مواطنون لـ الراية : دهس الروض يدمر الغطاء النباتي
على رواد البر إيقاف سياراتهم خارج الروض
الروض الخضراء تسهم في تنقية الهواء وتحسن جودة الحياة
الروض متنفس للجميع والحفاظ على المظهر الجمالي واجب
كتب- محروس رسلان:
دعا عددٌ من المواطنين رواد البر القطري إلى اتباع إرشادات وزارة البيئة والتغيُرالمُناخي، وتجنب دهس الروض لاسيما في موسم الشتاء، وقالوا: إن دهس الروض له آثار تدميرية للغطاء النباتي ومكونات الحياة الفطرية، مشددين على أهمية التعامل بشكل حضاري مع الروض لأنها إرث وطني وذُخر للأجيال القادمة ما يتطلب منا الحفاظ عليها.
وأكدوا ضرورة ترك المكان نظيفًا، حتى يستفيد منه الجميع وحتى نُلزم من يأتي بعدنا للروضة بالحفاظ على نظافتها وتركها نظيفة، على الوجه الذي وجدها عليه.
وقالوا لـ الراية: إن البر القطري يضم كثيرًا من الروض الخضراء، ويجب أن نكون أمناء عليها، لأنها متنفس لنا وللأجيال القادمة، ولذلك فالحفاظ على المظهر الجمالي للروض أمانة في أعناقنا وواجب وطني على الجميع. وأشاروا إلى أن وجود الأشجار والنباتات مُهم في البيئة القطرية، لأنها ترفع مستوى الأوكسجين، وتنقي الجو من الكربون والغازات الضارة، فضلًا عن أنَّ الحفاظ على الروض يتماشى مع رؤية قطر 2030، فيما يتعلق بالاستدامة البيئية.
وتُعد روض قطر من أهم المُكونات الطبيعية حيث تُشكل مساحات خضراء رائعة تُسهم في تنقية الهواء وتحسن من جودة الحياة، فضلًا عن أنها توفر بيئة غنية بالتنوع البيولوجي، ما يجعلُها موطنًا للعديد من النباتات والحيوانات وواحدة من أكثر النُظم البيئية الخضراء اليانعة إنتاجية بعد هطول الأمطار في فصل الشتاء.
وتنتشر الروض في مُختلف أنحاء قطر وتغطي مساحة 2.5% من مساحة دولة قطر، ويبلغ عددها حوالي 1826 روضة تقريبًا على مستوى الدولة مُتوزعة ومُنتشرة بجميع أنحاء قطر.
حسن المرواني: الروض تنقي الجو من الكربون
أكد المهندس حسن المرواني أن ازدهار الروض بالأعشاب والخضرة، عملية موسمية تحدث كل شتاء بعد سقوط أمطار الخير حيث تبدأ الخضرة بالنمو وتُزهر، مهدية لنا منظرًا يبهج نفوس محبي ورواد البر، ومن ثم يجبُ علينا أن نحافظ على هذه الهدية التي أهداها لنا الله. وقال: أهل قطر يحبون الكشتات بعد هطول الأمطار حيث يعتدل الجو، ويحل النسيم وتورق الأغصان ويمتد العشب منبسطًا على سطح الروض، مشجعًا محبي ورواد البر على الخروج إلى الطبيعة الخضراء لقضاء بعض الأوقات المُمتعة سواء بصحبة الأسرة أو بصحبة الأصدقاء.
وناشد رواد الروض بالوقوف خارج الروضة والانتقال إليها سيرًا على الأقدام لأن دهس الروض مرفوض، لما له من آثار تدميرية للروض، مشددًا على أهمية التعامُل بشكل حضاري مع الروض لأنها إرث وطني وذخر للأجيال القادمة ما يتطلبُ منا الحفاظ عليها.
وأشار إلى أن وجود الأشجار والنباتات مُهم في البيئة القطرية، لأنها ترفع مستوى الأوكسجين وتنقي الجو من الكربون والغازات الضارة، فضلًا عن أن الحفاظ على الروض يتماشى مع رؤية قطر 2030 فيما يتعلق بالاستدامة البيئية.
د. لطيفة النعيمي: تعبيد الطرق إلى الروض وتوفير حاويات
دعت د. لطيفة النعيمي أستاذ الهيدرجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر، رواد البر إلى ترك المكان في الروضة كما وجوده قبل أن يغادروا. وقالت: ندعو الجهات المُختصة للاجتهاد في وضع حاويات في محيط الروض، وتوفير «الدوة» التي توقد فيها النار لرواد البر حتى لا يوقِد بعضُ الأفراد النار على الأرض ويخرب البيئة والغطاء النباتي، كما دعت الجهاتُ المُختصة كذلك إلى توفير طرق مُمهدة للروض تسهل الوصول إليها وتقطع الطريق على من يريد أن يصلَ إلى الروض فيدهس البر المُعشب.
وأوضحت أنه إذا دهست عجلاتُ السيارة التربة الطينية، فإنها تُحدث بها حفرًا عميقة ثم لا تنبت هذه المنطقة المُنخفضة من التربة في السنة القادمة، لأن مسامات الطين قليلة جدًا وبالتالي تكون حبيباته من أثر الدهس مُلتصقة ببعضها بعضًا، ما يضيق المسام ويمنع عملية الإنبات في المُستقبل. وقالت: نقول لرواد البر والكشتات استمتعوا بالبر القطري ولكن حافظوا عليه لأن فيه أشجارًا تنتج الأوكسجين، لذلك فاتركه نظيفًا حتى يستمتع الآخرون به كما استمتعت.
وعبرت عن أسفها للممارسات والسلوكيات الخاطئة لبعض الأفراد الذين يزورون الروض، ويتركون مكانهم المُخلفات وأكياس القمامة والبلاستيك وبقايا الأكل، مشددة على ضرورة وجود تفتيش دوري للروض وغرامات رادعة.
وطالبت بتكثيف وضع اللوحات الإرشادية حول الروض،و تهذيب الأشجار الموجودة، عبر تقليمها من الأسفل لأن بعض الأشجار تكون مُنبسطة من أسفلها على الأرض ما يجعلها مسكنًا لتجمع الحشرات والكائنات الحية الضارة مثل العقارب، والتي قد تكون خطرًا على حياة الموجودين.
حسين الحداد: دهس الروض بالسيارات سلوك غير حضاري
أكد حسين الحداد أن دهس الروض بالسيارات سلوك غير حضاري، يمثل تجاوزًا بحق البيئة والغطاء النباتي من قبل بعض رواد البر. وقال: يجب على رواد البر أن يدركوا أن الروض إرث وطني، وأنه يتوجب علينا جميعًا الحفاظ عليه.وأوضح أنه من نعم الله أن الروض تجدد حياتها بنفسها وتحمل في طياتها بذور الأعشاب والنباتات التي تنمو بعد نزول المطر، فضلًا عن أشجار البيئة القطرية التي تقاوم الظروف المُناخية القاسية، مشيرًا إلى أن تلك الروض نعمة من الله، وهِبة لنا يجب أن نقدرها حق قدرها وأن نحافظ عليها لأن ذلك من شكر النعمة.
وقال: توجد لدينا أشجار نادرة تستوطن البيئة القطرية كالسدر والقرض والغاف والسمر، داعيًا إلى الاستمتاع بالبيئة والمُحافظة عليها ليستمتع بها الآخرون. ونوَّه بأن الحفاظ على البيئة ثقافة مكتسبة يجب تربية الأبناء عليها داعيًا إلى تكثيف الحملات التوعوية بمخاطر دهس الروض وتوفير لوحات إرشادية تحذر من الاعتداء على الروض، مشددًا على ضرورة تكثيف الدوريات الرقابية على الروض التي تشهد إقبالًا كبيرًا لأن بيئتنا أمانة في أعناقنا ويجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة.
حسن العتيبي: عدم قطع الأشجار والنباتات
قالَ حسن العتيبي: الروضُ تتيحُ لنا المجال للتعايُش مع الأجواء الطبيعيَّة الجميلة البكر. وأشارَ إلى أنَّ الروضَ القطريةَ تحافظُ على النباتات والأشجار التي تستوطنُ المِنطقة، وتنبت فيها، وتقدر على التواؤُم مع المُناخ وقسوة الظّروف الجوية الحارّة من قبيل أشجار السدر، والغاف، والقرش، والسمر، والعوسج، وغيرها. وقالَ: أوصي روَّاد البرِ بالحفاظ على الروض خلال الكشتات، وأن يتركوا المكان كما كان نظيفًا ومُرتبًا، وألا يقطعوا أيًا من الأشجار أو النّباتات.
خليفة السيد: الآباء والأجداد كانوا أشد حرصا على سلامة الروض
يرى الباحثُ الشعبيّ، خليفة السيد، أنَّ الروضَ في الماضي كان لها دورٌ كبيرٌ لدى الآباء والأجداد الأوّلين في التّنفيس عن النفس؛ لأن الناسَ، خصوصًا في الربيع، يخرجون إلى البَرّ القطري في رِحلات عائليّة.
وقالَ: كانَ الفريج كلّه يخرجُ إلى الروضة، وكان أكبر شخص في الفريج له رِحلة سنويًا إلى البَر يقوم بها ويعزم خلال تلك الرِحلة الفريج كله، حيث يذهبون إلى روضة من روض البر القطري الكثيرة والمُمتدة بمختلف مناطق الدولة، والتي كان من أشهرِها روضة المايدة.
وحكى أنَّ روضةَ المايدة في موسم المطر، كانَ يتجمّعُ فيها الماء وتتكوّن في وسطها بُحيرة والناس تذهب إليها للترويح عن النفس، وقضاء أوقات سعيدة وسط الأجواء البَرية والخضرة.
وقالَ: كانت كلُّ مجموعة يختارون لهم زاوية من زوايا الروضة، ويذبحون ويطبخون ويأكلون معًا.
وأضافَ: كانوا يذهبون بالسيارات والتي كانت موجودةً في قطر منذ الخمسينيات والستينيات، وكانوا يوقفون السيارات على الحزم «مكان مرتفع صخري بجوار الروضة»، وكان الماء ينزل من الحزم على الروضة مُشكلًا غديرًا.
وتابعَ: وكان الناس قديمًا يذهبون إلى الغدير لحمل الماء؛ لاستخدامه في أغراض مُختلفة، وكانت الغدران بها مياه لا تجفّ على مدار العام.
وأشارَ إلى أنَّ مِنطقة السيلية على سبيل المثال، والتي تحوَّلت إلى مِنطقة عمرانية، كانت عبارةً عن برّ قطري به العديد من الروض، لافتًا إلى أنَّ الناس كذلك كانوا يذهبون إلى الروض في أم القهاب، وروضة راشد والنصرانية، وأم الشبرم والجميلية، وروضة النعمان في الشّمال.
وأوضحَ أنَّه رغم قلة أعداد السكان في ذلك الوقت، فإنّ الآباء والأجداد قديمًا كانوا حريصين على الحفاظ على الروض، فالناس كان لديها أغنام وإبل وكانت ترعى وعليها راعٍ، ولكن الناس عندما كان يهطل المطر كانوا يَمنعون خروج الأغنام والإبل من الحظائر في البيت، حتى لا تخرّب الروض.
وكان الأهالي يحبسون الإبل والغنم، ويكتفون بتوفير الجتّ «البرسيم» والبرايد «حشيش أخضر وارد إيران» والتبن، والشعير من السوق لأكل الإبل والغنم.
وشدَّد على أن الآباء والأجداد كانوا أكثر حرصًا على سلامة الروض والحفاظ عليها من الجيل الحالي. وأبان أنَّ الروض كانت تضم جلسات للحريم مع بعضهنّ بعضًا، وجلسات للرجال مع بعضهم بعضًا، فيما يتم إتاحة الفرصة للأطفال للعب والمرح في الروضة. وأشارَ إلى أنَّ النساء كُنَّ يبحثنَ عن الفقع أو بعض الأعشاب مثل الحوة أو اليراوة أو الخبيز والحميض، والتي تكون متوفرة في البَرّ.
حسن الحمادي: الروض إرث وطني نحن مؤتمنون عليه
أشارَ حسن الحمادي، إلى أنَّ الروضَ مُتنفّسٌ للنّاس يستأنسون بها خلال الربيع حيث تنمو الأعشابُ، وتخضر الأرضُ بعد هطول الأمطار المَوسميّة. وقالَ: الروض جزءٌ مهمٌّ لا يتجزأ من البيئة القطرية، ولا نرضى بدهسها بالسيارات من قِبل أحدٍ، أو بالاعتداء عليها أو قطع أشجارها ونباتاتها.
وأضافَ: وزارةُ البيئة والتغيّر المُناخي تقوم بجهدٍ كبيرٍ سواء على مستوى التوعية أو على مستوى الرقابة، ولكن يجب أن يكون هناك لدى الشباب والمُواطنين، وحتى المُقيمين وعي ذاتي بأهمّية الحفاظ على الروض.
علي المري: البر جزء من حياة القطريين
أكَّدَ علي المري، أنَّ الروضَ من المُمتلكات العامّة التي ينبغي الحفاظُ عليها، وحمايتُها من أيّ تخريبٍ أو اعتداءٍ، داعيًا كل مواطن لاستشعار أن أيَّ روضة من روض قطر تعتبر بيته.
وقالَ: من لم يكن مُراقبًا الله في سلوكه وتصرفاته تجاه البيئة، فلا خير فيه؛ لأن التَّخريب فسادٌ «والله لا يحبُّ الفساد».
وشدَّدَ على ضرورةِ أن يكونَ للإنسان رقيبٌ من دينِه وضميرِه ونفسه، وأن يراجعَ تصرفاتِه؛ لأنه لا يوجد عاقل يخرّب بيتَه، والروض حتى وإن كانت ملكًا عامًا إلى أنّها بالنسبة لكل مواطن تعتبر ملكًا خاصًا، أو هكذا يجب أن يستشعر الأمر. وقالَ: لا يليقُ بك دهس الروض بالسيارة؛ لأن ذلك يدمّر الغطاء النباتي بها، ويشوّه المظهر العام، كما لا يليقُ بك أن تجلسَ في الروضة وتكشت وتستمتع، ثم تترك المُخلفات خلفك، ولكن على الأقل ينبغي عليك أن تترك المكان كما كان، إن لم تتركه أحسنَ مما كان.
وأضافَ: من باب «أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن»، ومن باب أن «من أمِن العقوبة أساء الأدب»، نشدّ على أيدي الجهات المعنية في معاقبة كل من تسوّل له نفسه التجاوزَ بحقّ البيئة، والاعتداء على الروض؛ لأن من لم يرتدع بالحسنى والتذكير والموعظة، يرتدع بالقانون.
وأكَّدَ أنَّ البَرَّ القطري جزءٌ من حياة القطريين وتراثهم من قديم الزمان، ولا ينفصل البَرّ عن القطريين سواء كانوا من أبناء البادية أو الحاضرة؛ لأنَّ البر مُتنفسٌ للجميع. ودعا الجميعَ إلى المُحافظة على الروض لتظلَّ مورقة وخضراء ينعمُ بها، ويستظلُ بظلها أبناؤُنا في المُستقبل لتكون إرثًا مستدامًا، داعيًا الجهات المختصة لتوفير حاويات بمُحيط الروض؛ لتشجيع روّادها على الحفاظ على نظافتِها.
ثابت القحطاني: لا يجوز للإنسان الاعتداء على البيئة
ومن الوجهةِ الشرعيَّة، أكَّدَ فضيلةُ الشَّيخ ثابت القحطاني، الإمام والداعية الإسلامي، أن قطر تميّزت بشجرة السدر والتي لها قيمةٌ واعتبارٌ في قلوب الكبار والصغار حتى سُميت بعض المدارس مدارس سدرة، وأصبح مسمى سدرة في قطر رائجًا؛ تعبيرًا عن التقدير والاعتزاز، بتلك الشجرة الطيبة.
وقالَ: السدرُ من قديم الزمان، يستخدم للظل يتفيأ الناس ظلاله، كما أنَّ الشجر، لا سيما السدر، زينة للأرض، ولا يجوز قطع الشجر، مُستدلًا بما جاء في الحديث من أن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: «إن الذين يقطعون السدر يصبون في النار على رؤوسهم صبًّا».
وأكَّدَ أنَّ مسألة الحفاظ على البيئة مسألة مهمة جدًا ولا يجوز للإنسان أن يعتدي على البيئة أو يشوّه المنظر العام؛ لأن الناس إذا خرجت إلى البَرّ مع أبنائِها يريدون أن يروا الخَضار، والذي تعد رؤيته تغذية بصرية تروّح عن النفس، وتدخل السعادة والطمأنينة عليها.
وأشارَ إلى أنَّ الأشجار ظلالٌ للناس يستظلون بها في الصيف من حرارة الشمس، فضلًا عن اتّخاذ الطيور أعشاشًا لها في تلك الأشجار، ومن ثم العبث بالأشجار عبثٌ بالبَر، وبالحياة القائمة في البَر بشكل عام.
وأبان أنَّ حماية الروض بعد نزول الأمطار، ينبغي أن تكون محل اهتمام كبير، وأن تتخذ إجراءات حاسمة تجاه من يعتدون على البر؛ حتى لا يكون ترك العقاب ذريعة لمن سوّلت له نفسه تشويه المظهر العام.
وأوضحَ أنَّ الأشجار التي نمت في البر، إنما نمت خلال سنوات عديدة سقاها المطر بمائِه حتى نمت ونبتت وعلت عن الأرض، وأصبحت بهذا الشكل الجميل، ومن ثم فمن المنكر أن يقوم أحد المُستهترين بقطع تلك الأشجار التي استغرق نموها سنواتٍ عدة.
وشدَّد على ضرورة أن نتكاتف جميعًا للحفاظ على الروض كإرث وطني؛ حفاظًا على المظهر العام للبيئة ومظاهر الحياة القائمة عليها، وخاصة شجر السدر الذي يعتبر عنوانًا لدولة قطر.