بذلنا جهودًا لرفع العقوبات منذ اليوم الأول لسقوط بشار
الحياة طبيعية في سوريا.. ولمسنا ارتياحًا عامًا
ما حدث معجزة بعد انتهاء معاناة سنين في 11 يومًا
نرفض خلق إسرائيل واقعًا جديدًا في سوريا ليتم التفاوض عليه
سوريا نسيج اجتماعي منسجم متعدد الخلفيات والديانات والثقافات
ثقتنا كبيرة بوعي الشعب السوري في المحافظة على وحدة بلاده

الدوحة – الراية :
قالَ معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن دولة قطر بذلت منذ اليوم الأوّل لسقوط نظام بشار الأسد جهودًا لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، مؤكدًا معاليه في الحوار مع قناة الجزيرة أن قطر لا تريد لسوريا الانهيار.
واعتبر معاليه أن رؤية قائد الإدارة السورية الجديدة للأقليات «مُبشّرة بالخير»، مؤكدًا أن الإدارة السورية الجديدة تسعى إلى الحفاظ على النسيج المجتمعي المتنوّع، وجددَ معاليه رفض قطر لإجراء إسرائيل الأرعن بالتوغل في المنطقة العازلة في سوريا، وألا يشكّل التوغل واقعًا جديدًا يتم التفاوض عليه لاحقًا.
- عدتم من سوريا مؤخرًا.. ما هو انطباعكم ؟
– الشعب السوري الشقيق عانى منذ بداية الثورة السورية معاناة كبيرة جدًا، والجُرح كبير بالنسبة للسوريين، ولكن من أول انطباع في زيارتي لدمشق، وأنا لم أزرها منذ زمن طويل جدًا، لاحظت بشكل عام أن الحياة طبيعية والناس يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، ولمسنا ارتياحًا عامًا، ولقائي مع السيد قائد الإدارة السورية الجديدة إيجابي، وتحدثنا عن كثير من الأمور، وتمت مناقشة ما الذي يمكن أن نقدمه للشعب السوري في هذه المرحلة، وكيفية دعمهم أيضًا في الساحة الدولية لرفع العقوبات عنهم، كان هذا جزءًا كبيرًا من الحديث فيما بيننا، وأيضًا تحدثنا عن ما هي رؤيتهم للمرحلة القادمة، وكيف سيتم تحقيق ذلك، وذكر أنهم في طور تأسيس المؤتمر الوطني والحوار الوطني لوضع الأسس اللازمة للمرحلة القادمة، وما حدث في سوريا يمثل معجزةً من الله، حيث انتهت معاناة السنين في 11 يومًا.
وهم يحتاجون لبعض الوقت لترتيب أنفسهم للإعداد للمرحلة القادمة، ونتمنى لهم كل التوفيق.
- بالإضافة إلى مسألة العَلاقات الثنائية في اجتماعاتكم مع المسؤولين في دمشق.. هل طرحتم مسألة رفع العقوبات، وكذلك العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية؟ وما المقاربة القطرية فيما يتعلق بهاتين القضيتين ؟
– للأسف الإجراء الأرعن الذي قامت به إسرائيل في اليوم الأول لتحرير دمشق بيد الثوار إجراء غير مقبول ومرفوض، لتدمير مقدرات الشعب السوري، سواء كان قصف مخازن الأسلحة التي يملكها الجيش السوري وهي لحماية الشعب السوري، وكذلك التوغل في المنطقة العازلة واحتلالها، وهما أمران غير مقبولين، وتحدثت بشكل مسهب مع السيد قائد الإدارة السورية الجديدة، وأكدنا على وجوب الانسحاب، وأنه لا يعتبر مثل هذا التوغل كأنه خلق واقعًا جديدًا، ويتم التفاوض عليه، فهذه منطقة عازلة، والتفاوض هو على الجولان السوري المحتل، يجب أن تعودَ القواعد كما كانت في السابق بدون أي مطالبات إضافية، ونتمنى حل هذا الموضوع في أسرع وقت ممكن.
أما بالنسبة للعقوبات فلو ناقشنا منطقية العقوبات فهي كانت مفروضة على نظام بشار الأسد المنهار، وليس من المنطقي إبقاء العقوبات.
ومع احترامي للدول التي تفرض العقوبات على سوريا، هل يتوقعون معالجة كل مخاوفهم الآن، ولكن في المقابل كيف من الممكن للإدارة السورية الجديدة أن تقوم بالوفاء بالالتزامات تجاه شعبها إذا كانت مفروضة عليها كل هذه العقوبات، فنحن في حوار دائم مع الأطراف الغربية في هذا الاتجاه، ولمسنا تجاوبًا، وإن لم يكن بالسرعة المطلوبة التي نطمح لها لرفع هذه العقوبات، لكن هناك على الأقل خطوات إيجابية يتم اتخاذها، ورأينا استثناءً من بعض العقوبات في الولايات المتحدة، ونتمنى من الاتحاد الأوروبي ذلك.
- هل تبذلون جهودًا واتصالات مع هذه الأطراف لرفع العقوبات؟
– نحن منذ اليوم الأول لسقوط النظام نبذل هذا الجهد ونسعى له، ولا نريد لسوريا انهيارًا، ولا نريد للشعب السوري أن يكون في حاجة إلى أحد، والشعب السوري شعب قوي وشعب منتج، وهم أهل الخير في كل مكان رأيناهم، حتى أماكن هجرتهم رأينا ما الذي يقدمونه للدول التي هاجروا إليها، وسنفعل كل شيء يدعمهم بإذن الله، ونحن واثقون أنهم سيقفون على أقدامهم في أسرع وقت.
- هل تشاطرون المخاوف المطروحة فيما يتعلق بوحدة أراضي سوريا؟
– للأسف نسمع كثيرًا عن بعض المؤامرات التي تُحاك تجاه تقسيم سوريا، لكن نحن على ثقة كبيرة بوعي الشعب السوري في المحافظة على وحدة الأراضي السورية، وأيضًا في حديثي مع السيد أحمد الشرع كانت وجهة نظره ورؤيته مُبشّرة بالخير، وبالنسبة لموضوع الأقليات التي يتكلم عنها المجتمع الدولي، فإن سوريا نسيج اجتماعي منسجم متعدد الخلفيات والديانات والثقافات، وهذا النسيج موجود في سوريا من 1000 سنة وأكثر، وتسعى الإدارة السورية الجديدة للحفاظ على هذا الانسجام، وتسعى لأن يكون هناك تواصل مع الجميع، وفي النهاية نريد أن نرى سوريا دولة مواطنة مبنية على الكفاءة، وليست دولة طائفية، لأننا رأينا ماذا فعلت الدول الطائفية، فالشعب السوري شعب واحد يجمعه تراب واحد، ومنسجم مع بعضه.