنظمة العدالة لهذا التطور المتسارع، وتطويع القانونيين في الوقت ذاته لمبادئهم القانونية وتحديثها بما يتوافق والنهج العلمي الحديث، الأمر الذي يدفعنا نحو مُواكبة التغيير ومواجهة التحديات في سبيل الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في الذكاء الاصطناعي؛ لتعزيز العدالة الناجزة وضمان مواكبتها لهذه التغيرات المُتسارعة.

وأضافَ سعادةُ الوزير: إنه على الرغم من الصعوبات القانونية التي صاحبت ظهور الذكاء الاصطناعي، والخلافات القانونية التي يُثيرها بين شُرَّاح القانون والمُشرِّعين؛ وبخاصة ما يتعلق بتمتع الروبوتات بالشخصية القانونية من عدمه وتحديد المسؤولية عن أضرار الذكاء الاصطناعي، فإنه يجب ألَّا تُمثِّل هذه التحديات عقبة أمام دراسة فرص الاستفادة من هذه التكنولوجيا الحديثة في تسهيل الإجراءات العَدْلية وضمان سيادة القانون.

ونوَّه سعادةُ الوزير إلى أن هذا التعاون بين وزارة العدل ومنظمة اليونسكو واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في تنظيم هذه الورشة، يأتي لتعزيز العمل العربي المشترك في الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في قطاع العدالة، وفي إطار جهود دولة قطر لمواكبة أحدث ما تتوصل إليه العلومُ للاستفادة منها في سبيل تطوير أنظمتِها القضائية والعَدْلِية، وتعميم الفائدة على الوطن العربي، وأعرب سعادتُه عن الأمل في أن تكون التجربة القطرية الناجحة في هذا المجال عونًا للمُشاركين خلال مناقشات ومخرجات هذه الورشة، منوهًا إلى أن هذه المبادرة الرائدة ستؤسس للمرحلة الجديدة من الاستخدامات المثلى للتقنيات الجديدة في سبيل تطوير منظومتنا القانونية والقضائية العربية.

 مدير مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي:

44 % من القضائيين في العالم يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي

رحَّبَ سعادةُ السيد صلاح خالد، مُدير مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي لدول الخليج العربية، بالمُشاركين في أعمال الورشة الإقليمية من عشر دول عربية، تشمل إلى جانب دولة قطر كلًا من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، وسلطنة عُمان، ومملكة البحرين، والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية العراق، وجمهورية اليمن، مشيرًا إلى أن هذه الورشة تضم متخصصين قانونيين من المِنطقة العربية للنظر في سُبل كيفية تشكيل الذكاء الاصطناعي لمُستقبل العدالة.

وأشارَ سعادةُ السيد صلاح خالد إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مفهومًا بعيد المنال – بل أصبح واقعًا ملموسًا، يُحدِثُ تحولًا في مختلف القطاعات. ومع ذلك، وبالرغم من أن الذكاء الاصطناعي يحمل بشائر الكفاءة والابتكار، لا يزال الكثير منا غير متأكدين من آثاره على أنظمتِنا القضائية.

وأشارَ إلى أنَّه من أبرز هذه التحديات العدد الهائل من القضايا المُتراكمة والمتأخرة، وأشار إلى أنَّ العديد من الأنظمة القضائية في المنطقة شرعت في اعتماد التحول الرقمي؛ ففي دولة قطر تستخدم النيابة العامة أدوات الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملها وتحسينه – خاصةً عندما يتعلق الأمر بالعدالة والشفافية، حيث أجرَتْ منظمة اليونسكو مؤخرًا دراسةً استقصائية كشفت أن 44% من القضائيين في جميع أنحاء العالم يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT في عملهم. ولكن، لم يتلقَّ سوى 9 % منهم فقط إرشادات رسمية أو بناء قدرات حول كيفية استخدام هذه الأدوات بشكلٍ مسؤول. هذه الفجوة مثيرة للقلق؛ لأن 7 من أصل 10 من العاملين في المجال القضائي يُقرون بالمخاطر التي تُشكّلُها أنظمة الذكاء الاصطناعي، وهي مخاطر، مثل: عدم الدقة، أو التّحيزات التي يمكن أن تؤثر على النتائج القانونية، والآن دور الذكاء الاصطناعي في دعم سيادة القانون.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X