كتاب الراية

همسة ود.. توتر الطفل تجاه العودة للمدرسة

تمت استضافتي من قِبل تلفزيون قطر لبرنامج «فَيّ الضُحى» ، وكان محور النقاش عن كيفية التعامل مع شعور الطفل بالتوتر والقلق تُجاه العودة للمدرسة، على الرغم من أن المدرسة بيئة جديدة ومُمتعة في حياة الطفل، خاصة في المراحل الأولى إلا أنها قد تكون أيضًا مصدرًا للقلق والتوتر في داخله، ولكن إن أردنا التطرق إلى الأسباب التي أدت إلى ذلك فهي متنوعة، ناتجة عن التجارب السلبية التي قد يتعرض لها الطفل بسبب الضغوط الأكاديمية، بالتالي تتحول المدرسة إلى مكان مُرعب للطفل، ولكن.. يجب على الأهل التحدث مع الطفل عن مخاوفه، ومساعدته على التعبير عن مشاعره بهذا الخصوص كما يجب عليهم عند تعرض الطفل لنوبة قلق شديدة الحفاظ على الهدوء، وقد يظهرُ الأطفال أعراضًا مُختلفة عن بعضهم بعضًا لاضطراب القلق، وقد تتراوح الأعراض في شدتها.

النزاعات الأسرية داخل المنزل قد تكون السبب في توتر الطفل، فرعاية عقل الطفل ومشاعره جزءٌ مُهم من رعايته الصحية، وتطرقنا للحديث عن كيفية تقوية العلاقة بين الأهل والطفل لدعمه نفسيًا خلال هذه الفترة، فالشعور بالراحة النفسية من أهم العوامل التي تساعد على الاستمتاع أثناء العام الدراسي. لأن الأسرة التي تشجع الطفل على المذاكرة والدرس أقدر على تكوين طفل مُحب للدراسة، أيضًا الخلفية الثقافية والاجتماعية يمكن أن تؤثر في طريقة تعلم الطالب واستيعابه فطرق التفكير تختلفُ باختلاف الثقافات، كما أنَّ الحالة الصحية قد تؤثر على تركيز الطفل وقدرته على التعلم.. والنوم الجيد أيضًا له دور، والتغذية السليمة أيضًا.

وعندما يتعرضُ الطفلُ لتجارب مؤلمة في المدرسة، مثل التعرض للتنمر أو الشعور بعدم الانتماء لمن حوله في المدرسة، أو مضايقات من الطلبة له على مظهره مثلًا، يتم تعبير الأطفال عن خوفهم من الذهاب إلى المدرسة، بالتحدث عن المدرسة بطريقة سلبية، أو إظهار علامات القلق مثل البكاء، أو حتى محاولة اختلاق بعض الأعذار لتجنب الذهاب إلى المدرسة، بالتالي يتأثر أداء الطفل الأكاديمي بشكل سلبي ويفقد بعض المهارات المُتعلقة ببناء العلاقات الاجتماعية، فدافعية الطفل للدراسة تزيد عندما يحس الطفل بأن والديه يتفهمانه ولا ينتقدانه، ويمنحانه الثقة بالنفس التي يحتاجُها للنجاح في حياته كلها، وليس في دراسته فقط، لذلك مطلوب من الآباء أن يغيروا من توقعاتهم تُجاه أطفالهم، وعدم مقارنة الطفل بغيره لأن هناك فروقًا فردية بين الناس، فقد يكون أخوه أو صديقه متفوقًا في دراسته ، بينما لو دقق الوالدان سيجدان بعض أطفالهما يتفوق رياضيًا أو فنيًا، فالمقارنة المُستفزة تحبط الطفل وتجعله يعاند ولا يذاكر، فالأبناء في هذه المرحلة يحتاجون للكثير من المرونة الممزوجة بالحزم الذكي.

بعض الأطفال قد يشعرون بوجود ضغط كبير لأنهم يشعرون بتلبية توقعات أكاديمية عالية قد تفوق قدراتهم الاستيعابية ما يسببُ لهم القلق والخوف، فلنربط استذكار الدروس بشيء ممتع ومشوق للطفل كقُبلة أو حضن دافئ أو جائزة، وربط  إهمال الاستذكار بعكس ذلك كخصام ساعة أو إغلاق التلفزيون ساعتين، ومنع الموبايل، فتطوير مهارات الدراسة لدى الأطفال أمر بالغ الأهمية. فهذه المهارات تساعدهم على تحسين الذاكرة وتعزز القدرة على التنظيم والتخطيط وتعزز الثقة بالنفس وهذا يزيد من احتمالية النجاح الأكاديمي ويمكّن الأطفال من التعامل بفاعلية مع مُتطلبات المدرسة.

 

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X