كلمات.. المرأة تفوُّق استراتيجي

لا يمكن أن ننكر دورَ المرأة المهم، ليس فقط ضمن حدود المجتمع حيث تخطى هذا الحاجز، فهي نبض الحياة، وشريان العاطفة، والنغمة التي تكتمل بها سيمفونية الكون، وها هي تثبت جدارتها يومًا بعد يوم، ضاربة أحقاد المشككين عرض الحائط.
اعتذر لمن أطلق عليها نصف المجتمع لأقول له اليومَ بملء الفم: إنها المجتمع بأسره، فباستقرارها يطمئن ويهدأ، بداية من حلقتها الأصغر الأسرة، وعلى رأسها رَبَّان السفينة، التي جعلها الله سكنًا له، أي الراحة والطمأنينة، وخير حضن يَدَّثّر به الرجل من صدمات الزمن، لتعيد إليه أمانه وقوته، فيخرج مرة أخرى متأهبًا لمنازلة أمواج الخطوب بسيف الثقة والحكمة، التي صقلته أنثاه حبًا و دفئًا، وانتهاءً برحاب المجتمع و فسحته، ليكون تلك البراحة التي تتنفس فيها كينونتها، وتدلّل فيها على حضورها الاستثنائي، لتلمع عقليتها الفذة في مجالاته، ولترفد المُجتمع بالطاقة والإبداع والحيوية
ولم تخيّب المرأة يومًا رجاءً فيها، فهي تحصد تفوقها في مُختلف السباقات، كالنجمة الأنيقة في فضاء الطموحات، وكالجوهرة التي لا يمكن تجاهل بريقها، أو طمْره مَهما استطاعوا نحو ذلك سبيلًا.
وعندما انطلقت استراتيجية التنمية الثالثة لدولة قطر، انبجست منها فرص لمشاركة جميع الأطراف المعنية، اندفعت المرأة بأجنحة العزيمة، تتبع بوصلة الطموح، لتشكل رقمًا صعبًا في القطاعات المُتعددة، حيث تقر الاستراتيجية على دعمها وتمكين وتنمية دورها في مُختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولم تتردد في اقتناص الإمكانات التي أتيحت لها، لتغرس الورد في الدروب الشائكة، ولتثبت من خلالها تمكنها وحسن إدارتها، ونتيجة للسياسة الحكيمة في الدولة نجدها اليوم تتصدر قائمة الموظفين الحكوميين الأكثر إنتاجية! لتسهم في رأس المال البشري الماهر الذي يقود بدوره للتميز الحكومي الذي يتطلع إليه الوطن في نتائج الرؤية، كما تبرهن على كونها ركنًا أساسيًا في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 في الريادة، الجودة، الكفاءة والإنتاجية، ثم مشاركتها في تعزيز ركائز التنمية المستدامة، ما يخلق مجتمعًا أكثر توازنًا وديناميكية، وبالرغم عن كل التزاماتها وواجباتها، والظروف المزاجية المُتقلبة التي تتعرض لها، إلا أن قيمة تقديرها للعمل مُرتفعة للغاية، فهي لا تقبل أنصاف الحلول في قراراتها، وتملك القدرة في التوفيق بين واجباتها واختياراتها.
وإذا تمعنا في دور المرأة فنجد بأنها خلقت لتكون قائدًا، ولا يخفى علينا بأن قائد المجموعة هو الأكثر تأثيرًا، وهذا الدور تتقنه وتلعبه بجدارة واستحقاق، سواء كانت أختًا أم زوجة أو أمًا، فليس العبرة بمن يتصدر المشهد ولكن العبرة بمن يديره ويؤثر فيه!
فالقيادة إذَنْ متشبثة بثنايا جيناتها، فهي تعرف تمامًا متى وكيف تبرز دورها القيادي، ومتى تختار أن تتنحى عنه، مع استمرار إمساكها بزمامه، إلا أن البعض يخشى خروج المارد من المصباح! ويهاب أسلحة المرأة القوية، فيحاول الإبقاء على ضمور هذه الأسلحة بشكل أو بآخر، لعلمه اليقيني بأنها ليست مجرد أسلحة عادية بل فتاكة ونووية، تستسلم أمامها أعتى الجيوش.
ولعل الضعف أهم وأفتك أسلحتها، ذلك الضعف الذي يحمل في طياته قوة الجبال وصبر البحار، وتلك الدموع التي تهزم بها جحافل الظلم والغطرسة، وتبقى هي الجندي المجهول في ميادين الصعاب، يحمل راية الطموح والشغف.
أثبتت المرأة بأنها تفوق استراتيجي، وحليف قوي، وعنصر رئيسي في النمو والاستدامة. وهي ليست عنصرًا مكملًا، بل ميزة استراتيجية تحدث الفارق الصعب. كما أنها ليست جزءًا في معادلة الحياة، و إنما هي المحرك الأساسي الذي يجعل هذه المعادلة تنجح وتزدهر.
دُمتم بود.