كتاب الراية

رأيت ذات فيلم.. Nosferatu

«روبرت إيغرز» هو كاتب ومخرج شاب لاقت جميع أفلامه الثلاثة السابقة إعجاب النقاد والجمهور، وأنا لست منهم، إذ لم أتقبّل أفلامه المعقّدة ذات الطابع الرمزي والسريالي، وينطبق الأمر على أفلام زميله «آري آستر» ، التي نالت أيضًا إعجاب الكثيرين.

لم تكن لديّ رغبة بمشاهدة فيلم «نسفيراتو» ، لأنه يحمل اسم الكاتب والمخرج «روبرت إيغرز» ، ولكن الأمر المُختلف في هذا الفيلم هو أنّه ليس عملًا أصليًّا كالأفلام السابقة، بل هو مبني على فيلم ألماني صامت يحمل الاسم نفسه وأُنتِجَ في عام 1922، وقام «روبرت إيغرز» بإعادة كتابة النص السينمائي برؤية جديدة مُختلفة، مع الحفاظ على جوهر قصة الفيلم الأصلية، التي هي أساسًا مُستلهمة من رواية «دراكولا» الشهيرة للكاتب «برام ستوكر».

تبدأ الأحداث في مدينة «ويسبورغ» الألمانية الخيالية بعام 1838 مع وكيل العقارات «توماس هوتر» الذي يترك زوجته «إلين» في رعاية صديقه «فريدريك» وزوجته «آنا» ، ثم ينطلق في رحلة عمل إلى جبال الكاربات متوجّهًا إلى قلعة الكونت الغامض «أورلوك»، الذي يرغب بشراء منزل في المدينة.

بمجرد وصوله إلى القلعة وإتمامه للصفقة، يلاحظ «توماس» أمورًا مخيفة في الكونت «أورلوك»، فتتصاعد الأحداث وتصبح حياة «توماس» وزوجته «إلين» والجميع في خطر شديد.

لم أتوقع أبدًا أنني سأستمتع بمشاهدة هذا الفيلم، فقد كان رائعًا ومخيفًا، وذكّرني بقصص الرعب الشعبية القديمة التي قرأنا وسمعنا عنها، وتهدف إلى إخافة الأطفال كي لا يخرجوا من المنزل ولجعلهم ينامون مبكّرًا.

الفيلم غير مريح ومثير للاضطراب والتوتّر أكثر من كونه فيلمَ رعب تقليدي، فهو لا يعتمد على القفزات المفاجئة، وحين وصل «توماس» إلى قلعة الكونت بدأ شعور الخوف والتوتّر يتسلّل إليّ متخيّلًا نفسي لو كنت مكانه.

كنت أبحث عن الممثل «بيل سكارسغارد» طوال أحداث الفيلم ولم أجده، حتى اكتشفت أنّه جسّد شخصية الكونت «أورلوك» ، حيث من المستحيل التعرّف عليه مع التغيير الجذري لملامح وجهه وهيئة جسده بفنون المكياج المُتقدّمة، وكذلك نبرة صوته المُخيفة، فقد أدهشني حقًّا.

بقية الممثلين الذين أبدعوا جميعًا، وهم: «نيكولاس هولت» بشخصية «توماس هوتر» ، و «ليلي روز ديب» بشخصية «إلين» ، و «آرون تايلور جونسون» بشخصية «فريدريك» ، و «إيما كورين» بشخصية «آنا» ، و «ويلم ديفو» بشخصية البروفيسور «فون فرانز».

المستوى الفني للفيلم مبهر جدًّا من ناحية التصوير والإضاءة والمونتاج وتصميم المواقع والأزياء، وكذلك الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية، ومن المتوقع أن ينال نصيبًا من ترشيحات الأوسكار القادمة، والفيلم يُعرَض حاليًّا في سينمات الدوحة والعالم.

 

 

 

[email protected]

Twitter: @alqassimi88

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X