المحليات
د. ياسر حسين مدير المركز بجامعة قطر لـ الراية :

خطة لتطوير خدمات «دعم تعلم الطلاب»

توفير بيئة تعليمية تلبي احتياجات الطلاب ذوي الإعاقة

استراتيجيات تعليمية مبتكرة لدعم الطلاب أكاديميًا وتحقيق التفوق

ارتفاع نسب النجاح بين الطلاب المدعومين أكاديميًا

الدوحة – إبراهيم صلاح:

كشفَ الدكتور ياسر حسين، مُدير مركز دعم تعلم الطلاب بجامعة قطر، عن خُطةٍ لتوسعة الموارد البشرية والتقنية بالمركز في ظل تزايد الإقبال على خِدماته ولاستيعاب جميع الطلاب.

وقالَ الدكتور ياسر حسين في حوارٍ خاصٍ لـ الراية: إن المركز يوفر بيئةً تعليميةً شاملةً تلبي احتياجات جميع الطلاب، خاصة ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة من خلال جلسات فردية حضورية، وعن بُعد، ونخصص قاعاتٍ هادئةً للتعلم، مع تدريب فريق الدعم على استخدام التكنولوجيا المساعدة، مثل تحويل النصوص إلى صوتٍ لتسهيل القراءة.

وأشارَ مُديرُ المركز إلى تخصيص خِدمات للطلاب الذين يعانون من صعوباتٍ أكاديميةٍ من خلال استراتيجياتٍ تعليميةٍ، فضلًا عن دعم الطلاب الدوليين والمنتقلين حديثًا إلى الجامعة عبر جلساتٍ فرديةٍ وورش عمل وبرامج دعم.

وأكدَ تصميم خطط دعم فردية تناسب احتياجات ومستويات الطلاب المختلفة مع الاعتماد على أساليب تعليم متنوعة، وتوفير موارد تعليمية إضافية عبر مِنصات الجامعة لضمان تحسين مستويات الأداء الأكاديمي لجميع الطلاب، وإلى نص الحوار:

ما هي أهم البرامج أو الأدوات التي يُقدّمها المركز لدعم الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة؟

يستخدم مُقدّمو الدعم بالمركز مجموعةً من البرامج والأدوات لدعم الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، التي تشمل الجلسات الفردية في الأوقات التي تناسب الطالب سواء كان حضوريًا أو عن بُعد، وتخصيص قاعاتٍ هادئةٍ للذين يُعانون من التشتت وضعف التركيز أو صعوبات التعلم الأخرى إلى جانب التنسيق مع مركز الدمج، وذلك لتقديم دعم مؤسس على الاحتياج الفعلي للطالب، فضلًا عن تدريب مُقدّمي الدعم على استخدام التكنولوجيا المساعدة التي تناسب حالات الإعاقة السمعية أو البصرية أو غيرها، مثل استخدام تقنية تحويل النصوص الإنجليزية والعربية إلى كلام مسموع لجعل عملية القراءة أكثر كفاءة وسلاسة، بحيث يركز الطالب طاقته على فَهم المحتوى وعملية الكتابة نفسها. وفي حالة الطلاب ضعاف النظر، يقوم المُختص بتكبير المادة المشروحة مثلًا للتمكّن من النظر إليها بشكلٍ صحيح.

كيف يتم تخصيص خِدماتٍ معينةٍ للطلاب الذين يعانون من صعوبات أكاديمية محددة؟

يستخدم مُقدّمو الدعم بالمركز استراتيجيات تعليمية متنوعة لضمان تحقيق الاستفادة، وتشمل التعرف بدقة على احتياجات الطلبة وإعداد خُطةٍ مُخصصةٍ لكل طالب، بِناءً على حالته، وتخصيص جلسات توجيه أكاديمي فردية «عند الحاجة» لمساعدة الطالب في تجاوز الصعوبات إلى جانب توفير جلسات دعم في المقررات والمفاهيم التي تمثل تحديًا للطالب فضلًا عن شرح وتبسيط المفاهيم وتجزئة المحتوى لأجزاء صغيرة يسهل متابعتها وفَهمها بواسطة الطالب، إلى جانب الاستفادة من البرامج التعليمية والتكنولوجية المساعدة في تقديم دروس الدعم.

خدمات لدعم الطلاب الدوليين

وبشأن الخِدمات التي يُقدّمها المركزُ للطلاب الدوليين أو الطلاب المنتقلين حديثًا إلى الجامعة، قالَ الدكتور ياسر حسين: إن خِدمات المركز متاحةٌ لجميع الطلاب، بمن فيهم الطلاب الدوليون أو المنتقلون حديثًا إلى جامعة قطر، فيمكن لهؤلاء الطلاب الاستفادة من دروس الدعم والمراجعات في المقررات، والجلسات الفردية التي تساعدهم في وضع أهدافهم من خلال خُطة عمل محكمة تلبّي احتياجاتهم وتعينهم في مسيرتهم الجامعية، بالإضافة إلى الورش ومراجعات الامتحانات والمسابقات، بجانب تقديم سلاسل ورش لطلبة السنة الأولى تساعد على تهيئتهم لمتطلبات الجامعة، وهناك إقبال كبير منهم مؤخرًا، خصوصًا فيما يخص برامج تعليم أساسيات اللغتين العربيّة والإنجليزيّة.

 استراتيجيات للتعامل مع تفاوت مستويات الطلاب

وبشأن تعامل المركز مع تفاوت المستويات الأكاديميّة بين الطلاب عند تقديم خِدمات الدعم، قالَ الدكتور ياسر حسين: إن مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة أمر يوضع في الاعتبار؛ إذ يراعي مُقدّمو الخِدمات بالمركز اختلاف أنماط التعلم عند الطلبة في الجلسات الفردية والورش والدورات التدريبية، إضافة إلى مراعاة البيئة التعليمية، بتوفير بيئةٍ مناسبةٍ لمحتوى الخدمة المقدمة. ويعتمد المركزُ على استراتيجياتٍ متنوعةٍ للتعامل مع تفاوت المستويات الأكاديمية بين الطلاب عند تقديم خدمات الدعم، من خلال 7 استراتيجيات رئيسية، بدايةً بالتقييم الأولي للاحتياجات وتقديم خطط دعم فردية، فضلًا عن تنويع طرق التدريس، حيث يعتمد المركز أساليب تدريس متعددة، مثل التعليم التفاعلي، والجلسات الفردية، وورش العمل، والجلسات الجماعية الصغيرة، لضمان توافق هذه الأساليب مع أنماط التعلم المختلفة ومستويات الطلاب إلى جانب تقديم الدعم الإضافي، والاستراتيجية الخامسة حول التقييم المستمر، وسادسًا تشجيع التعلم الذاتي، بالإضافة إلى التعاون مع الأقسام الأكاديمية.

مساعدة الطلاب المتعثرين دراسيًا

كشفَ الدكتور ياسر حسين عن نجاحاتٍ يفتخر بها المركزُ، من أهمها مساعدة الطلاب المتعثرين دراسيًا على تخطي الصعوبات وتحقيق النجاح الأكاديمي، خصوصًا من الطلاب الذين انتظموا في الاستفادة من الخِدمات التي يُقدّمها المركز مثل الجلسات الفردية والبرامج وسلاسل الورش، كما تعتبر برامج الدعم الموازي لبعض المقررات من أنجح التجارِب على مستوى المركز، إذ أثبتت فاعلية من خلال تطوير مهارات الطلاب،

وارتفاع نسب نجاح الطلاب المشاركين في برامج الدعم، خاصة في المقررات التي عادة ما تُمثل تحديًا للطلاب، ما يُبرز الدور الحيوي الذي يلعبه المركزُ في دعم تحقيق رسالة جامعة قطر المتمثلة في التميز التعليمي، ويعبر العديد من الطلاب من خلال رسائلهم التي تصل إلينا عن مدى استفادتهم من خِدمات الدعم التي يقدمها المركز، وكيف أنها ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في تعزيز فَهمهم للمقررات الدراسيّة، ما انعكس إيجابيًا على أدائهم ومستواهم الأكاديمي.

الورش الأكثر إقبالًا من الطلاب

وبشأن تفاصيل بعض ورش العمل الأكثر إقبالًا من الطلاب، قالَ الدكتور ياسر حسين: تشهد الورش التي يقدّمها المركز إقبالًا كبيرًا من الطلاب، وهنا نحتاج لإعطاء تفاصيل عن بعض الورش، مثل ورشة «ابدأ مسيرتك الجامعية صح»، المخصصة لطلبة السنة الأولى، وكذلك ورشة «إدارة الوقت وترتيب الأولويات»، وأنماط التعلم ودورها في الدراسة بذكاء، وأساليب تقوية الذاكرة، والتواصل الفعال ووضع الأهداف وغيرها من المواضيع التي تهم الطالب وتجعله يمتلك الأدوات والمهارات اللازمة، وكذلك الورش المتعلقة بالمهارات الأساسية المطلوبة من كتابة أكاديمية، وتلك المتعلقة بتكاليف مقررات معينة مثل كتابة المقال والكتابة البحثية وسلسلة ورش المقالة الجدلية وإعادة الصياغة. كما أن هناك ورشًا تُعطي للطلاب مساحةً من الإبداع، يظهر فيها الطلاب إبداعاتهم مثل دورة الخط العربي، أما ورش عيادة الآيلتس، فتلقى إقبالًا كبيرًا من الطلاب، إذ تساعدهم هذه الخدمة في تحسين أدائهم في امتحان IELTS، الذي يعتبر بوابةً لتحقيق رغبات الطلاب في الالتحاق بكلياتٍ وتخصصاتٍ معينةٍ.

تطوير محتوى المقررات واحتياجات الطلاب

وحول تعاون المركز مع أعضاء هيئة التدريس لتطوير المناهج أو تقديم دعم إضافي للطلاب، قالَ الدكتور ياسر حسين: يعمل المركزُ بتنسيق تام مع كل الكليات والأقسام الأكاديمية وأعضاء هيئة التدريس داخل الجامعة، حيث يكون التنسيق بشكلٍ مستمرٍ لتطوير الخِدمات المرتبطة بمحتوى المقررات واحتياجات الطلاب، وهذا التنسيق يضمن مواءمة الدعم مع المنهج الدراسي. كما أن المواضيع المتضمنة في برامج الدعم الموازي يتم تحديدها بواسطة أعضاء هيئة التدريس والأقسام المعنية بِناءً على مُلاحظاتهم على أداء الطلاب في المفاهيم التي تُشكّل تحديًا لمجموعةٍ منهم.

إثراء مصادر دعم التعلم الإلكترونية

وعما إذا كانت هناك خطط لتوسيع الموارد البشرية أو التقنية لمواكبة زيادة الطلب على الخِدمات، قالَ الدكتور ياسر حسين: تشهد خدمات دعم التعلم التي يقدّمها المركز تزايدًا مطردًا في أعداد الطلاب الذين يحتاجون هذه الخِدمات، ولذا فإن المركز يسعى لاستيعاب هؤلاء الطلاب بوضع الخطط التي تضمن تلبية احتياجاتهم المتزايدة ووضع خُطة لتوسيع الموارد البشرية والتقنية لمواكبة هذه الزيادة. كما أن المركزَ يسعى دائمًا لإثراء مصادر دعم التعلم الإلكترونية، إذ تتم إضافة المزيد من الفيديوهات التعليمية، وإجابات الامتحانات السابقة، والورش التي يقوم بإعدادها وتسجيلها مختصو الدعم، وتتميز هذه المصادر عن غيرها بأنها مبنية بصورةٍ دقيقةٍ على احتياجات طالب جامعة قطر، ومرتبطة بالمناهج الدراسية للجامعة. أما من الناحية التقنية، فقد قام المركزُ بعملية تطوير لنظام الحجوزات، ويعمل الآن على تطوير نظامٍ جديدٍ لتجميع البيانات.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X