همسة ود.. انهيار التعليم.. انهيار أمة
قرأتُ ذات يوم على الإنستَغرام «تدمير أية أمة لا يحتاج إلى قنابل نووية أو صواريخ بعيدة المدى، ولكنه يحتاج فقط إلى تخفيض نوعية التعليم، والسماح للطلبة بالغش، فيموت المريضُ على يد طبيب نجح بالغش، وتنهار المباني على يد مهندس نجح بالغش، ونخسر الأموال على يد محاسب نجح بالغش، ويضيع العدل على يد قاض نجح بالغش، ويتفشى الجهل في عقول الأبناء على يد معلم نجح بالغش، فانهيارُ التعليم نتيجته المؤكدة انهيار الأمة» .
التعليمُ ليس فقط القدرة على تعليم الأطفال، التعليم عندما يكون محور الاهتمام يصبح هو السبيل إلى التنمية الذاتية وهو طريق المُستقبل للمجتمعات. فهو يحد من أوجه اللامساواة بين الناس. وهو حجر الأساس الذي تقوم عليه المُجتمعات المُتسامحة، وهو المحرك الرئيسي للتنمية المستدامة، وعلى هذا الأساس يجبُ إعطاء الأولوية للتعليم في قرارات التمويل في جميع الدول فالقرارات التي تتخذها الحكومات بخصوص تعليم الأطفال يكون لها أثر طويل الأمد على مئات الملايين من الشباب وعلى التنمية في البلدان لعقود قادمة، فلِكيْ لا يُواجه العالم كارثة تمس الأجيال، ما يُمكن أن يهدر إمكانات بشرية لا تُعد ولا تُحصى، وأن يقوض عقودًا من التقدم ويزيد من حدة اللامساواة بين الناس، وبهذا يكون ذلك مدعاة للقلق، فنحن في منعطف مهم بالنسبة لأهمية التعليم، لذلك ينبغي حماية ميزانيات التعليم وزيادتها.
ونجد بأن هناك مبادرات من العديد من الدول في مجال التعليم ليصل إلى أولئك الذين يعيشون في حالات طوارئ أو أزمات، ومن ينتمون إلى الأقليات بمُختلف أنواعها مثل ذوي الإعاقة أو المشردين، حينها تكون الفرصة سانحة لمستقبل التعليم في العالم، وأيضًا لوضع نظم تعليمية شاملة للجميع تتسم بالمرونة والجودة وتكون مثمرة للجميع، فمن المُهم أن تستعين الدول بأساليب مرنة لتقديم الخدمات التعليمية، وبتكنولوجيات رقمية ومناهج دراسية حديثة، كما يجب العمل على ضمان الدعم المستمر للمعلمين والعاملين في مجال التعليم، فيجبُ تشجيع القيادة على دعم التعلم المُستمر وتحفيز المعلمين على تطوير مهاراتهم بتقديم ورش عمل تخصصية، تركز على تنمية المهارات مثل مهارة إدارة الفصل والتعامل مع الفروق الفردية، والتواصل مع الطلاب وأولياء أمورهم، وكيفية استخدام التكنولوجيا في تعليمهم، وكيف يكونون مُستمعين جيدين، وكيف يعملون على تطبيق أساليب التعلم الفعَّالة في الفصل.