المنبر الحر

حينما تنهار قوتنا

بقلم /  أحمد عبدالصبور حسن

 

تمرّ بين أيدينا لحظات حرجة، تنهار فيها قوتنا، تدب فينا رعشة تهز كل الأركان التي في جوانحنا، نقلب صفحات هواتفنا، فنقرأ خبرًا عن فراق عزيز، أو صديق أو حبيب، فجأة تتوقف بنا الحياة، ننهار رويدًا رويدًا على مرّ الزمن، نصبح كالطفل التائه عن أحضان أمه، لكن صيحة الرجل خفية، لا يشعر بها أحدٌ سواه، هي صرخة من الداخل، تقتل كل الأحشاء، تثور بصمت رهيب، هذا الصمت، وهذه الصرخة، حينما نفقد أو ترحل عنا كل الوجوه الطيبة الجميلة، فتصبح الحياة أشبه بجزيرة موحشة، حينئذ تفقد الحياة بريقها، تجد نفسك في دائرة مغلقة، وتصبح حياتنا مريرة.

 

ما زلت أؤمن أن المرء منا لا يموت مرة واحدة، فكلما رحل صديق مات جزء بداخلنا، وكلما غادرنا حبيب، مات أيضًا جزء، وكلما تحطم حلم كان يراودنا، مات جزء آخر حتى يأتي الموت الأكبر. الشاهد: أن الأرواح الجميلة تفقد بريقها، فتضعف، وتمرض، أو تموت وهو المحطة الأخيرة في حياة الإنسان، العاقل من يحسن آخرته، ويسعى في رضا ربه، بالأمس ودعت أمي، واليوم ودعت أبي، وبعد غد وداع حبيب أو صديق، أو عزيز لديك وهكذا تمر بنا الحياة حتى يأتي الموت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X