الباب المفتوح.. حقائق في العام الجديد 2025 (2 – 2)

أما فيما يتعلق بالتطورات الاقتصادية المرتبطة بتحولات الطاقة فسوف تركز الدول العربية، خصوصًا في الخليج، على تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط كما ورد في (رؤية قطر 2030 والسعودية 2030 مثالًا). كما سيشمل ذلك دخول استثمارات ضخمة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا في هذه الدول، في نفس السياق توجد تحديات اقتصادية كبيرة في الدول التي تعتمد على المعونات أو تواجه أزمات مالية، فمن المتوقع حدوث تراجعات ملموسة من الدول المانحة حسب المؤشرات المعلنة بما ينعكس على أزمات في الدول المتلقية للمساعدات.
أما على صعيد التأثيرات البيئية والتغير المناخي، ففي هذا الملف تتصاعد التحديات البيئية التي تؤثر على الأمن المائي والغذائي للإقليم بما يطرح عدة تساؤلات لكيفية مواجهة هذه التحديات قبل وقوعها، إقليميًا بزيادة التعاون الإقليمي لمواجهة أزمات مثل التصحر وارتفاع درجات الحرارة.
كما يحمل عام 2025 تحديات كبيرة في بيئة الحوار العربي ومستوى فعاليتها من أهم هذه التحديات غياب رؤية عربية موحدة بسبب تضارب المصالح بين الدول العربية، ونقص الإرادة السياسية لدى بعض الأطراف لتفعيل دور الجامعة العربية. وضغوطات القوى الخارجية التي تؤثر على قرارات الدول، لذلك لا بد من تعزيز العمل العربي المشترك من خلال مبادرات إقليمية تركّز على قضايا التنمية والاستقرار، وقد يكون استخدام الأدوات الحديثة، مثل الدبلوماسية الرقمية والمجالس الاستشارية التي تضم خبراء في السياسة والاقتصاد من كافة الدول أحد الحلول المطروحة في العام الجديد لتطوير دور الجامعة العربية لتصبح أكثر مرونة واستجابة للمتغيرات كما ذكرنا سابقًا، وسريعًا أود الوقوف على بعض المقترحات لتعزيز صناعة القرار العربي عبر إعادة هيكلة المنظومة العربية وإصلاح الجامعة العربية لتكون قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة، وإنشاء منصات حوار جديدة تعتمد على إشراك الشباب والخبراء، ثم العمل على تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول ببناء شبكات اقتصادية إقليمية لتقليل الاعتماد على القوى الخارجية. وعلى الحكومات المحلية التركيز على تطوير المشاريع المُشتركة مثل مشاريع الربط الكهربائي العربي وقوانين التعرفة الجمركية البينية ولوجستيات التجارة.
بشكل عام، يعتمد المشهد لعام 2025 على قدرة الدول العربية على تجاوز خلافاتها وتفعيل أدوات الحوار المشترك لمواجهة التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية.