كتاب الراية

حديث الخاطر.. صاحبُ الحوت

سيدُنا يونس عليه الصلاة السلام جَرَتْ له قصة عظيمة وحادثة جسيمة، ذكرها وقصها اللهُ في القرآن أكثر من مرة للتأكيد على أهمية هذه القصة، فهذا النبيُ الصالحُ صلى الله عليه وسلم أرسله الله إلى قوم كفروا بالله ليدعوهم إلى توحيد الله ومعرفته وعبادته وحده لا شريك له، ولكنه عندما رأى منهم عدم الاستجابه والإعراض عن دعوته لهم، ذهب وتركهم قبل أن يأذن الله له بتركهم فركب يونس صلى الله عليه وسلم السفينة وذهب في البحر فقضى الله عليه بأن يلتقمه الحوت، ويذهب به في أعماق البحر، وبقى يونس في بطن الحوت عدة أيام فكانت من أصعب الأيام التي مرَّت في حياة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ثم علم صلى الله عليه وسلم أن الله عاقبه بسبب تركه دعوة أولئك القوم قبل أن يأذن الله له، فاستغفر ربَّه وتاب إليه، فكان يقول وهو في بطن الحوت.

(لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، فأخرجه الله من بطن الحوت وجعله من الصالحين، قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ، لَّوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ، فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)، فنستفيد من هذه القصة أنه إذا حلّت بالإنسان مصيبة أو عقاب فليعلم أنها بسبب تقصيره في حق الله وعبادته لربه، أو لذنب وقع فيه، فليلجأ إلى الاستغفار والتوبة والندم، كما فعل هذا النبي الصالح صلى الله عليه وسلم، فإن الإنسان إذا أذنب ثم تابَ وندم فإن الله يُخرجه من الضيق إلى السعه ومن الظلام إلى النور ومن الحُزن إلى السعادة ومن الهَمّ والغم إلى الفرح والطمأنينة ومن المرض إلى الشفاء ومن الفقر إلى الغني، فإن الذنوب إن لم يستغفِر منها الإنسان مباشرة فإنها تجيء خلفها بالويلات والعقوبات القاسية قال الله (وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَة فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ).

و قال تعالى (وَمَن يَعْمَلْ سُوٓءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُورًا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X