فنون وثقافة
انطلاق فعاليات برنامج المسوحات الأثرية في الدوحة.. مشاركون لـ الراية :

قطر ملتزمة بتطوير قدرات البحث الأثري في المنطقة

تعزيز الجهود في أساليب المسح الأثري واكتشاف المواقع التاريخية

الدوحة – هيثم الأشقر:
انطلقت أمس في متحف الفن الإسلامي، فعاليات بَرنامج «المسوحات الأثرية باستخدام التقنية الحديثة والاستشعار عن بُعد»، الذي تنظمه إدارةُ الآثار في متاحف قطر، بمشاركةٍ واسعةٍ من خبراء الآثار والباحثين من دول مجلس التعاون الخليجي، والمملكة الأردنية الهاشمية، ومملكة المغرب، ويهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الحفاظ على التراث الأثري واستكشاف المواقع التاريخيّة باستخدام تقنياتٍ متقدمةٍ.
وأكدَ المشاركون على أهمية تسخير التكنولوجيا في الحفاظ على الإرث الثقافي للمنطقة. وقالوا في تصريحاتٍ لـ الراية إن البَرنامج يعكس التزام قطر بتطوير قدرات البحث الأثري، بما يساعد على تحقيق نقلةٍ نوعيةٍ في أساليب المسح الأثري، واكتشاف وتوثيق المواقع التاريخية بشكل دقيق ومستدام. وأعربوا عن تقديرهم للجهود التي تبذلها قطر لتعزيز العمل الأثري المشترك على مستوى المنطقة.
وشددَ المُهندس عبدالله الشهراني، ممثل هيئة التراث بوزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية، على أهمية تبادل الخبرات ومشاركة المعلومات التقنية بين دول المنطقة، مشيرًا في تصريحات لـ الراية إلى أن التشابه في التضاريس والعادات والتقاليد في منطقة الخليج يخلق فرصًا مثاليةً لتطوير قواعد بيانات مشتركة وتبادل التقنيات الحديثة. وأضافَ الشهراني: في المملكة العربية السعودية، لدينا حاليًا أعمال بحث وتنقيب أثرية جارية، ويمكننا الاستفادة من هذه التقنيات المتقدمة وتطبيقها على تلك المشاريع لتعزيز دقة وكفاءة العمليات الأثرية.
من جانبه قالَ خميس بن ناصر العوفي، رئيس قسم الآثار والمتاحف بإدارة شمال الباطنة في سلطنة عمان، خلال مشاركته في بَرنامج المسوحات الأثرية: هناك تاريخ مشترك بين دول الخليج، تؤكده الآثار والحفريات المتشابهة التي تمَّ اكتشافها عبر السنوات. وأضافَ في تصريحاتٍ لـ الراية: مثل هذه اللقاءات الدورية تسهم بشكل كبير في تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل المعرفة. كما أن إدخال التقنيات الحديثة في عمليات البحث والتنقيب أصبح ضرورةً ملحةً، لما توفره من دقة وفاعلية في توثيق ودراسة الإرث الأثري المشترك.
وأكدَ نواف الشقل، باحث أول آثار بدولة الكويت في تصريحات لـ الراية أن هذا البرنامج يمثل فرصةً مهمةً للباحثين والخبراء في مجال الآثار للتعرف على أحدث التقنيات وتطبيقاتها في دراسة المواقع الأثرية. الاستشعار عن بُعد والتقنيات الحديثة أصبحت أدوات أساسية تساعدنا ليس فقط في اكتشاف المواقع الجديدة، بل أيضًا في الحفاظ عليها وإدارتها بشكل مستدام. كما أن تعزيز التعاون بين دول الخليج والدول المشاركة يعزز من فَهمنا للتاريخ المشترك ويساهم في إبراز القيم الثقافيّة التي تربطنا.
بدوره بيّن رئيسُ هيئة الآثار بمملكة البحرين علي حسن حسين أن مثل هذه البرامج لا تقتصر فوائدها على الجانب التقني فقط، بل تمتد أيضًا إلى بناء قدرات الكوادر المحلية من خلال تبادل الخبرات وإقامة ورش العمل العملية. وأوضح قائلًا: التعاون الإقليمي يتيح فرصةً فريدةً لاستفادة الجميع من تجارِب بعضهم بعضًا، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه قطاع الآثار، مثل التغيرات البيئية وسبل الحفاظ على المواقع التراثية للأجيال القادمة.
من جهة أخرى، قالَ عبدالله الرواشدي مدير آثار مديرية محافظة معن بالمملكة الأردنية الهاشمية: إن استخدام التقنيات الحديثة في مجال المسح الأثري يسهم بشكل كبير في تسريع عمليات التنقيب وتوثيق المواقع الأثرية بدقة، ما يفتح آفاقًا جديدةً لفهم أعمق للتاريخ المشترك. وأضافَ: هذه اللقاءات تتيح مِنصةً مهمةً للنقاش العلمي وتبادل الأفكار حول أفضل الممارسات، كما تسهم في تعزيز الوعي العربي بأهمية التراث الثقافي ودوره في تقوية الهُوية المُشتركة بين دول الخليج والمنطقة.

 

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X