فنون وثقافة
خلال احتفالها بالذكرى الـ 14 لتأسيسها.. د.السليطي لـ الراية:

تكريم كتارا على المسرح البابلي كأفضل مدينة ثقافية عربية

كتارا تستقبل ما يقارب 15 مليون زائر سنويًا

جائزة كتارا للرواية العربية واحدة من أرفع الجوائز العربية

جائزة كتارا لشاعر الرسول نموذج للتقدير الفني والإبداعي في المنطقة

الدوحة – هيثم الأشقر:

احتفلت المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» مساء أمس بذكرى تأسيسها الرابعة عشرة، بحضور سعادة الأستاذ الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة وعدد من أصحاب السعادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والإعلاميين والمهتمين.

وأكد سعادة الأستاذ الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، في تصريحات خاصة لـالراية أن كتارا نجحت خلال هذه السنوات في ترسيخ مكانتها منارةً ثقافيةً، ليس فقط على مستوى قطر، بل في المشهد الثقافي العربي والعالمي.

وأوضح الدكتور السليطي أن كتارا استضافت خلال هذه السنوات العديد من الفعاليات الثقافية والفنية المميزة، التي استقطبت ملايين الزوار من مُختلف أنحاء العالم، حيث تستقبل كتارا ما يقارب 15 مليون زائر سنويًا، ما يعكس جاذبيتها وتنوع أنشطتها.

وكشف الدكتور السليطي لـ الراية أن كتارا قد اختيرت كأفضل مدينة ثقافية عربية لهذا العام، في إنجاز جديد يعكس ريادتها وتأثيرها. وسيتم تكريم الحي الثقافي خلال فعاليات مهرجان بابل الشهير، حيث ستصعد كتارا إلى المسرح البابلي الأثري لتتوج بهذا اللقب المرموق. وأكد السليطي أن هذا التكريم هو شهادة على الجهود المتواصلة لتعزيز الثقافة القطرية وإبرازها على الساحة الدولية.

وأضاف: كتارا ليست مجرد وجهة ثقافية عابرة، بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في المشهد الثقافي العربي. فقد حظيت بتقدير وإجماع 22 دولة عربية عضوًا في منظمة الألكسو، التي اعترفت بكتارا كمدينة للرواية العربية، كما أنها باتت مركزًا مرموقًا يحتضن موروث الخيول العربية الأصيلة، ما يضيف إلى هويتها الثقافية طابعًا أصيلًا ومميزًا.

وفيما يتعلق بجوائز كتارا، أشار السليطي لـالراية إلى أن الحي الثقافي يقدم أبرز الجوائز الأدبية والثقافية، منها جائزة كتارا للرواية العربية، التي تُعد واحدة من أرفع الجوائز على المستوى العربي، بالإضافة إلى جائزة كتارا لشاعر الرسول، التي تمثل نموذجًا للتقدير الفني والإبداعي في المنطقة. كما أشار إلى أن كتارا تمتلك مرافق وبنية تحتية متطورة تؤهلها لأن تكون مدينة ثقافية عالمية. وتشمل هذه المرافق المسارح الحديثة، والمتاحف، وصالات العرض، إلى جانب المساحات المفتوحة التي تعكس روح الأصالة والحداثة في آنٍ.

واختتم السليطي حديثه لـالراية بالقول: إن ما تحقق خلال هذه السنوات هو ثمرة رؤية طموحة وقيادة حكيمة جعلت من الثقافة جسرًا للتواصل الحضاري وتعزيز الهوية الوطنية، ونتطلع إلى مواصلة المسيرة لنقل رسالتنا الثقافية إلى العالم.

وقد تضمن الحفل تكريم عدد من الشخصيات المبدعة في مجالات مختلفة، حيث تم منح «درع التراث» للسيد حمد حمدان المهندي، و«درع الضاد» للدكتور سامي جاسم المناعي، و«درع الأديب» للدكتور مرزوق بشير، و«جائزة الدراما» للفنان غانم السليطي، و«جائزة الفن الأصيل» للفنان عبد الرحمن الماس، وذلك تقديرًا لمساهماتهم البارزة في تعزيز الثقافة والفنون في قطر.

كما تم تكريم المؤسسات والمراكز الموجودة في كتارا والمؤسسات الإعلامية بمُختلف فروعها المرئية والمكتوبة والمسموعة كما تم تكريم الرعاة والداعمين لفعاليات كتارا.

من جهة أخرى تضمن الاحتفال افتتاح مجموعة من المعارض الفنية وهي معرض «حكايات ثقافية» الذي تضمن صورًا لمجموعة من الفنانين توثق أبرز المعالم في كتارا بالإضافة إلى أهم وأبرز الفعاليات التي احتضنتها كتارا طوال الأعوام الماضية وسيستمر المعرض حتى 31 ديسمبر الجاري.

ومعرض الفنان مهند بركات بعنوان «عمارة المستقبل الذي يقدم لمحة عن التطور المعماري والحضري الذي يدمج دراسة هندسة الطبيعة بما تحتويه من إيقاعات وخطوط منحنية وانسيابية، كما يعرض مشاريع معمارية متعددة تمتد على نطاق واسع تدمج الطبيعة بالمستقبل. بالإضافة إلى معرض «طوابع كتارا» الذي عرض 4 إصدارات جديدة كل إصدار منها يضم 5 صور جميعها عن كتارا وتم طرحها للبيع لهواة جمع الطوابع. وتستمر المعارض حتى 31 ديسمبر الجاري، كما تواجد جناح لدار كتارا للنشر، الذي عرضت فيه جميع الكتب الخاصة بالتراث القطري التي أصدرت منذ تأسيس كتارا.

وتواصل «كتارا» في هذه المناسبة استكشاف آفاق جديدة في عالم الفنون من خلال فعالية «كتارا موتو آرت»، حيث يتم توزيع نحو 300 سيارة في أنحاء الحي الثقافي، لتقوم مجموعة من الفنانين بتزيينها برسومات فنية مميزة. كما تتواجد خيمة لجمعية القناص والقلايل التي ستقدم لمحات من الثقافة القطرية الأصيلة، في إطار الجهود المستمرة لدعم التنوع الثقافي والابتكار. إضافة إلى سوق الحرف والمنتجات اليديوية في ساعة الإبداع.

 غانم السليطي: كتارا تعزز المشهد الفني في قطر

أعرب الفنان غانم السليطي عن بالغ تقديره وامتنانه للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا على تكريمه بدرع الدراما، مؤكدًا أن هذا التكريم يعكس الدور الريادي الذي تلعبه كتارا في تعزيز المشهد الثقافي والفني في قطر والمنطقة.

وقال السليطي في تصريحات لـالراية: «شرف كبير لي أن يتم تكريمي في هذا الصرح الثقافي العظيم، الذي أصبح اليوم نموذجًا عالميًا للثقافة والإبداع. كتارا ليست مجرد مكان يحتضن الفنون، بل هي نافذة تطل على العالم تعكس روح الهوية القطرية الأصيلة وتفتح المجال للتواصل الثقافي بين الأمم» . وأضاف: «هذا التكريم لا يُعد تكريمًا شخصيًا لي فقط، بل هو اعتراف بدور الدراما القطرية وتأثيرها في تشكيل الوعي ونقل القيم المجتمعية» . وأشاد السليطي بالدور الريادي الذي تلعبه كتارا كمدينة ثقافية عالمية، قائلًا: «على مدار 14 عامًا، أثبتت كتارا أنها ليست مجردَ مكان للفعاليات، بل مركزًا للتغيير الثقافي والإبداعي، وسفير يحمل رسالة قطر الثقافية إلى العالم، بتنظيمها المميز للفعاليات» .

د. مرزوق بشير: التكريم رسالة محبة من الوطن لأبنائه

ثمَّن الدكتور مرزوق بشير تتويجه بدرع الأديب من المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، معتبرًا أن هذا التكريم يمثل رسالة تقدير لكل المبدعين الذين يساهمون في إثراء المشهد الثقافي القطري والعربي.

وفي تصريح لـالراية قال الدكتور مرزوق بشير: «أن يُكرَّم الإنسانُ في بلده فهذا أسمى أشكال التقدير التي يُمكن أن يحصل عليها أي مبدع، هذا التكريم يحمل في طياته رسالة محبة من الوطن تجاه أبنائه الذين يعملون على رفعة شأنه ثقافيًا وأدبيًا.

اليوم، أشكر كتارا على منحي هذا الوسام الأدبي، الذي يعكس إيمانها بدور الكلمة في بناء الوعي وترسيخ القيم الإنسانية» .

وأشاد الدكتور مرزوق بشير في كلمته إلى دور كتارا كمنارة ثقافية، قائلًا: «كتارا مؤسسة تحمل على عاتقها مسؤولية حفظ التراث الثقافي، ودعم الإبداع، وفتح آفاق جديدة للمبدعين، لقد نجحت كتارا في أن تكون حلقة الوصل بين الماضي والحاضر، حيث تحتضن التراث القطري وتقدمه للعالم في إطار عصري» .

كتارا تطلق معارض ثقافية وفنية مميزة

احتفالًا بالذكرى الـ14 لتأسيس الحي الثقافي كتارا، افتتح سعادة أ.د. خالد بن إبراهيم السليطي، مدير عام كتارا، مجموعة معارض متنوعة أبرزها: «حكايات ثقافية» في مبنى 18 قاعة 1، ومعرض «عمارة المُستقبل» للمهندس محمد مهند بركات في مبنى 18، ومعرض «طوابع كتارا» في «متحف طوابع البريد العربي» بمبنى 22. حضر الافتتاح عدد كبير من المهتمين بالفنون والثقافة، في أجواء تعكس مكانة كتارا منارةً إبداعيةً. وعبّر الحضور عن إعجابهم بالمستوى الفني الراقي والتنظيم المميز للفعاليات، ما يرسخ دور كتارا كوجهة ثقافية عالمية.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X