المنتدى

سوريا.. بناء الدولة

بقلم /   سامي كمال الدين ( إعلامي مصري )

 

تتخذ الإدارة الانتقالية في سوريا خطوات جادة نحو بناء الدولة، لتحقق الاستقرار لشعبها وللدول المحيطة بها، حيث استطاع أحمد الشرع أن يجذب كل الأطراف المتضادة بل والمتنافرة لتتوافق في سوريا لتحقيق إرادة الشعب الذي عانى طوال 14 عامًا تحت القهر والاستبداد، فكانت الخطى واضحة مدّ اليد للجميع والترحيب بالكل للمشاركة في بناء الدولة التي خربت اقتصاديًا وسياسيًا ودينيًا من قبل عائلة الأسد، فهذا الإرث الكبير الذي ورثته الحكومة الانتقالية في سوريا كان يحتاج إلى خطة جماعية، وأراها خطة ناجعة بدأت تؤتي ثمارها في وقت قليل، لكن المشكلة هي التربص من محيطها ومن فلول النظام ومن الثورة المضادة، وهي ليست المشكلة الأكبر، تستطيع الدولة معالجة هذا الأمر ومواجهته خاصة في عدم وجود قوة عسكرية منظمة للثورة المضادة، المشكلة الأكبر التي تحتاج لحل حتى لا تدخل سوريا في الحرب مرة أخرى هي التوافق مع القوات العسكرية في الشمال السوري، حيث التشابكات الدولية والإقليمية والمحلية في شمال سوريا، صحيح أن تصريحات قائد قوات سوريا الديمقراطية «قسد» مظلوم عبده تكشف بداية توافقات أساسية بين الحكومة الانتقالية وبينهم، مع ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وأنه على استعداد للتفاوض مع تركيا، وهذا تحول كبير من «قسد» التي كانت تتعامل عسكريًا أكثر منه سياسيًا، كما أن قسد تدرك أنها قد تخسر ما تحت يدها إذا دخلت في حرب تمتد لفترة طويلة، ذلك أنها تدرك أن الإدارة الجديدة تلاقي دعمًا من مختلف القوى الدولية والخليجية لتحقيق استقرارها، وتلاقي التفافًا حولها من الشعب السوري وفي طريقها إلى حوار وطني ليتشارك الجميع في السلطة، ذلك أن الحوار الوطني يكسب الشرع وحكومته تخفيف الحذر المحفوف به تعامل أمريكا وأوروبا معه وكذلك يزيد من شعبيته داخل سوريا. كما أن تركيا تتعامل مع الملف بشكل واضح سعيًا لاستقرار سوريا، حيث أكد هاكان فيدان وزير الخارجية التركي أن تركيا لا تسعى إلى احتلال الأراضي السورية، لكنها تواجه تهديدًا لاستقرار الدولة التركية من وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا لتحقيق الاستقرار.
أزمة تركيا على حدودها الجنوبية معضلة كبيرة تحتاج إلى توافق وحل دبلوماسي وليس عسكريًا، فإذا تم دمج قوات سوريا الديمقراطية في الدولة السورية الجديدة يتحقق الاستقلال والاستقرار لسوريا وتنتهي الأزمة التركية الكردية، الأكراد السوريون هم جزءٌ من المكون السوري ويجب دمجهم أيضًا مع مختلف الطوائف في سوريا يحصلون على نفس حقوق الطوائف الأخرى ويحيون داخل إطار الدولة مثل أي جزء أو فصيل آخر من الشعب السوري، وبذلك يتحقق لسوريا استقرارها وتعبر بنجاح إلى بناء الدولة.
معالجة ملف اللاجئين السوريين أيضًا خاصة في لبنان وما يحدث على الحدود يحتاج إلى خطوات تدريجية تنهي إرث الأزمات التي حدثت سواء بين لبنان وسوريا سلطويًا أو على مستوى الشعبين، خاصة القهر الذي سببه نظام الأسد للشعب اللبناني.
أكثر ما تحتاجه سوريا الآن من الدولة العربية هو التكاتف معًا من أجل الدعم الاقتصادي، وتحقيق الحياة الكريمة للشعب السوري وقد بدؤوا بالفعل زياراتهم إلى سوريا وعقد مؤتمرات ومباحثات وتقديم الأموال والاستثمارات لأن المواطن السوري يحتاج إلى توفير الموارد الأساسية للحياة من بناء المدن والبيوت وتوفير الكهرباء والماء والطعام وغيرها الذي يحقق له استقراره ومن ثم يحقق لسوريا استقرارها.

 

@samykamaleldeen

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X